الدكتور مبروك زيد الخير باحث ومفكر وداعية ومصلح جزائري وأستاذ محاضر متخصّص في اللّغويات العربية والبلاغة القرآنية، كلية العلوم الإسلامية جامعة الأغواط بالجزائر. عضو بالمجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر، ومدير المركز الوطني للبحوث في الدراسات الإسلامية والحضارة، ورئيس قسم العلوم الإسلاميّة بجامعة الأغواط. اشتهر بنظمه لـ”الألفية الفقهية”، وهي عبارة عن منظومة من ألف بيت في الفقه المالكي تناولت مسائل العبادات والعادات والعقيدة وأصول الدين.

يقدم فضيلة الشيخ الدكتور مبروك زيد الخير في العديد من المناسبات، أجمل القصص والمواعظ في الدين الإسلامي وسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وسيرة الصحابة، وله أجمل المقاطع في الشعر العربي بلغته العربية الفصحى الجميلة، ويردد أبيات الشعر بلسانه في معظم المقاطع ليعيد للغة العربية جمالها ورونقها. إذ يكفيك أن تسمع صوت الدكتور مبروك زيد الخير وتعرف مدى جمالية اللغة العربية الفصحى و حلاوتها. بل أن احدهم قال إنه أحب اللغة العربية من فصاحة وجمال كلام الشيخ مبروك حفظه الله.

كما أنه رجل مهتم بحال الأمة العربية والإسلامية إلى حد “الهوس”، وهو يصف حال الأمة في هذا العصر، فيقول إن “هناك هوّة سحيقة بين القول والعمل ونأي بعيد بين النصوص وبين الواقع المعيش، ولذلك تعقد المؤتمرات وتتزاحم الملتقيات، وتطرح القضايا الساخنة، وتعالج الموضوعات ذات الصلة بالواقع، والمرتبطة بالحياة الدينية والقضايا الوطنية، ولكنّها تبقى حبرا على ورق، وكلاما من غير تطبيق، ولا تجد لها صدى في الواقع، ولا أثرا في الإصلاح، ولا مسلكا إلى التغيير، وعليه فإننا محتاجون إلى شيء من الجدية والفاعلية لنستطيع استثمار ما تنقدح عنه القرائح في مختلف الملتقيات.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الشيخ مبروك لا يترك ملتقى ثقافيا أو ندوة علمية أو مؤتمرا إسلاميا دُعي إليه، إلا وشارك فيه وأبدى رأيه في المواضيع التي يناقشها، لعل ذلك يعود بفائدة ولو ضئيلة لشبابنا المتعطش للعلم والباحث عن التوجيه والإصلاح. وقد التقى الأستاذ مبروك زيد الخير بعلماء ودعاة كثر في هذا العصر وشارك معهم في مناسبات عدة. وقد تألق في برنامج “سواعد الإخاء” الذي يجمع جمع شيوخ وأساتذة وعلماء أجلاء أمثال الشيخ عمر عبد الكافي و الشيخ محمد راتب النابلسي وغيرهم.

ويصف أحدهم البروفيسور مبروك زيد الخير فيقول إن “للرجل أخلاقا هي أعطر من زنبقة الوادي، تنم عن دين مكين وتربية راسخة، وهو شاعر مطبوع، ومتحدث مسترسل، فصيح العبارة، صاحب ملح واطلاع على لسان العرب”. وهو عادة ما تغلبه هوايته الشعرية ونزعته اللغوية والأدبية، التي هي تخصصه الأكاديمي الأصيل عن عقلية الفقيه أو العالم الذي نذر حياته للعلوم الشرعية.

