على مدار يومين، من 10- 11 – مايو 2017م،  دارت فعاليات مؤتمر ( مهارات خدمة السنة النبوية ) بجامعة الزرقاء بالأردن، بالتعاون مع جمعية الحديث الشريف وإحياء التراث، حيث ناقش المؤتمر العديد من المحاور.

مهارة الإقناع

من أولى المهارات التي دعا المؤتمر إلى إكسابها، مهارات توظيف استراتيجيات الإقناع وفنونه في خدمة السنة النبوية، ويهدف هذا المحور إلى تقديـم رؤى وأفـكار متميّـزة في توظيف استراتيجيات الإقناع وفنونه المتنوعة، وإكساب القائمين عليها المعرفةَ بتلك المهارات وإتقانها في مجال خدمة السنة النبوية في جوانبها المختلفة، ومن ذلك: حجيّة السنة وإثباتها، ودلالات الأحاديث، والترغيب بها والدعوة إليها، والدفاع عنها وردّ الشبهات المثارة حولها.

وفي هذا الصدد، ذكر الدكتور حاتم العوني أن مهارات خدمة السنة، ومناقشة الشبهات الجديدة حولها، لا يمكن تنميتها إلا بتغيير أسلوب التعليم منذ البدايات، بأن لا يكون قائمًا على التلقين والتحفيظ ، بل على التفكير وإعمال الذهن والمناقشة والتحليل.

وألقى العوني باللائمة على طلاب الدراسات العليا في العلوم الإسلامية، الذين لا يزالون يتعاملون مع غريب الحديث وشرح معانيه تعامل المتلقي، مؤكدًا أن هذا الأسلوب من التعامل يحول دون استنباط هدايات الوحي، وتقديمها بشكل يتناسب مع طبيعة عصر العولمة والقرية الواحدة.

توظيف التقنيات الحديثة لخدمة السنة

ومن المهارات، التي دعا المؤتمر إلى إكسابها، مهارات توظيف التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال في خدمة السنة النبوية

ويُعنى هذا المحور بتقديم رؤى وأفكار إبداعية في خدمة السنة النبوية وذلك في المجالات الآتية:

أ-التقنيات والبرامج الحاسوبية وتوظيفها في خدمة السنة النبوية وعلومها؛ ومن ذلك: (برامج تخريج الحديث الشريف، وعلم الرجال، وغيرها).

ب-وسائل الاتصال التقليديّة والحديثة وتوظيفها في خدمة السنة ومن ذلك: (الإذاعة، والتلفزيون، ومواقع الانترنت، والدراما، والأنيميشين، والجرافيكس، وغيرها…)

ج-وسائل التواصل الإجتماعي وتوظيفـها في خدمة السنة، ومن ذلك: (تويتر، فيس بوك، واتس أب، إنستغرام، …وغيرها)

وفيما يتعلق بهذا المحور، أكد العوني على أن أصحاب الشذوذ الفكري، استفادوا من التقنية الحديثة للترويج لأباطيلهم، فمن خلال مئات الألوف من التغريدات في تويتر أو الفيس، أو بثوان مرئية في السناب شات ، أو ببضع دقائق في اليوتيوب، استطاع أصحاب الشذوذ الفكري أن يشككوا أبناء المسلمين في السنة، بل في علوم الإسلام من تفسير وأصول فقه وفقه وغيرها ، في الوقت الذي لا يزال مئات الألوف من طلبة العلم الشرعي بعيدين عن الإفادة من هذه التقنيات الحديثة للرد عليهم، أو للدعوة إلى الدين الصحيح، رغم أن هذه الأعداد الغفيرة من طلاب العلم، هم في عمر الشباب، وهو سن الولع بكل حديث!

أما عميد كلية الشريعة بالجامعة، ورئيس المؤتمر، الدكتور أنس الخلايلة ، فقد ذكرأن وسائل الاتصال الحديثة تحوي الكثير من صور تشويه السنة والتعدي عليها ، ونبه على ضرورة الإفادة من هذه الأدوات في تعزيز قبول العلم وتطويره.

مهارة التفكير

ومن المهارات المهمة التي ركز المؤتمر على ضرورة إكسابها، مهارة التفكير وإعمال العقل في خدمة السنة وتوجيهها، وفق البنود التالية:

أ-مهارة فهم الحديث وتوجيهه.

