إن المتأمل في عوالم الفن الإسلامي وجمالياته،ليُعجب أيما إعجاب بتلك العوالم الساحرة، والتي تتلاحم فيها جماليات الشكل، مع عُمق المعنى المُعبَّر عنه،إذ يقف المتأمل مشدوهاً  أمام تلك «الأنوار الضبابية المبهمة المنبعثة من نسيج النوافذ الآجرية ، ويغرق في أنوار آلاف السنين السالفة، والحالية، من الرسوم الملتوية والرقم الخطية المتصاعدة، وتوحد بين الزخارف والرقوش والخطوط الخارجية للقبب، والجدران اللازوردية في فضائها الداخلي،حيث ينمحي الاختلاف والتضاد، وتتعانق الأرض والسماء ويقترن الداخل بالخارج، والظاهر بالباطن، ويجتمع الأول والآخر، ويتناغم التجريد مع التجربة، والرمز مع الطبيعة، والعقل مع العرفان، والحس مع الشهود، وما ذلك كله إلا من عجائب الفن الإسلامي.

إن تلقي وإدراك جماليات الفن الإسلامي، والتعمق في كل ذلك الجمال بغزارته، وتشعبه المحيّر لا يتيسر إلا من خلال حكمة الحكماء، وإن مركب حكمة الفنّ الإسلامي عبارة عن مزيج بديع للعناصر المكونة للحكمة.

والحديث عن رحلة الفن الإسلامي، هو حديث عن رحلة مطولة، زاخرة بالتقلبات والتحولات، تلك التقلبات التي أسهمت إسهاماً كبيراً في إثراء التجربة، وتنويعها، فهبوطاً «من تلك الدوحة العليا، هبوطاً من سماء إلى سماء،فالإنسان خالق الفنّ الإسلامي أبدعه انطلاقاً من إيمانه الديني، ذلك الإيمان الذي شق في التاريخ طريقاً ولا أروع ولما تنجلي نهايته بعد لنا، والإيمان التوحيدي-الإسلامي الإنساني- الذي بدأ رحلته من شبه جزيرة الحجاز التقى عبر فتوحاته الأولى بأعظم حضارات ذلك الزمان حضارة الفرس وحضارة الرومان، فتعرّف عبر التواصل تأثيراً وتأثراً وإبداعاً مع هاتين الحضارتين على حضارات ما بين النهرين القديمة وحضارة مصر والهند والصين واليونان وأهدى إليها قيمه ومعتقداته هيكلاً ومضموناً. وبذلك أضحى الفن الإسلامي الوريث الوحيد لثمرة التجارب والمنجزات الثقافية والفنيّة التي ابتكرها وأوجدها أناس وأقوام غابرة، وما ذلك إلا لأنه تعامل مع الجديد من الثقافات برحابة وسعة صدر ولم يكن ليسعى يوماً إلى طمس معالمها أو تخطئتها، بل على العكس، فمن خلال ارتكازه على جوهرته الإيمانية (التوحيد) اكتسب وجوهاً وعناصر جديدة من تلك الثقافات وصبغها بصبغة التوحيد، وقد استطاع الفن الإسلامي عبر اعتماده على الرمزية الخاصة القابعة في باطن اعتقادات هذا الدين المبين أن يقدم أشكالاً وأساليب جديدة إلى الأسلوب العرفاني الإلهي، وهذا ما أدى بدوره مع نهاية القرن الثاني الهجري، وبعد مضي مدة طويلة على التفاعل مع ثقافات ذاك الزمان والتأثر بها إلى غاية تجلّي الفنّ والثقافة الإسلامية بأصفى شكل وأبدع صورة في روضة الحياة وساحة الوجود. وهكذا بدأ حياته برقة وجمال وعظمة وأمضاها على مدى ألف عام إلى أن اصطدم مع الغزو الثقافي الغربي الذي اجتاح بقاع العالم بما فيها العالم الإسلامي حيث انتابته حالة من الجمود والتواني مثيرة للدهشة.

وعلى الرغم من أن الثقافة والفنّ الغربيين لم يستطيعا التغلّب على الفنّ والثقافة الإسلاميين، إلا أنهما بدءا حياتهما إلى جانبهما عبر صور و أشكال تعبّر عن المعرفة الجمالية للثقافة المذكورة، وهنا يمكن القول بأن فصلاً جديداً قد بدأ في الشرق الإسلامي، فعلى امتداد الوجود الاستعماري في بلادنا الإسلامية واجه الفن بالمعنى الأعم أزمة عظيمة يمكن أن نسميها أزمة هوية، ومع تطور هذه الأزمة قطع الفن عرى اتصاله بماضيه وتاريخه وذلك دون النظر إلى الأسس النظرية والمعرفية الجمالية المتكاملة ودون أدنى اطلاع على التشعبات والمعطيات المعرفية المعاصرة، ومع هذا الانحلال انجذم حبل اتصاله مع الناس وخصوصاً مع نخبة المثقفين وبالتالي انحجبت قابلية الإلهام  عن جماليات الثقافة والأدبيات الوطنية والدينية ليحل محلها التأثر بالثقافة والفن العالميين» (1).