من هو المفكر الجزائري مبروك زيد الخير؟

الشيخ مبروك علي زيد الخير باحث ومفكر وداعية ومصلح، جزائري الأصل والمولد، من مواليد 27 ديسمبر 1961 بمدينة الأغواط (400 كلم عن الجزائر العاصمة)، عضو بالمجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر. وعضو بالعديد من المؤسسات الدينية الإسلامية والتعليمية. أستاذ محاضر متخصّص في اللّغويات العربية والبلاغة القرآنية، عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الإسلامية جامعة الأغواط بالجزائر، عضو بالمجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر، مدير المركز الوطني للبحوث في الدراسات الإسلامية والحضارة، ورئيس قسم العلوم الإسلاميّة بجامعة الأغواط. اشتهر بنظمه لـ”الألفية الفقهية”، وهي عبارة عن منظومة من ألف بيت في الفقه المالكي تناولت مسائل العبادات والعادات والعقيدة وأصول الدين. كما له العديد من المؤلفات والدواوين في الأدب والشعر والفقه واللغة والثقافة الإسلامية عموما.
الدكتور مبروك زيد الخير هو – كما يصف نفسه – ذلك السائر في دروب العلم الشريف، طالب علم منذ اليفاعة، درس في كتاتيب الأغواط القرآن الكريم ومبادئ الدّين واللّغة العربية، وتدرج في مراحل التعليم وممارسته بالمتوسط والثانوي والجامعي، عُيّن مديرا للشؤون الدينية، ورئيسا لقسم العلوم الإسلامية، يعمل حاليا مديرا لمركز البحوث في العلوم الإسلامية والحضارة بمدينته الأغواط، وهو عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، وعضوا باللجنة القطاعية للتعليم العالي، واللجنة القطاعية للشؤون الدينية، وهو يؤكد :”مازلت أطلب العلم، وأدعو أن يحسن الله عاقبتي في الأمور كلها”.
وقد شغل الدكتور مبروك زيد الخير عدة وظائف منها:
مدير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية الأغواط (1989–1991)
مدير المركز الثقافي الإسلامي بولاية الأغواط عام 1992.
عضو بديوان والي ولاية الأغواط الخاص بالتعريب عام 1990.
رئيس قسم العلوم الإسلامية بجامعة الأغواط عام 2010.
مدير المركز الوطني للبحوث في العلوم الإسلامية والحضارة منذ 2015.
عضو اللجنة القطاعية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي عام 2016.

التكوين والشهادات

الدكتور مبروك زيد الخير حاصل على دكتوراه في اللغويات، بعنوان: “العلاقات الإسناديّة في القرآن الكريم، وأثرها في البلاغة والإعراب” من جامعة الجزائر وجامعة القاهرة (إشراف مشترك) عام 2008م.

وحاصل على بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها عام 1995، وشهادة الماجستير بعنوان: “الوقف وأثره في تغيّر المعاني النحويّة في القرآن، سورة النّساء نموذجا”، من جامعة الجزائر المركزيّة، عام 2002 م.

كما لديه شهادة في التأهيل الجامعي، من جامعة الجزائر عام 2011 م .

مؤلفاته المنشورة

للدكتور مبروك زيد الخير عدة مؤلفات منها:

  1. الألفية الفقهية، منظومة سنية على مذهب السادة المالكية،طبع دار الأمة، الجزائر 1998.
  2. ديوان ترانيم الوفاء، طبع دار السلام، الأغواط 2000م
  3. ديوان حنين ورنين، طبع دار الوعي، الجزائر 2011 م
  4. تدريس النصوص الأدبية، مقاربة للتقويم والتشخيص، المطبعة العربية بغرداية 2006م.
  5. الحلة السندسية على نهج البردة الرضية في مدح خير البرية، تقديم د أبو عبد الله غلام الله، وزير الشّؤون الدّينيّة والأوقاف، الجزائر 2006م
  6. تلخيص الفوائد وتجميع الفرائد (شرح على الألفية الفقهية، طبع دار بن حزم، لبنان، عام 2006م
  7. دور العلوم الإسلامية في إرساء الهوية ومواجهة التحديات المعاصرة، جمع وتقديم، مايو 2010م
  8. العلاقات الإسناديّة في القرآن الكريم، دراسة نحويّة بلاغيّة، دار الوعي، الجزائر 2011 م
  9. ظاهرة الوقف القرآنيّ وأثرها في تغيّر المعاني النّحويّة (سورة النّساء نموذجا، دار الوعي، الجزائر 2011م
  10. محاضرات في قضايا المعجم العربيّ وعلاقتها بالدّرس اللّساني الحديث، دار الوعي، الجزائر2011م
  11. تشطير البردة لمحمد الأخضر السائحي 2013.
  12. اللغة العربية وأثرها في ترسية الأحكام الشرعية، 2016.