ب-مهارات شرح الحديث وتحليله.

ج-المهارات الخاصة بمشكل الحديث، والجرح والتعديل، والعلل، والتخريج، والحكم على الحديث.

وقد جاءت بقية المهارات التي عُني المؤتمر بلفت الانتباه إلى اكتسابها، على النحو التالي :

– مـهارات تصمـيم الكـتاب التدريسـي الخــاص بالسنة النبوية وطرق عرضها.

-العلاقة بين الكتاب والمنهاج الخاص بالسنة النبوية في مراحل التعليم.

-تنظيم المادة العلمية في صور وخرائط مفاهيمية.

-ربط المادة العلمية بالحياة العملية.

-معايير اﻷنشطة المرتبطة بالمحتوى والتقويم الشامل.

-معايير الإخراج الفني للكتاب (التصميم الداخلي والخارجي) والطباعة، والغلاف.

-نمـاذج تطبيقيـة تقنيــة في خدمــة السنــة النبوية،  ويقتصر هذا المحور الأخير على أصحاب المشاريع التطبيقية الخادمة للسنة النبوية أفـرادًا ومؤسسات، على النحو الآتي:

-عرض نماذج لمشاريع سابقة.

– تقديم نماذج تقنية مقترحة.

أهداف المؤتمر

وقد استهدف القائمون على المؤتمر عدة أهداف لتحقيقها، وهي :

1-تنمية مهارات المشتغلين بخدمة السنة النبوية وعلومها

2-الإفادة من وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة وتوظيفها في خدمة السنة النبوية.

3-بيان أهم اﻷساليب والمهارات التدريسية الحديثة في تعلم وتعليم السنة النبوية وعلومها

4-تحقيق التعاون بين الجهات الشرعية والإعلامية والتقنية في خدمة السنة النبوية.

5-رفد المؤسسات التعليمية والثقافية والدعوية والإعلامية بمهارات تخدم السنة النبوية.

6-تقريب السنة النبوية وعلومها إلى شرائح المجتمع المختلفة.

7-تنمية مهارات التفكير وإعمال العقل في فهم الأحاديث النبوية وتوجيه معانيها.

8- تنمية مهارات الرد على الشبهات التي ينفذ منها المشككون والطاعنون في الأحاديث النبوية وحجيتها.

توصيات المؤتمر

وفي النهاية أوصى المؤتمر إلى ضرورة توحيد الجهود المبذولة في خدمة الحديث النبوي الشريف، والاستفادة منها في نشر السنة النبوية على الوجه الذي يليق بها ويتناسب مع مكانتها وأهميتها.

إنشاء مجمع علمي

كما أوصى بنشر الثقافة الرقمية في أوساط المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية والعلمية, لاسيما التي تُعنى بنشر السنة النبوية المطهرة،  والانتصار لها، والجواب عن الشبهات والرد عليها، وإنشاء مجمع علمي عالمي يهتم بخدمة السنة النبوية وعلومها، وتطبيقاتها المعاصرة  على غرار المجامع الفقهية، والعمل على إلزام الشركات المنتجة للبرمجيات بعرض إصداراتها في مجال السنة النبوية المطهرة على الهيئات الرسمية المعتمدة في قضايا الحديث النبوي والسيرة النبوية المطهرة لاعتمادها وتقويمها.

إتقان برمجيات السنة

كما طالب المؤتمرون بالدعوة إلى التعاون بين المشتغلين بالسنة النبوية المطهرة والمختصين بالبرمجيات؛ بغية إظهار البرمجيات بصورة متقنة علمياً وتقنياً، وإخراجها بصورة رصينة متينة ومشرقة، وضرورة إيجاد برامج تدريبية لطلاب العلم الناشئين في برامج التعليم العام والعالي، بغرس محبة السنة النبوية من خلال البرامج الرقمية المتعلقة بالسنة النبوية بصورة متوازنة مع المصادر المطبوعة والمخطوطات، وتوجيه الأفراد والمؤسسات للعمل على إغناء المكتبة الحديثية بنماذج مشروحة طبقاً للمهارات المنهجية والإبداعية.