إن أغلب الدراسات التي تناولت فننا الإسلامي وألفيناها على الساحة ركزت في مجملها على قضايا الجمع، والتوثيق، والتأريخ، والمتابعة، وقلما وجدنا دراسات جادة معمقة تقدم لنا إحاطة شاملة عن جماليات ، وفلسفة، ومضامين ، وحكمة فننا الإسلامي، ففي نظرنا أن هذا المجال لم يلق العناية الكافية، ولم ينل حظاً وافراً من الدرس والتحليل.

وانطلاقاً من هذه الرؤية فالدكتورة زهراء رهنورد؛ أستاذة الدراسات الفنية، وتحليل الفن الإسلامي بجامعة طهران، ورئيسة جامعة الزهراء، تُقدم لنا دراسة جديرة بالتأمل والاهتمام، جاءت لتسد فراغاً مُذهلاً في ميدان الدراسات الفنية التحليلية المتعمقة في فننا الإسلامي، فمن خلال هذا السفر الهام، والذي ترجمه عن الفارسية المترجم باسل أدناوي، وراجعه الأستاذ الدكتور محمد علي آذرشب، تنفض الدكتورة زهراء رهنورد الغبار عن موضوع  يعد غاية في الأهمية، فقد جاءت دراستها «لتلامس حاجة ماسة لموضوع لم ينل حظاً وافراً من الدراسة والبحث،كما أنها تهدف إلى تأصيل جماليات ومفاهيم، ورؤى معمقة تتصل بحكمة فننا الإسلامي،فهي تفتح أمامنا –وهي الفنانة الباحثة الملتزمة ، والتي قدمت أكثر من عشرين مؤلفا عن الفن والأدب والشعر والدين، والمرأة، والطفل والسياسة، وُترجمت أعمالها إلى مختلف اللغات العالمية- نافذة لنطل منها على حكمة الفن الإسلامي،فهو يحوي جملة من الرؤى الأصيلة  التي لا نلفيها في غيره من الأسفار.

إن الرؤية التي تقدمها لنا الأستاذة الباحثة ترفض تصنيف الفنون إلى فنون جميلة(من أجل رؤيتها أو سماعها أو قراءتها) وفنون تطبيقية أو نفعية (كالخزف والفخار والحفر على المعادن…) فكلاهما فيه إبداع وفيه جمال… وفي كليهما حركة نحو بديع السماوات والأرض… ونحو الجميل المطلق سبحانه.

كما أن الرؤية التي تقدمها الباحثة تعيننا على مواجهة الموجة التي ترافق العولمة اليوم باسم الجماليات العوام، وشعارها عدم اعتذار المتلقي عن أية متعة يشعر بها أياً كانت. وهي تعني ترك ذوق الإنسان لشأنه دون تربية وتقويم وتهذيب… وبذلك يكون ذوق الفرد عرضة لصياغة قوى الإنتاج السينمائي والتلفزيوني العالمية، وأكثرها بيد دوائر تستهدف مسخ الذوق الإنساني،بل مسخ البشرية جمعاء.

والفن يجب أن يتعامل مع الجماهير، لا أن يبقى في أبراج عاجية، لكنه يجب أن يحافظ على الذوق الفطري الإنساني، لا أن يُقدم إلى الجماهير شيئاً باسم الفن وهو ضد الفن، وضدّ الذوق الجمالي للإنسان، فالفن إبداع، وهو إبداع جميل، الفنان بديع على طريق الجمال… وكل إنسان يحمل قدرة الإبداع.. وإن لم تتوفر له ظروف تفعيل قدرته،فهو يحبّ الإبداع… وكل إنسان يحب الجمال .. فإن تجد إنساناً لا يستثيره الجمال فهو محجوب عن إنسانيته ، وهذه طبيعة فطرية في ذات الكائن البشري، وهو مخلوق لكي يرتقي سلم كماله، وفي نفسه أشواق لكل صفات الكمال” الإبداع، والجمال، والعدل، والعلم، والحكمة، والغنى. وتظل الرؤية الجمالية وفكرة الجمال هاجساً مؤرقاً بالنسبة لذلك الفنان، وهو أكثر الكائنات قدرة واستيعاباً للجمال، فالفنان ونظراً لمقدرته، وموهبته، فإنه يُلفي نفسه صانعاً للجمال، وغارقاً في عوالمه،فيضفي لمساته الجمالية على كافة المستويات، وفي شتى المجالات. 