ويقول الدكتور زيد الخير عن كتابه “دور العلوم الإسلامية في إرساء الهوية ومواجهة التحديات المعاصرة” أن هذا التأليف عبارة عن كتاب جمع فيه حصائل ملتقى حول دور العلوم الإسلامية في إرساء الهوية ومواجهة التحديات المعاصرة، وقد حضره جملة من الباحثين والعلماء المتميزين من أمثال الدكتور أبو القاسم سعد الله، والدكتور محمد العربي ولد خليفة، والدكتور عبد الرزاق قسوم، والشيخ الهادي الحسني، والدكتور عمار جيدل، والدكتور أبو عبد السلام، والدكتور محمد بن بريكة والدكتور عبد الكريم بكري، والشيخ محمد المأمون القاسمي وغيرهم..، ويضيف: “وقد سعدنا في هذا الملتقى سنة 2010م بمشاركة جامعة الأمير عبد القادر وكلية أصول الدين بالخروبة ومعهد الحضارة الإسلامية بوهران، وجامعة أدرار وباتنة وغيرها في مختلف جامعات الوطن، وكان الطرح عميقا، والنقاش جديا وعقلانيا، وكانت التوصيات مفيدة للغاية”.

ماهي الألفية الفقهية؟

لعل أكثر ما اشتهر به البروفيسور مبروك زيد الخير هو نظمه لـ”الألفية الفقهية“، وهو كتاب بعنوان “الألفية الفقهية، على مذهب السادة المالكية” عبارة عن منظومة من ألف بيت في الفقه المالكي تناولت مسائل العبادات والعادات والعقيدة وأصول الدين، ولو تناولت مسائل الآداب لطابقت “الرسالة الفقهية للشيخ ابن أبي زيد القيرواني “. ولقد سلك صاحب المنظومة المنهج القرآني للإمام سحنون التنوخي في ترتيب موضوعات الفروع في ‘مدونته’ .
وجاءت منظومة “الألفية الفقهية” مستجيبة لحاجة ماسة وهي تقريب الفقه الإسلامي إلى الجميع، فجاءت على شكل أرجوزة سهلة العبارة، واضحة المعنى، يسيرة الإستظهار .
ولهذه الألفية الفقهية على مذهب السادة المالكية شرح ممتع للناظم نفسه، الدكتور مبروك زيد الخير، سماه: “تلخيص الفوائد وتجميع الفرائد، شرح الألفية الفقهية على مذهب السادة المالكية، مع توخي الأدلة الشرعية”.
ويقول مبروك زيد الخير عن “الألفية الفقهية” التي تناول فيها ملامح التيسير في الفقه المالكي من خلال المنظومات الفقهية، متخذا الألفية الفقهية كنموذج، أنها دراسة متأنية في الألفية الفقهية التي نشرها عام 1998م، وأنه لا جرم أن هذا التأليف كان يقصد به عموم طلبة العلم، فقد أراد تيسير المباحث الفقهية لهم، في نظم سهل العبارة، دقيق الإشارة، مستوعب بإيجاز لكل قضايا العبادة والمعاملة، وممهدا له على شاكلة رسالة ابن أبي زيد القيرواني بمقدمة في العقيدة، ويقول أن هذه المنظومة طُبعت في الإمارات العربية على نفقة أحد المحسنين، كما طُبعت بدار ابن حزم بلبنان بعد أن قام بشرحها ورد مسائلها إلى أدلتها الأصلية والفرعية.

