إن الخوف والرجاء هما جناحا المؤمن يطير بهما في سماء محبة ربه جل وعلا. ولا بد من تحقيق التوازن بين الخوف والرجاء حتى تستقيم حياة المؤمن في الدنيا وفي الآخرة. وقد قال العلماء بأن الأفضل في حال الرخاء هو تغليب الخوف. وأن الأفضل في حال الشدة أو المرض تغليب الرجاء. وقال بعض الصالحين: “لأن تجلس مع أناس يخوفونك حتى تأمن، خير لك من أن تجلس مع أناس يؤمنونك حتى تخاف”.

ومن أمثلة التوازن بين الخوف والرجاء في حياة الصحابة قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: “لو نودي أن كل الناس في النار إلى واحدًا لظننت أنه عمر، ولو نودي أن كل الناس في الجنة إلا واحدًا لظننت أنه عمر”.

ومنها قول سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه: “لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله عز وجل”.

وجاء في الحديث أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم دخل على شاب وَهو في الموتِ فقال كيف تجدك قالَ واللَّه يا رسول اللَّهِ إني أرجو اللَّه وإني أخاف ذنوبي فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ” لا يجتَمِعانِ في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطِنِ إلَّا أعطاهُ اللَّهُ ما يرجو وآمنَهُ ممَّا يخافُ ” ( حديث حسن رواه الترمذي ) .

اقرأ أيضا :

علامات قبول التوبة

وإليك بعض النصائح التي تمكنك من تحقيق التوازن بين الخوف والرجاء في حياتك:

1 – حاسب نفسك على كل عمل تعمله، وسل نفسك هل الله يحب هذا العمل أم لا؟

2 – إذا كان العمل مما يحبه الله فسل الله عز وجل أن يرزقك به الجنة. وإذا كان مما يبغض الله فاحذر أن تكرره فإن الله يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.

3 – عايش مواقف حياتك وتخيل في آخر يومك أن الله عز وجل قد أدخلك الجنة بأعمالك الصالحة التي عملت، أو قد أدخلك النار بأعمالك الطالحة التي عملت. وتمثل أن الله سبحانه وتعالى يراقب كل أعمالك ويجازيك عليها أولا فأولاً.

4 – داوم على ذكر الله عز وجل ولا تنسه أبدًا.

5- إذا كنت تريد حقًّا أن تكون من الراجين فسل نفسك هل يسوقك رجاؤك إلى درجة الاستخفاف بنظر الله عز وجل وأنت تفعل المعصية؟ ولماذا ترجو ربك وعلى أي عمل؟

6 – وإذا كنت تريد حقًّا أن تكون من الخائفين، فسل نفسك هل يمنعك خوفك من ربك أن تقدم على معصيته؟!

الدكتور علاء السيوفي