من هنا فالفن الإسلامي كما يتبدى لنا من خلال رؤية الأستاذة الدكتورة زهراء رهنورد فهو بمثابة حركة نحو «الله» وتجاوز لإطار الذات الضيقة نحو رحاب الكون الفسيح، وهو مكاشفة لصور الوجود المتنوعة بهدف تجلّي هذه الصور بحقيقتها عبر الكلام، أو الموسيقى، أو التشكيل، أو العمارة ، أو المسرح، وغير ذلك، وهو يهدف أن يقدم عبر سيرورة هذه المكاشفة حياة الإنسان الفردية والاجتماعية بأفضل شكل ممكن في سبيل وضع خاتمة لغربة الإنسان، وتعبيد الطريق لنيل القرب في حضرة ذاك الواحد الأقدس (2) .

   الأصول الكلية المعرفية لحكمة الفن الإسلامي

  من خلال الفصل الأول من الكتاب تُعالج الدكتورة زهراء رهنورد  القاعدة الرئيسة التي بُني عليها بحثها عن حكمة الفن الإسلامي،حيث تقدم لنا مجموعة من الأفكار التي تتصل بخطاب الحكمة، فلا ريب أن مصطلح الحكمة يعتبر خطاباً ثابتاً من ثوابت تاريخ الفكر والعرفان، والفن في نظر الإنسان المسلم يقوم بشكل رئيس على أساس الحكمة، ويزداد المرء تعلقاً بالحكمة عندما يُدرك أن العلم في حقيقة الأمر هو وديعة تلك الحكمة التي صُورت وتم التعبير عنها ، ووفقاً لرؤية«بوركهارت» فالفن الإسلامي بإمكانه « أن يمنح العالم وبأي شكل كان نوعاً من الصفاء والوضوح ويساعد البشر في تخطي الاضطرابات والهواجس الناشئة عن الكثرة ليصل بهم إلى ساحل الهدوء وبئر الصفاء اللامتناهي، وكذلك فهو يرى في الحكمة قانوناً يتم بموجبه وضع الشيء في موضعه، وإذا ما عُمل بهذا القانون في الفن الإسلامي فسوف يكون معناها،هو أن تحليل أي أثر أو إبداع فني يجب أن يتم بناء على القوانين المحيطة بمساحته الوجودية الخاصة بحيث يجعل هذه القوانين قابلة للفهم والإدراك، ويستخدم«بوركهارت» قانون الحكمة من أجل تفسير مفهوم كلمة التوحيد الأساسية (لا إله إلا الله) في نفس الوقت الذي تحتفظ به كافة المراتب الواقعية المختلفة(الكثرات)باختلافها وتمايزها،فيأخذ كلّ شيء مكانه تحت قبة الأحدية العليا اللامتناهية مما يعني أنه وبمجرد تشخيص الأمر على أنه متناه في نفسه فلن نستطيع آنئذٍ أن نعتبره أمراً واقعياً إلى جانب الأمر اللامتناهي، وهنا تذوب الظاهرة المتناهية في اللامتناهي »(3) .

  وقد رأى الباحث حسين نصر أن العلاقة بين الحكمة من خلال سيرورة التعريف بالفن الإسلامي تتبدى من حيث إن هناك نوعاً من التناظر والمحاكاة فيما بين الطبيعة باعتبارها إبداعاً وخلقاً من الله سبحانه وتعالى، وبين الفن من حيث إنه مجهود وعمل إنساني، وإنجاز من إنجازات الإنسان، وهذا التناظر إنما هو ناجم عن فطرة وطبيعة الفن الإسلامي، وهذه الفطرة تتصل بالذكر الإلهي، والطبيعة هي المرتع لذكر الله، والفن الإسلامي هو مساحة للتعلق، والتأمل، وذكر وتسبيح الخالق، وبناء على هذه النظرة، ومن خلال الاستمرارية في هذا التعريف يتوصل حسين نصر إلى نتيجة مفادها أن الحكمة هي العلم الوحيد، والمجال الأوحد الذي يملك القدرة ويمكننا من معرفة الفن الإسلامي،لأن الحكمة هي ذات إلهام فوق الفردي،ومتجاوز للفرد والذات، فالطبيعة تستحق أن «تكون مرتعاً لذكر الله وتسبيحه، لأن صانعها هو الله والصانع من أسماء الله، ويستحقّ الفن الإسلامي أن يكون مرتعاً لذكر «الأحد » وتسبيحه لأنه وعلى الرغم من أن الإنسان هو من خلقه، حيث كان هذا الخلق ناشئاً عن نوع من الإلهام الفوق فردي أي إلهام ما ورائي يعود في النهاية إليه.