بحوثه وإنتاجه العلمي

للدكتور مبروك زيد الخير العديد من البحوث المنشورة والمقالات والإنتاج العلمي الراقي، تناول فيه الكثير من المواضيع التي تعنى بالثقافة الإسلامية والحضارة العربية الإسلامية ومكنونات اللغة العربية وأصولها التي يجيدها هذا المفكر الجزائري بشكل مثير، ومن بين كتاباته مايلي:

  1. المقدمة الأجرومية عن طريق للإشارات الصوفية، قراءة في مخطوط قديم).
  2. حروف المعاني وأثرها في الفقه وأصوله
  3. ثنائية اللفظ والمعنى عند البلاغيين وعلماء الدلالة
  4. اللغة العربية في الجزائر وصراع التحديات، في فكر الأستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم.
  5. ملامح التسيير في الفقه المالكي من خلال المنظومات الفقهية، الألفية الفهقية نموذجا.
  6. دور التعليم القرآني في ترشيد المنظومة التربوية بالجزائر
  7. من نحو المباني إلى نحو المعاني
  8. من مآثر آل البيت
  9. الوقف القرآني في المصاحف

تجربته الدعوية في أوروبا

شارك الدكتور مبروك زيد الخير في برنامج ثقافي ديني بالمراكز الإسلامية بمدينة “ميلانو” بإيطاليا، كما زار العديد من العواصم العالمية، ويقول في هذا المجال أن تجربته في إيطاليا هي إحدى التجارب الدّعوية في أوروبا، فقد زار إيطاليا مرارا وكذلك إسبانيا وفرنسا، وقد ألقى في ميلانو وملوز وستراسبورغ وباريس في مسجدها الكبير بفرساي وغيرها محاضرات ودروسا للوعظ والإرشاد وأحيانا للتكوين والتوجيه العلمي، فكانت الفرصة مواتية للاحتكاك بالجالية الإسلامية المتعددة الجنسيات، وبالجالية الجزائرية على الخصوص، ويضيف بأن هذه التجارب ساهمت في معالجة الكثير من المسائل والقضايا والنوازل الخاصة بالمسلمين في الغرب، مشيرا أن الإقبال كان كثيفا، والتفاعل إيجابيا وقويا، مما يؤكد أن المسلمين في الغرب عطشى للتوجيه السديد، والخطاب الإسلامي الوسطي الرشيد.

المؤتمرات والأنشطة التي شارك فيها

شارك الشيخ مبروك زيد الخير في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية المهتمة بالثقافة الإسلامية والفكر الإسلامي والتراث واللغة العربية والمذاهب الفقهية وغيرها من المواضيع التي تعنى بالمجتمع الإسلامي وقضاياه التاريخية والمعاصرة.

فقد شارك فضيلة الشيخ في “مؤتمر الوحدة الإسلامي، مخاطر التصنيف والإقصاء” مخاطبا 1200 شخصية إسلامية من 127 دولة يمثلون 28 مكوِنا إسلاميا في مؤتمر نظمته “رابطة العالم الإسلامي” في المملكة العربية السعودية. وقال مبروك زيد الخير خلال هذا المؤتمر أن الأمة الإسلامية مرت في تاريخها بتحديات ونكسات كبيرة لكنها تجاوزتها بثباتها وتساميها وإيمانها وحفظ الله لها، وأكد أن قيم الإسلام الأصيلة صححت الفكر وهذبت الخلق وأحيت الضمير وكرست الدعوة للاستقامة والتسامح والوحدة، داعيا الله عز وجل أن ييسر الأسباب للأمة الإسلامية لعودة الروح وانبعاث الوعي وتماسك الكلمة والتئام الصف وهناء الحاضر وعمار المستقبل. كما دعا في محاضرته إلى ضرورة إعادة قراءة التاريخ بوعي وحصافة وتلمس مواطن العبرة والمراجعة فيه، ثم تفعيل آليات الاجتهاد وترسيم خطوات النهضة، وإلى الاستثمار في الإنسان والاعتماد على حكمة الشيوخ وطموح الشباب لبناء العقل الواعي والهمة المتحفزة للنهوض. وأكد بأنه يجب علينا العمل أفقيا وعموديا على ترقي الأوطان واستقرارها وتقارب الأمة وتماسكها في وحدة وحكمة.

