جعل الله تعالى استمرار الحياة مرهونا بالتشارك بين جنسي ابن آدم.. الرجال والنساء. وأوكل إلى كل واحد منهما مهام مخصصة تتناسب مع المؤهلات والقدرات التي ركبت فيه، ونجاح الحياة مرهون بقيام كل منهما بواجباته خير قيام.. والمرأة هي العنصر المكافئ للرجل في الحياة.. فليست هي دونه وليس هو بمتسلط عليها، بل كلاهما مطالب القيام بواجباته بإحسان وإتقان.

والمرأة هي ذلك المخلوق الذي أودع الله فيه قابلية التضحية من أجل أولادها وأسرتها.. فهي بفضل عاطفتها – التي تمتاز بها – تضحي بذاتها وبكلها من أجل استمرار حياة أسرتها وسعادتهم.. مما يجعلها العنصر الأهم في استقرار الأسرة واستمرار حياتها. لذا كانت الزوجة الصالحة عنوانا لكل معاني السعادة والاطمئنان.

ومن أجل قيامها بهذه المهمة، أوجب الله على زوجها الإنفاق عليها لقاء حبسها نفسها على نجاح أسرتها وتفوقهم.. فالزوج مطالب بالعمل كي يكف نفسه.. وزوجه.. وأولاده. وعند قيام الزوج بواجباته.. وأداء الزوجة لعملها.. يحصل التكامل المطلوب.. وترفرف قيم “المودة والرحمة” في الأسرة.. بحيث ترفد المجتمع بأفراد صالحين.. يساهمون في استمرار الحياة وفق ما شرع الله.. .

إن التضحية التي تقدمها المرأة لأسرتها هي عنوان أنوثتها.. وهي سر أمومتها.. فلا تفهم الأنوثة في حقيقتها والأمومة إلا ضمن أسرة تشعر بجناح اللطف والشفقة التي أودعها الله في ذلك المخلوق الرائع: الأم.. والزوجة..

وإن سعادة البشرية مرهونة بوجود أمهات نذرن أنفسهن لسعادة أسرهن ونجاحهن.. .وإن من تعاسة البشرية أن تطلق المرأة أسرتها.. رامية إياها وراء ظهرها..

إن دعاية الغرب تنادي بـ”عقلنة” عاطفة المرأة من خلال دعوتها إلى الخروج والعمل جنب الرجل.. ولكن من للطفل الصغير الذي ينتظر كلمات أمه ونظراتها الحانية.. من للولد القادم من مدرسته والمنتظر لطعامه.. من للبنت التي تنتظر أمها لتخبرها عن أسرارها..

إن الأم هي “سر نجاح أو فشل المجتمعات”، وهذا يقيني الذي أومن به.. ولست في هذا المقال ضد عمل المرأة.. ولكني مع ترتيب الأولويات وتوزيع الواجبات بشكل مناسب للمؤهلات والقدرات.