وعن الصبغة الروحانية والاستعلائية للحكمة يرى حسين نصر أن الفن الإسلامي يقوم على معرفة ذات صبغة معنوية روحانية أطلق عليها التقليديون من كبار رواد الفن الإسلامي الحكمة، فالحكمة هي المعرفة بفطرة روحانية، وقد سعى الباحث في تعريفه للحكمة إلى إنهاء الاختلاف والتباين فيما بين العقل والروحانية، ويعتقد مع ذلك بأن الحكمة تقوم على علم باطني لا ينظر إلى ظاهر الأشياء،فيؤكد على أنه لا فرق في الإسلام بين الروحانية والعقلية بل هما وجهان لحقيقة واحدة، والحكمة التي يقوم عليها الفن الإسلامي ما هي إلا الجانب العقلي للروحانية الإسلامية» (4)  .

وقد تنوعت وتباينت توجهات ورؤى المفكرين للفن الإسلامي، ولعل أبرز المسالك التي سلكت بشكل كبير من قبل أكثر المفكرين كما ترى الباحثة الدكتورة زهراء رهنورد هي أربعة توجهات رئيسة:

فالاتجاه الأول ارتكزت نظرته للفن الإسلامي على نفي الشخصية في الفن الإسلامي، وهذا ما أشار إليه كل من «غانون» و «بوركهارت» ،حيث شدد عدد كبير من رواد هذا الاتجاه على ضرورة التخلص من الدوافع الشخصية في عملية خلق الفن الإسلامي، وسبب تأكيدهم على نفي الدوافع الشخصية، والتخلص من النزعات الفردية، والعواطف الشخصية أنها تشكل مانعاً وحجاباً أمام التوجه إلى الله.

أما الاتجاه الثاني فقد رأى أصحابه أن الموضوع الرئيس الذي لابد أن يتناوله الفن الإسلامي، ولا ينبغي أن يحيد عنه هو كل ما يتصل بالمقدس، والملكوت،والصفاء، والنقاء، والطهارة، وفي نظر أصحاب هذا الاتجاه  أنه لا يمكن للفن الإسلامي أن يتضمن موضوعات ملموسة، حتى وإن اتُخذت مجالاً للعبور والوصول إلى القدسية المباشرة بين الخالق والمخلوق.

وقد أوضح أصحاب الاتجاه الثالث علاقة الفن الإسلامي بالزمان، فرأوا أن الفن الإسلامي مقدس وخارج عن دائرة الزمان، وهو بذلك يخالف جميع الفنون الموجودة ضمن الدائرة الزمانية، وهم يرون سبب عدم ارتباط الفن الإسلامي بالزمان نظراً لطبيعته الذاتية.

وتعلق الاتجاه الرابع بالتعبير الجمالي للفن المقدس، وذلك بناء على جملة من الأسس كالإشارات، والترميز، والتجريد، وما يُلاحظ على أصحاب هذا الاتجاه أنهم يتفقون على كل ما يتصل بالرمزية، بينما تباينت واختلفت آراؤهم في مسائل التصوير الواقعي.

  مجال بحث حكمة الفن الإسلامي

ترى الدكتورة زهراء رهنورد أن مجال حكمة الفن الإسلامي هو مجال خاص متعال، وفي حالة حاجة الاستعانة  بالمجالات الأخرى من أجل إيضاح بعض المواضيع، والبحث فيها توضع المجالات الأخرى في موضع البحث، ثم يُنظر في علاقة المفاهيم واللوحات مع المجالات الأخرى تحت لواء مجال «الحكمة» الذي هو بمثابة مجال خاص ومتفرد.

إن الفن الإسلامي، ونظراً لطبيعته الإلهية فهو يُغاير في توجهاته العملية أي انطلاق من شخص أو مؤسسة ، إلا فيما يتوافق مع طبيعة علاقاته ومعتقداته، وينسجم مع توجهاته، وهناك إمكانية لتحليل الفنون والبحث فيها «بالاعتماد على مبادئ وأسس إيديولوجية، ويصدق هذا خصوصاً على الفنون التي تمت ونشأت ضمن إطار فكري واتجاه سياسي معين، ومثال ذلك الماركسية، فللماركسية أسسها الفنية الخاصة والتي تشتمل على الرؤية الكونية، التاريخ، والمجتمع، والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية، والبطولة وضد البطولة، والشخصية، وعلم الجمال…

وكذلك الفن الإسلامي فنظراً لما يُقدمه من إيضاحات على كافة مستويات الحياة فهو يستطيع أن يضع لكافة الموضوعات الحلول المناسبة ويقدمها للفن كالرؤية الكونية (الدنيا والآخرة)، والتاريخ، والمجتمع، والإنسان، والبطولة، والروح البشرية، وعلم الجمال، وغيرها. وفي حال عدم وضوح هذه الأسس والمبادئ فلن يكون هناك أي خلق أو إبداع فني إسلامي، ولن يكون هناك معيار لتقويمه أو الحكم عليه، إذاً فلا يمكن أن تكون حكمة الفن الإسلامي تأويلاً أيديولوجياً للفنّ.