كما شارك الشيخ مبروك زيد في عدة مؤتمرات أخرى داخل وخارج الجزائر نذكر منها ما يلي:

  • ملتقى التراث والأصالة بالأغواط 1989.
  • ملتقى مؤسسة المسجد بقصر الأمم بالجزائر 1990.
  • المؤتمر الوطني للزوايا بقصر الأمم 1991.
  • ملتقىيات الفكر الإسلامي، سنوات 1987،1988،1989،1990.
  • ملتقى السيرة النبوية بقاعة الأرشيف الوطني بالجزائر 1993.
  • الملتقى الوطني الأول حول جهود جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأثرها في التعليم بمداخلة بعنوان: (منهج تربية الفرد والمجتمع عند أبي بكر الحاج عيسى الأغواطي، تأملات في مناحي التأثر والتأثير 2003م).
  • الملتقى الوطني حول (المذهب المالكي في الجزائر، نشأته، واقعه، وآفاقه) بمداخلة عنوانها: (ملامح التسيير في الفقه المالكي من خلال المنظومات الفقهية، الألفية الفقهية نموذجا) أبريل 2004
  • الأسبوع الوطني الخامس للقرآن الكريم، مشاركة بمداخلة عن (بلاغة القرآن الساحرة) ماي2004.
  • الجائزة الدولية للقرآن الكريم وإحياء التراث الإسلامي، بمحاضرة عنوانها:( دور التعليم القرآني في ترشيد المنظومة التربوية بالجزائر) ، نوفمبر 2004.
  • مشاركة في اللجنة العلمية للملتقى الدولي حول (الأبعاد الدينية والفلسفية والتربوية لآثار مفدي زكرياء)، في ماي 2005.
  • مؤتمر النهضة العربية في العصر الحديث، من فلسفة النهضة إلى تفعيل الواقع بجامعة عين شمس، القاهرة، بمداخلة عنوانها (دور المثقفين الجزائريين في توجيه حركة النهضة الجزائرية العربية الحديثة) نوفمر 2007.
  • المؤتمر الدولي حول اللغة والثقافة في إفريقيا، من تنظيم معهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، شارك ببحث عنوانه (اللغة والهوية في الثقافة الجزائرية) فبراير 2008 .
  • الأسبوع الوطني العاشر للقرآن الكريم ، شارك بمداخلة عن (عظمة النبوة ) ، مارس 2009.
  • الدروس المحمدية بالزاوية البقائدية شارك بمحاضرة عنوانها (دور الشيخين أبي بكر وعمر في إرساء الحضارة وتوجيه الأمة) ، سبتمبر 2009.
  • المشاركة ضمن وفد ثقافي بالإمارات العربية في مارس 2009.
  • المشاركة في رحلة إلى المغرب الأقصى ثم بتونس ثم مصر في إطار التأطير العلمي لبرنامج فرسان القرآن التلفزيوني.
  • المشاركة في برنامج ثقافي ديني بالمراكز الإسلامية بمدينة ميلانو بإيطاليا في مارس 2010.

آراءه ومواقفه ومحاضراته

من بين المحاضرات التي ألقاها الدكتور مبروك زيد الخير محاضرة عن “موطأ” الإمام مالك، حيث تحدث عن سيرة مالك  – رضي الله عنه – الذي ولد في سنة 93 للهجرة منوها في بداية كلامه عن شيوخه الذين نهل منهم، فالإمام مالك لم يكن طفرة علمية بل امتدادا لمن نهلوا من نبع القرآن والسنة، كما أشار الشيخ إلى محامد الإمام وأخلاقه وتورعه ودقته وحرصه على النقل الصحيح والتمحيص والتدقيق، وقال أنه من دلالات هذه الصفات في شخصه أنه لا يتحرج في البوح بعدم معرفته في بعض المسائل والإحجام عن الفتوى في مسائل تشكل عليه أو لا يتبينها…وقد أحصى رضي الله عنه 10 آلاف حديث في موطئه دققها وصفاها لتصل في “الموطأ” إلى 1942حديث حسب رواية يحيى الليثي المصمودي.

