الذكاء المكاني- البصري وهو ما يعرف بـ”ذكاء الصورة” ويعني القدرة على التخيل بدقة، والتفكير في الأشياء بصريا عن طريق التصور، مع امتلاك القدرة على تعديل هذا التصور المرئي في الذهن قبل أن يترجمه الشخص إلى واقع. كما يعرف أيضا بـ”الذكاء الفضائي”، وهو التميز في القدرة على استعمال الفضاء أو الفراغ بشتى أشكاله -أو ما يعرف بالوعي الفراغي- بما في ذلك قراءة الخرائط والجداول والخطاطات وتخيل الأشياء وتصور المساحات… إلخ.

قدرات ذهنية

وبالتالي فإن هذه القدرات تتضمن:

  1. الوعي الفراغي: أي قدرة الفرد على حل المشكلات المتضمنة توجيها فراغيا بمعنى تحريك الأشياء خلال الفراغ كما في لعبة الشطرنج، أو قدرته على استخدام الاتجاهات الأربعة في تحديد مكانه بسهولة في مكان جديد مثلا، أو في لعبة مناورة السيارات في الألعاب الإلكترونية مثلا… إلخ.
  2. العمل مع الأشياء: وهي القدرة على استخدام إستراتيجية التوافق البصري اليدوي لتركيب الأشياء، وإعادة ترتيبها، أيضا البراعة في زخرف وتجميل الأشياء، أو إصلاحها.
  3. التصميم الفني: القدرة على تنفيذ المشروعات أو المهمات الفنية التي تتطلب حسا جماليا، وتصميميا.

يمكنه أن يعمل: فنانا، معماريا، مصورا، مصمما داخليا، بحارا، مصمم مواقع، مصمما فوتوغرافيا، مصمم أزياء، لاعب شطرنج، ميكانيكيا، مخطط طرق، مصمم فنون متحركة.

تمييز الذكاء الفراغي

يتميز الشخص المتمتع بهذا الذكاء بقدرة على القيام بالأمور التالية:

  1. التفكير بالصورة:

 – لديه قدرة على تصور الأشكال أو الأفكار (خلق صور عقلية)، وأيضا على وصف هذه الصور المرئية الواضحة له في خياله.

 – يمكنه تخيل كيف ستبدو الأشياء المقلوبة إذا ما عدلت في وضعها الصحيح.

 –  لديه أحلام يقظة (تخيلات بصرية) أكثر من أقرانه، وغالبا ما يرى صورا مرئية حية إذا ما أغمض عينيه.

 – كما أن لديه أحلاما حية، حيوية، مشرقة عند نومه.

 – يستمتع بالفنون البصرية، والتعبيرية، مثل مشاهدة الأفلام، الشرائح… وأي عروض مرئية.

–  يستمتع بالأنشطة التي تتطلب ذاكرة بصرية وتخيلا.

 – يترجم أفكاره ومشاعره لرسوم تعبيرية مرئية.

  • في مجال الأنشطة والمهارات:

–  يستمتع بالأنشطة الفنية كالرسم، التلوين، النحت، التشكيل.

 – يرسم أشكالا متطورة عن مرحلته العمرية.

 – يحب الفك والتركيب، والبناء، مثل فكك الأشياء وإعادة تركيبها بسهولة مثل الألعاب.

 – يبني تركيبات ممتعة ثلاثية الأبعاد مثل المكعبات (الليجو مثلا).

 – يستمتع بعمل البازل (الألغاز)، المتاهات (لعبة البحث عن شيء في رسمه)؟ وغيرها من الأنشطة البصرية (المرئية) مثل استخدام الخرائط.

 – يحب التخطيط في الأوراق، اللوحات، على الرمل… وغيرها من الخامات.

 – يمكنه تقليد رسوم الآخرين، إضافة لتصميم رسوم خاصة به.

 – يستخدم الأنسجة المختلفة، أو الأشياء ذات الملامس المختلفة ليضفي عمقا على أعماله الفنية.

 – يحب استخدام الكاميرا ليلتقط ما يراه حوله.

 – يستخدم الخامات المختلفة بطرق مختلفة وجديدة.

 – يظهر اهتمامًا بالتفاصيل الفنية في الثقافات الأخرى: مثل الأزياء، الحلي والمجوهرات، الفنون اليدوية.

 – يتذكر جيدا الأماكن التي يزورها، كما يمكنه الوصول لأي مكان بسهولة.

 – يستمتع بالحديث عن أعماله وأعمال الآخرين الفنية.

في مجال التعلم

  – يميز التفاصيل جيدا.

– أثناء القراءة ينتبه للصور أكثر من الكلمات.

– يفضل الفيديو والصور على استخدام الكلمات.

– يحب الهندسة أكثر من الجبر.

– لديه تفوق في عمل الرسوم التوضيحية.

– يمكنه رسم مناظير، أشكال مجسمة، وثلاثية الأبعاد، وكذلك يرسم المتاهات والنماذج المعقدة.

– يرسم بخطوط مختلفة (مستقيم، زجزاج، دائري…) ويستخدم اللون بشكل منظم غير عشوائي.

– يظهر حساسية عالية للون، الخط، الشكل، التكوين، المساحة، العلاقات بين هذه الأشياء.

– لديه قدرة على قراءة وترجمة الخرائط، الرسوم التوضيحية، الأشكال.. بسهولة أكثر من النصوص المكتوبة، مع العلم بأن طفل ما قبل المدرسة يستمتع بالمرئيات عموما أكثر من النص.

– يمكنه فهم طرق العمل المرسومة المرافقة للعب، أو الآلات مثلا.

– يحب الكتب والمجلات التي تكثر فيها الرسوم والأشكال.

– يستخدم هذا الذكاء في إيجاد ابتكارات جديدة؛ ليطور حلولا متفردة للمشكلات.