وليست حكمة الفن الإسلامي علم كلام أو فلسفة إلهية خاصة تبحث في النبوة والمعاد والإمامة والتوحيد والصفات الإلهية، وما يتعلق بإدراك الأبحاث الدينية،بل إن هذه الحكمة وبأسلوبها الذاتي الخاص تضع جميع هذه الأبحاث الفكرية موضع اهتمامها، أي على الرغم من أن حكمة الفن الإسلامي تنطوي على تجربة جمالية ترتبط بمجال الإلهيات، وعلم الاجتماع وعلم النفس وغيرها من المجالات الأخرى فهي في الوقت ذاته قائمة بذاتها وذات استقلالية تامة، ونظراً لما للفنّ الإسلامي من غنى وثراء بالرموز والعلامات المتنوعة والتي يختفي وراء كلّ واحدة منها فضاء من المعاني والمجالات المختلفة،يمكن القول بأن الاتجاه التأويلي أفضل أساليب حكمة الفن الإسلامي، رغم أن تأويل وتحليل الصور الجمالية وإرجاعها إلى مبادئها وغاياتها يقودنا لا محالة إلى الدخول في حرم مجالات أخرى.

والاتجاه التأويلي الذي ترى الدكتورة زهراء رهنورد بأنه الأنسب، وهو الذي اعتمدته من خلال بحثها هو ذلك الاتجاه الذي يرجع تأسيسه إلى المفكر الألماني «شلاير ماخر»، كما قدم «ويلهلم ديلتاي» بعضاً من الجهود في إرساء قواعده الأساسية حيث قال بعد المقارنة بين العلوم الطبيعية والعلوم الثقافية: إن العلوم الطبيعية تعتمد على التفسير في حين تعتمد العلوم الثقافية على الفهم والإدراك وذلك لأن هذه الأخيرة تنطوي على مفاهيم باطنية من الواجب فهمها، والتأويل هيكل ثلاثي الأبعاد، ويتشكل من:

  1. العلامة أو الخبر أو نص من مصدر(في الفن الإسلامي رسم، وألوان، ووسائط، وكلمات، وشخصيات.
  2. المفسر أو الوسيط،أو كما يُطلق عليه اسم (هرمس)،  وذلك نسبة لإله يوناني،يقال بأنه رسول الآلهة، وإله الرموز.

 المخاطب(المتلقي )

وفيما يتعلق بفهم الأثر الفنّي يعتقد«شلاير ماخر» بأنه من الواجب علينا أن ندرك نوايا خالق الأثر ونعلم بظروفه التاريخية والثقافية وعند ذلك سيكون المفسِّر أكثر علماً بنوايا وذهنية الفنان خالق الأثر منه بنفسه»(5).

رأت الباحثة الدكتورة رهنورد أن فضاء الفن الإسلامي يستميز بأنه غير انتقائي،ولا مثالي ، وهذا يرجع إلى أن الفن الإسلامي يُقدم للفنان فضاءً واسعاً، وشاسعاً للغاية،«يمتدّ ما بين عالم ما قبل الولادة وعالم القيامة ليكون السبيل نحو الخلاص والعثور على الموضوعات الفنية.

والفنان هنا حرّ في أن يختار الفضاء الذي يريده فهناك الموضوعات المتعلقة بالخير والشر والطبيعة والبرزخ والمعاد بصورة عامة بيّن الفن الإسلامي فضاءه فيما بين الغيب والشهادة، وبناء على هذا نرى أن  مجال الفن التاوي(الطبيعة) ومجال الفن الهندي( الروح وعالم الكارما) لا يشكلان سوى جانب من جوانب هذا المجال الواسع الممتد.

 والميدان الواسع الذي يتميز به الفن الإسلامي ومع كل ما يحتوي من واقعيات يقدم للفنان مواضيع فنيّة واقعية مثل المفاسد،والرذائل، والظلم، والاستبداد والكذب وهذه جميعها قضايا واقعية وليست مثالية ولكن الوقوف في وجه هذه الأمور الواقعية ذو وجه مثالي،كما ويطوي الفنّ الإسلامي طريقه نحو الخلاص سواء على صعيد الآفاق أم  على صعيد الأنفس، والفنان حرّ في انتخاب موضوعاته ضمن هذا الفضاء الواسع.

كما أن تجربة الفن الديني الروحية التي تسعى إلى تمثيل وتصوير خلاص الإنسان ونجاته تعتبر في الفن الإسلامي تجربة ذات اتجاهين:تجربة شهودية حيث تضم بجاذبيتها أرقى وأرفع المستويات والدرجات المعنوية والتي كثيراً ما تتخطى التجربة الحسيّة التي تعتبر بحد ذاتها تجربة بالغة الأهمية ومقدّمة لتجربة أسمى، وقد تكون هذه التجربة هي مسير مواجهة الطبيعة ومحاولة مؤانستها وتحقيق الألفة معها، وقد تكون معبّرة عن حقبة تاريخية مليئة بالعبر والمثل، وقد تكون حالة اجتماعية أو حالة روحانية محضة، ففي الطبيعة ومن خلال النظر في قوانينها وسننها من توالد وفناء نستطيع أن نصل إلى تجربة روحانية تحكي لنا سيرورة الفناء والمعاد، وفي التاريخ ومن خلال إمعان النظر في تشكل وسقوط الحضارات .