يذكر أن الإمام مالك توفي في أصح الروايات يوم 14 ربيع الأول 179هـ (86 سنة) تاركا مؤلفه العظيم “الموطأ” الذي انتشر في الأمصار غربا وشرقا وإلى اليوم ما زال يعتد بالموطأ ويؤخذ به ومنه، جزاه الله عنا كل خير ونفع به الله أمة الإسلام.

الحلول القرآنية لإشكاليات الأمة

وفي حوار لصحيفة “البصائر” الجزائرية تطرق مبروك زيد الخير إلى واقع تجديد الفكر الإسلامي والمجهودات العلمية المبذولة في هذا المجال لتطوير واقع الأمة، وأشار إلى التحديات المعاصرة التي تواجه الفكر الإسلامي خاصة تلك المتعلقة بالصراع الإيديولوجي والعقائدي وأيضا الاقتصادي والعولمي مؤكدا أن هذا الأخير يدعو إلى إذابة ومسخ الهوية والتاريخ.

ومن أجل ضمان الحلول لكل الإشكاليات التي سعاني منها المجتمع الإسلامي، كثيرا ما يتحدث الشيخ مبروك زيد الخير عن “الحلول القرآنية” لتسوية الإشكاليات الاجتماعية والاقتصادية وكذا الفكرية التي تعيشها الأمة، كما يتحدث عن الفوضى الفكرية وضرورة التوعية والتوجيه السليم ويقول: “مواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة”. أما عن واقع اللغة العربية في الجزائر وتحدياتها فيقول: “اللغة العربية سوف تبقى صامدة رائدة رغم الداء والأعداء”، مشيرا في هذا الصدد إلى الفصاحة العالية والبلاغة الرفيعة للقرآن الكريم، مشيرا إلى كتابه “دور العلوم الإسلامية في إرساء الهوية ومواجهة التحديات المعاصرة”.

ويقول الباحث زيد الخير عن هذه الحلول القرآنية أنه طالما ألّف فيها النخبة من أهل العلم كمحمد عبده، ورشيد رضا ومحمد البشير الإبراهيمي ومصطفى السباعي ومحمد متولي الشعراوي ومحمد الغزالي، وكانت واضحة مبلورة في أفكار مالك بن نبي في نقوداته الحضارية، وفي منهجه الذي تضمنه كتاب شروط النّهضة، ولا شك أن هذا الموضوع سوف يبقى مفتوحا للمعالجة وتحديد التحسّن لضمان حلا لكلّ الإشكاليات.

مركز البحوث في العلوم الإسلامية والحضارة

يقول الدكتور مبروك زيد الخير عن “مركز البحوث في العلوم الإسلامية والحضارة” – الذي يديره – بأنه مؤسسة بحثية لها دورها وجهودها في إثراء البحث الإسلامي والحضاري ومدى تطبيقها الميداني، فهو مؤسسة علمية مكرّسة للبحث في الميدان الإسلامي والحضاري، وتهدف إلى ترقية البحث، والتطبيق الميداني لمشاريع المجلس العلمي المكوّن من كفاءات علمية من داخل الجزائر وخارجها، وهي تنجز في إطار أقسام عدة، منها قسم الدراسات القرآنية والفقهية، حيث تتناول جانب الإعجاز في القرآن، ومعالجة النوازل في الفقه، وقسم للفكر والعقيدة والحوار مع الآخر، وقسم للتاريخ الثقافي الجزائري، متخصص في المخطوطات والأعلام، وقسم آخر للحضارة الإسلامية يتضمن الترجمة والاستشراق والصّيرفة الإسلامية والعمران الإسلامي وغير ذلك، وهو مركز يسعى لإثراء البحث وترقية الثقافة بما يقدمه من بحوث وأنشطة ومطبوعات.

