هذه مجموعة من الوصايا والنصائح العملية للراغب في السفر يمكن أن يستعين بها المسافر :

1- تصحيح النية: صحّح نيَّتك من سفرك، واجعل سفرك لطلب العلم ومعرفة ما يفيد المسلمين من العلوم، فإنك بهذا تؤجر، فعن أمير المؤمنين أبي حفصٍ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).

2- تقوى الله: اتق الله حيثما كنت، واعلم أنه يراك في كل أحوالك، فاجتهد ألا يراك على معصية، وكن دائم الصلة به سبحانه، قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب).

3-  المحافظة على الصلاة: حافظ على الصلوات في أوقاتها، ولا تضيّع منها واحدة إلا لعذرٍ شديد، قال تعالى: (وأقم الصلاة إنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)، واعلم أن الصلاة نور.. فأنر بها ظلام غربتك. فقد روى مسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور).

4-  كن من أهل القرآن: اتخذ لك من القرآن وردًا وحافظ عليه.. فهو شفاء ورحمة، وإن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تعالى أهلين من الناس)، قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: (هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته) صحيح الجامع.

5- الذكر والاستغفار: احرص على الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأنك كله، واجعل لسانك رطبا بذكر الله دائمًا، والزم الاستغفار.. فإن الله يغفر به الذنوب ويفرج به الهموم، فقد روى أبو داود وابن ماجه والحاكم بسندٍ صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كلِّ ضيقٍ مخرجا، ومن كلِّ همٍّ فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)

6- الصديق الصالح: ابتعد عن قرناء السوء، واجتهد أن تتخير أصدقاءك وزملاءك، على أن يكونوا من أهل الإيمان، المحافظين على الطاعات، قال تعالى: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا)

وروى أحمد وأبو داود بسند صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، ولا تستهن بهذا الأمر.. فهذا هو رسولنا الحبيب يبين لنا أهمية اختيار الجليس فيقول فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أبى موسى الأشعرىِّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير.. فحامل المسك إما أن يُحذيك، وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخُ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا منتنة).

7- غض البصر: غُض بصرك عما يغضب الله، ولا تطلق لبصرك العنان، واعلم أن النظرة –كما روي- سهمٌ مسموم من سهام إبليس من تركها مخافة الله أبدله الله عنها إيمانا يجد حلاوته في قلبه، فغض البصر أمر من الله واجب التنفيذ، قال تعالى في سورة النور: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون).

8- الدعاء: أكثر من الدعاء والابتهال إلى الله أن يوفقك، ولا تنس أن الدعاء سلاح فعال له أثر كبير في حفظ المرء، قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، وقال أيضا: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي)

9- تحديد الهدف: اعلم أن لك من رحلتك هدفا، من أجله سافرت وتركت الأهل والبلد والصاحب، فلا تنشغل عنه بغيره، واجعله نصب عينيك، واعلم أن من مئون الفقه –أي قوته وتمامه- أن تعرف أن “واجب الوقت” يحتم عليك أن تولي المذاكرة والدرس وطلب العلم “الطب” غالب وقتك، لتنجح وتتفوق، فتقر بذلك عيني، ويهدأ قلبي.. واحرص على وقتك، فإنما هو رأس مالك فلا تضيع جزءًا منه في غير فائدة، واستثمره فيما من أجله سافرت واغتربت، فإن لم تقضه في طاعة فلا تقضه في المعصية.

10- كن خير صورة لدينك: لا تنس أنه يجب عليك أن تكون قدوة صالحة لدينك ودعوتك، وإياك أن تكون قدوة سيئة، وتذكر أنك – بأقوالك وأفعالك– ترسم صورة وتترك انطباعا لدى من تعايشهم عن دينك، فأحسن عرض سلعتك فربما هدى الله على يديك رجلاً واحدًا فكان ذلك خيرا لك من الدنيا وما فيها.