وعلى كل حال فإن فضاء الفن الإسلامي هو عالم الوجود العظيم يبدأ بالغيب وينتهي بالشهادة، يبدأ بالروح وينتهي في الطبيعة ومن هناك إلى المعاد،وكثيراً ما وجدناه مجسداً ومستعملاً كنوافذ جمالية أو كعالم رمزي في الرقوش والعقد والتذهيب الذي يستعمل غالباً لأغراض دينية سواء في المساجد أم في الأضرحة أم في رفوف الكتب وباقي الأمور الأخرى» (6).

  الفن الإسلامي والرؤى الأساسية

يتصل الفن الإسلامي بجملة من الأسس النظرية، ويتشكل من مجموعة من الرؤى الأساسية، وقد استفاضت الباحثة الدكتورة زهراء رهنورد في عرضها للرؤى الأساسية للفن الإسلامي، وقد أجملتها  في ست رؤى رئيسة هي:الرؤية الآيوية، والرؤية التسبيحية، والعدل في المنظومة الكونية، والتصوير المثالي للجنة والعالم السرمدي، والمدينة الفاضلة (المجتمع ونظام القسط والعدل الإنساني)، والإنسان.

 وبدءاً من الرؤيتين الآيوية، والرؤية التسبيحية اللذين يشكلان طريقة للنظر في هذا الوجود،كما يشكلان في اجتماعهما معاً وحدة متكاملة تسهم في تهيئة الظرف للفنان لكي يستطيع خلق الفضاء التشكيلي المقصود، وكذلك تسمح له بتسمية حالة القرب التي يعيشها في ذاته.

فالرؤية الآيوية هي تلك الرؤية الناظرة إلى كل « جزء من أجزاء الوجود بمفرده، وتتميز نظرتها إلى الظواهر بالعمق ، فتبحث فيها بطريقة تعبر من خلالها إلى ما وراء الظاهرة حيث تقبع حقيقتها. هذه الرؤية تتخطى معرفة الوجود وتتخطى معرفة الماهية لتصل إلى عالم المعاني لتدرك آنذاك معاني الظواهر وما تحمله من مدلولات ورسائل، وكثيراً ما دعانا القرآن الكريم إلى مثل هذه الرؤية لتكون الظاهرة المعاينة نقطة انطلاق للسفر إلى أعماق المعاني حيث يسعى الفنان من خلال هذه الرؤية إلى فهم وإدراك كنه مختلف الدلالات ، والمضامين، والخفاياً منطلقاً في ذلك مما يتجلى له في هذا الوجود، ، وكما جاء في الآية 50 من سورة الروم قوله تعالى { فانْظُر إلى آثارِ رحمةِ الله كيفَ يُحيِي الأرضَ بعد موتِهَا }  .

ومن الإشارات التي تبدو أشد عُمقاً في الرؤية الآيوية  إشارة (الرحمة) إلى الوجود والحضور الجمالي الدائم والسرمدي للواحد المتعال، فعندما يصور الفنان هذه الغاية، وهذا الواقع من خلال هذه الرؤية فإنه يخرج الواقع وما وراء الواقع بصورة تشكيلية، وتكون رؤيته ولقاؤه هذا عين المكاشفة وليست معبراً أو سلوكاً نحو الكشف والشهود، وهكذا هو الفن الإسلامي، مكاشفة تشكيلية للتعبير عن حقيقة ما وراء الواقع، وعلى هذا فالطبيعة تتمتع بقيمة خاصة باعتبار أنها تشكل ساحة للواقع والواقعيات التي تشكل نقطة انطلاق الفنان في سيرورته الفنية، إذ أنه لا يقف عنده و لا يستغرق فيها لأن الطبيعة وما فيها من الواقعيات لا يمكن أن تكون مبدءاً للقيمة والحقيقة، لأن حقيقتها ومعناها مترشحان عن مثالها الماورائي، والفنان يسعى كل السعي لإيجاد الوصل فيما بيننا وبين ذاك الجوهر الماورائي المتعال المتربع على عرش الوجود، والتوجه بأبصارنا والارتقاء بأرواحنا نحو الماورائيات، إذاً فهذه الرؤية تعتبر السبب في تجنب تصوير الواقع أو الطبيعة إلا فيما يتعلق بمعانيها المترشحة عن مثالها الماورائي، وعندما نقول بأن الفنان المسلم ليس طبيعياً ولا واقعياً فهذا لا يعني أنه لا ينظر إلى الواقع والطبيعة بصورة ذهنية أو أنه لا يعيرها أية أهمية،بل على العكس فهو يرى في الواقع والطبيعة إشارة إلى معناهما الماورائي مما يجعل من أثره مجالاً للربط بين الواقع والطبيعة من جهة ومعناهما من جهة أخرى» (7).