ويقول مبروك زيد الخير أن أهم البحوث في هذا المركز تتمحور حول: “مشروع الانجاب وأحكامه الفقهية”، و “مشروع أطلس المعالم والمواقع الأثرية بالجزائر” منطقة الواسطة نموذجا، ومشروع بعنوان: “بوابة المخطوطات الإلكترونية” وآخر بعنوان: “الخطاب الإسلامي في المناهج التربوية في الجزائر” دراسة ونقد، ومشروع “أزمة الهوية في المجتمع الجزائري في ظل العولمة“، ومشروع بعنوان: “آليات تعزيز الأمن الأسري في ظل التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال” ومشروع آخر بعنوان: “الآليات المالية الإسلامية الربحية وغير الربحية ودورها في التنمية الاقتصادية في الجزائر” مؤكدا أن هذه المشاريع قطعت جميعا أشواطا كبيرة.

اللغة العربية محفوظة بحفظ الله للقرآن الكريم

الدكتور مبروك زيد الخير باحث متخصص في اللغويات، ومن أكثر الدعاة إلى ضرورة رفع شأن اللغة العربية، على الرغم من تأكده بأن “اللغة العربية محفوظة بحفظ الله للقرآن الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه”.

يقول زيد الخير في هذا الشأن “ورغم التحديات الاستعمارية الظالمة، والغزو الفكري والألسني الطاغي، وصراع الحضارات، ومشاكل الهوية، وضغوطات العولمة، فإن اللغة العربية سوف تبقى صامدة رائدة، رغم الدّاء والأعْدَاء، ولئن شهدت ساحة الدراسات اللغوية شيئا من الركود والجمود والتقوقع، بفعل عوامل شتّى، فإن الجهود المبذولة من طرف المخلصين والغيورين على هذه اللغة الشامخة، سوف تعطينا أملا فسيحا في غد واعد، ودور رائد، رجاء تطوير اللغة العربية، وجهود مركزنا والمجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر تصبّ في هذا المضمار”.

القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة

يقول الدكتور مبروك زيد الخير أنه لا ريب أن القرآن الكريم هو الأعلى والأرقى فصاحة وبلاغة وتأثيرا، وهو بحق معجزة خالدة، وحكمة رائدة، ونظريات شاهدة، تعطي للعقل المتجدد، وللفكر المتعمّق كثيرا من النتائج المواكبة للعلم، والمتقاطعة مع أحدث البحوث وأبرز النظريات والكشوفات، غير أن الجانب البياني والبلاغي هو أبرز وأظهر ما يتميز به القرآن الذي أنزل بلسان عربي مبين، وقد تحدى الله به أرباب الفصاحة في العرب الأقحاح، كما تحدى الجنّ والإنس أن يأتوا بمثله وهم لا يستطيعون ذلك، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.

من جهة أخرى يؤكد الدكتور أن الفكر الإسلامي يشهد تعثرا على مستوى التنظير والتفكير من جهة، وعلى مستوى التواصل والخطاب من جهة أخرى، ولا شك أن انفساح الرؤية، وقيام العبقريات العملية من المفكرين الأثبات، والمفسرين الثقات، بالدّور المنوط بهم، من أجل تجديد الفكر الإسلامي، والولوج إلى ميادين الاجتهاد الخلاّق الذي يضمن تصحيحا للمنهج، وتطويرا للواقع، وتداركا للتأخر، وانتشالا للأمة من التعثر، وذلك رجاء خدمة البشرية ونفع الإنسانية بما يحقق للجزائر وللأمة العربية والإسلامية مستقبلا آمنا مستقرا لا تخاف فيه دركا ولا تخشى.