وتبعا لما سبق فإن صاحب هذا النوع من الذكاء يتعلم عن طريق:

– التخيل.

– الرؤية.

– الرسوم التوضيحية للمفاهيم والأفكار والمعارف عموما كالخرائط، الأشكال، الرسوم، والمخططات البيانية.

– المفاتيح اللونية (يضع لونا كإشارة لشيء معين)

– العروض البصرية مثل الفيديو، الشرائح، الصور، والتصميمات ثلاثية الأبعاد.

– الصور الفوتوغرافية.

كيف ننمي هذا النوع من الذكاءات؟

قدم لطفلك ألعاب المتاهات، والألغاز المرئية (البازل)، وألعاب التركيبات ثلاثية الأبعاد.

درب طفلك على التصور، والتخيل

– مارس معه الحكي التخيلي (الوصف الدقيق أثناء الحكي) ليعينه على تخيل مرئي لما تحكي عنه.

– دربه على التخيل كوسيلة لتنمية الذاكرة.

 – استخدام الكتب الغنية بالخيال والغنية بالرسوم أيضا لتحبيب طفلك في القراءة.

  • قم مع طفلك بعمل زيارات ميدانية أو على الإنترنت: للمتاحف، المعارض، حدائق الحيوان، البحار، الريف.. دعه يلتقط صورا هناك، ويقوم برسم هذه الأشياء.
  • امنحه تلسكوبا، أو ميكروسكوبا ليستكشف العالم من حوله.
  • طالعا معا خريطة المنطقة السكنية التي تعيش بها: واطلب من طفلك تحديد أقرب متجر من البيت.
  •   نمِّ لديه هواية التصوير الفوتوغرافي، تصوير الفيديو، الرسم، الفنون البصرية، الرسم على الكمبيوتر، الرسوم المتحركة، الشطرنج، المجسمات، المكعبات، المباني…
  •  اهتم بهواياته وأنشطته المختلفة، ووفر له الخامات الفنية المختلفة للأعمال اليدوية من الألوان، العجائن، وأدوات النحت…
  • عود طفلك على أن يكون له رؤية لكيفية أداء مهمة ما قبل عملها بنفسه، وليس فقط الحديث عنها.
  • عوده على عمل قائمة مرئية بالأعمال التي لديه، فأمام كل مهمة صورة معبرة عنها.
  • يمكنك الاستعانة بالكمبيوتر في تعليم طفلك بما يتيحه من مواد مصورة، ورسوم في تعليمه الهجاء، أو الكتابة…
  • اعرض عليه الفنون البصرية المختلفة مثل الأفلام المتحركة الهادفة.
  • استخدم الرؤية كوسيلة أساسية في تعليمه كل شيء، مثل تعلم المفاهيم الرياضية.
  • وفر له فرصة القيام بالأنشطة والمشروعات الفنية.
  • وفر له فرصة تعلم برامج الكمبيوتر التي تهتم بالرسوم مثل (Photoshop Paintbrush, etc).
  • وفر له وسائل تعلم التكنيكات الفنية للرسم، التلوين، التظليل… إلخ.

النشاط الأول: علمه الرسم خطوة خطوة.

النشاط الثاني: غيّر ترتيب الغرفة:

  • اسمح له بأن يعيد ترتيب حجرته، اسأله ما الترتيب الذي يحبه.
  • اطلب منه رسم حجرته في ترتيبها القديم على شكل مربعات ومستطيلات ودوائر حسب شكل الأساس.
  • ساعده ليوقع الرسم بمقياس على ورقة مربعة.
  • ثم اجلسا معا لتفكرا في ترتيب جديد للغرفة محاولا أن يجد عدة ترتيبات ممكنة.
  • واطلب منه رسم كل ترتيب يفكر به.

النشاط الثالث (نمِّ التصور):

  • اطلب من طفلك التفكير في شيء ما.
  • اطلب منه أن يحاول رؤية هذا الشيء (تصوره) أثناء إغماضه عينيه.
  • ناقش طفلك: ماذا ترى؟ ما التفاصيل التي تراها؟ ما لونه الذي تراه…؟
  • اطلب منه أن يظل مغمضا عينيه، واطلب منه أن يحاول تصور ورؤية هذا الشيء في حالة تحريكه للأمام، وتحريكه للخلف، أو أن يتصوره حين يغير لونه.

استمر في التحدث حول هذا الشيء محاولا مساعدة طفلك على تخيله بتفاصيله مع تغيير هذه التفاصيل عن طريق التصور.

  • اطلب من طفلك أن يرسم الشكل الجديد للشيء بتفاصيله الجديدة.
  • اطلب من طفلك أن يبدأ في تصور شيء جديد: مكان مع تغيير إضاءته، مع تصوره صباحا ومساء.
  • ثم طور التصور ليبدأ في تصور أشخاص داخل المكان.. وهم ثابتون، ثم متحركون..
  • تدرج في تدريب طفلك على التصور، ولكن استمر حتى يعتاد رؤية الأشياء بخياله كأنه يراها حقيقة.

النشاط الرابع: القصص التخيلي:

  • أحضر قصة جيدة غنية بصور ملونة.
  • أخف الصور في الصفحة الأولى ثم اقرأ.
  • توقف في نهاية الصفحة الأولى واسأل طفلك ما الذي تحكي عنه هذه الصفحة، ودعه يخمن ما الذي يمكن أن يكون بالصورة التي تعبر عن هذه الصفحة.
  • أظهر الرسم وناقش مع طفلك تفاصيله.
  • اذهب للصفحة التالية فالتالية.. وهكذا.
  • يمكن أن تطلب من طفلك أن يرافق الحكي برسومه الخاصة.

نيفين عبدالله