وأما الرؤية التسبيحية فهي عبارة عن عرض تشكيلي تصور فيه جميع اللحظات التي تتصل بحياة الظواهر ومعتقداتها وسلوكها، وذلك من خلال الوجود المنتظم للكائنات في علاقتها مع الواحد المتفرد، وكما ترى الدكتورة زهراء رهنورد ففي الواقع أن كلتا الرؤيتين الآيوية والتسبيحية تشكلان رؤية موحدة،فإما أن تكون نظرة الفنان المسلم إلى الوجود رؤية آيوية، وبهذا فإنها تحكي منهجية الرؤية، وإما أن تكون تسبيحية ، وبالتالي فهي تحكي لنا النتيجة التي يتوصل إليها من خلال هذا المنهج.

وما تجدر الإشارة إليه هو أن النماذج التشكيلية المتعلقة بالرؤية التسبيحية تتجلى في الكثير من الأحايين بصورة تجريدية، كما تُدرك بصورة واقعية أحياناً أخرى «على نقوش السجاد وفي الرسوم المذهبة على جدران المساجد برقوش هندسية ونباتية توريقية ومذهبات خطية متصلة تعبر عن الحركة الكونية الإلهية المتعلقة بجميع ظواهر هذا العالم،فترى كيف أن الخطوط والألوان والإيقاعات والألحان قد خلقت وحدة منتظمة أدت إلى تشكيل ورسم مثل هذه الحركة، ولا بد في هذا التشكيل الفني من تكرار إحدى الصور والأشكال، وقد تكون تلك الورقة أو يكون ذاك الطائر أو قد يكون الإنسان،فكل ورقة أو طائر في الرسوم الرقشية أو أي شكل أو جزء في الرسومات الهندسية يستطيع أن يكون واحداً من موجودات هذا العالم حيث لا هوية له و لا عنوان، وإنما هو موجود ضمن ظاهر وبادٍ وضمن نظام تسبيحي عام وما هو في الحقيقة إلا كذلك، ومن الأمور التي لا شك فيها أن لكل زمان أسلوبه ومضامينه التابعة لإلهاماته الخاصة، وكثيراً ما يحتاج إلى إنسان أو لغة جديدة، والعثور على هذه اللغة يحتاج إلى العناية بهاتين المسألتين.

أولاً: إن الأسس التي تقوم عليها الرؤيتان الآيوية والتسبيحية هي أسس قرآنية ذات حضور متواصل في الآثار الإسلامية، ومختلف الأشكال والألوان الإسلامية.

ثانياً: إن اللغة العصرية للفن وتعبيريته الحالية تحيط بها الشروط الوطنية والدولية المعاصرة،ونحن نسعى (المؤلفة)جاهدين للحصول على موضوعات جديدة خاصة نستطيع إخراجها بصورة فنية تشكيلية،تناسب العصر، وذلك مع المحافظة على تسلسلها التاريخي الفني  والفكري والتي ستكون بلا شك ذات انسجام خلاق وبنّاء »(8) .

وبالنسبة للعدل في المنظومة الكونية الذي أعدته الدكتورة رهنورد من أهم الرؤى الأساسية للفن الإسلامي، والتي تتبدى من خلال أعمال الفنان المسلم، فقد رأت أن ماهية إدراك الفنان المسلم، ورؤيته الكونية لا تنفذ إلى أعماق الآثار الفنية بشكل إرادي قصدي، بل إنها تتبدى  وتظهر بصورة عفوية غير إرادية،فمع مرور الزمن تكون قد ظهرت في تناغم جماعي،كما تتجلى كثمرة روحية جمالية في قالب تصويري مثالي، وذلك شأن الفنان المسلم في رؤيته للعدالة في المنظومة الكونية،فهي تتبدى عفوياً من خلال مختلف الأعمال الفنية الإسلامية،وهي مترسخة في تلك الأعمال،رسوخ هذه القيمة الأخلاقية في نفسية المسلم.

  ومن الرؤى الأساسية التي أبرزتها المؤلفة التصوير المثالي للجنة والعالم السرمدي، وهذا ما نلفيه في الكثير من الجوانب،فالقرآن الكريم قدم لنا لوحات فنية تعتبر في«غاية الجمال والعمق كتلك التي تبحث في الطمأنينة(الأمان)، والتي تحتاج من الناحية الفنية إلى بحث خاص بمفردها. وعلى كل حال فإن هذا النوع من الاعتقاد والإيمان بالطمأنينة والأمان يؤدي بمرور الأيام إلى خلق عادة إدراكية لمسألة الطمأنينة في ذهن الفنان تتقولب لتتجلى في النهاية، وبعد عبورها من المجالات والسطوح الذهنية في لوحات تصويرية وتشكيلية ،فالعالم السرمدي يمكن رؤيته في ذاك الفضاء الاستعلائي المدهش للمسجد، وفي رسوم جدران المراقد والأماكن الدينية وفي نقوش السجاد، وكذلك يمكن رؤية ما يعقب ذلك العالم من أمان وسلام متجلياً ومتمثلاً أمام الإنسان ليلقي إليه نوعاً من الهدوء والسكينة الفردوسية، وهنا يمكننا الرجوع إلى الفن الإسلامي للعثور على تجليات ذلك كيف تمثل حقيقة في مختلف الفنون الإسلامية، وكيف صُور ذلك، وليس بغرض التكرار الفني التشكيلي لها،لأن العالم المعاصر والحاجة الملحة إلى التنمية الثقافية تتطلب المحافظة على المضمون بصورة عصرية متجددة حتى يتم عبر ذلك تقديم ورقة جديدة إلى خزانة الفن والتشكيل لم يسبق لها نظير »(9).

وما يتبدى من خلال رصد رؤية مختلف الفنون العالمية للمدينة الفاضلة هو أن هناك تبايناً واختلافاً ،فلكل اتجاه من الاتجاهات رؤيته الخاصة، وتعبيره المتفرد الذي يطبع عليه لمساته الذاتية، «ويتجلى ذلك فنياً في ذهن الفنان وآثاره،ففي الفن الواقعي الاشتراكي نجد أن هناك في أذهان الفنانين تصويراً كلياً عن النظام الغائي المثالي الشيوعي، ويتجلى ذلك في الآداب والفنون بصور مختلفة منظومية واجتماعية،هذه المدينة الفاضلة تظهر في بعض دورات الفن اليوناني من خلال تكريم وتقديس الآلهة والأبطال والعظماء وفي بعض دوراته نجدها متجلية على وجوه العقلاء والحكماء،الذين يمثلون أسطورة الدولة العلائقية، وهذا ما عبرت عنه المقصورات من الدور والتماثيل واللوحات الفنية،هذا العنصر المثالي الغائي يظهر في تاريخ الفن الإسلامي وعلى الدوام عبر المعرفة الذهنية والروحية للمصور(الفنان) ولكن التعبير عنه كان يتم بصورة تجريدية، والنقطة المهمة هنا تكمن في أنه إذا كان التصوير الكلي للنظام الوجودي المتعالي والمتوازن، بما في ذلك الإنسان الموجود في منظومة منظمة متوازنة عابداً مسبحاً للباري الأحد، كل ذلك يعتبر من العناصر التي تبعث السكينة والأمان للروح في الثقافة الجمالية الإسلامية، فإن نظام العدل التخيلي (الطوباوي) الإسلامي يعتبر كذلك عنصراً من عناصر الطمأنينة والسكينة للجسم والروح عن طريق نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهذان العنصران يتطابقان في الفن التجريدي ويتجليان في المساجد والكتيبات والحدائق ونقوش السجاد وباقي المظاهر الفنية الأخرى» ( 10)

خاتـمـة

إن أهمية دراسة الدكتورة زهراء رهنورد تتجلى من خلال عدة جوانب، فقد فتحت الباحثة آفاقاً جديدة أمام الباحثين المتخصصين في هذا الميدان، وأمام عامة القراء، إذ أحاطت بموضوع حكمة الفن الإسلامي إحاطة شاملة، وهو موضوع واسع الآفاق ويمكن لدارسين آخرين أن يدرسوه من جوانب وزوايا أخرى تختلف عن الجانب الذي سلطت عليه الباحثة الأضواء من خلال بحثها هذا.

ومما زاد في قيمة بحث الدكتورة زهراء رهنورد هي أنها تذكر الإحالات والحواشي بدقة وتفصيل ، و قد ختمت الكتاب بقائمة مطولة ذكرت فيها مختلف المصادر والمراجع بالعربية، والفارسية، واللاتينية، وهذا ما يسمح للقارئ بالتوسع والتعمق أكثر، كما يكشف عن مدى عمق ثقافة الباحثة، وإلمامها بالموضوع ، فكتاب الدكتورة رهنورد هو ثمرة جهود مكثفة جديرة بكل تقدير، سواء تلك التي بذلتها الباحثة الدكتورة زهراء رهنورد، أو المترجم باسل أدناوي الذي نقله من الفارسية إلى العربية، وفقاً لمنهجية سليمة لافتة للنظر، كما قام بمراجعته الأستاذ الدكتور محمد علي آذرشب ، وما يمكن قوله إنه واحد من الأبحاث المتميزة، وهو إضافة نادرة ومهمة لمكتبة الفن الإسلامي.