لا يمكن أن يصير ابننا مؤدباً إلاَّ إذا كنَّا نحن متأدبين مع جيراننا وضيوفنا، وأقربائنا، ومع الناس في الطريق وفي كلّ مكان. فلنمارس نحن هذه الآداب، إن كنَّا نريد لهم أن ينشؤوا عليها.

سيكون طفلنا مؤدباً مع الناس، حينما يرى أحدنا يقوم من مكانه في الحافلة ليجلس فيه أحد المسنين، أو حينما يجدنا نصدق في حديثنا، ولا نغتاب أحداً أو نطعن فيه بعد ترحاب، ونغفر للآخرين زلاّتهم وأخطاءهم، ونحسن معاملة كلّ الناس بغضّ النظر عن جنسه أو دينه أو سنِّه.

ولنحرص على اختيار الرفاق الصالحين لأبنائنا، ولا نكثر عليهم من النصح كي لا يملِّوا، وقد يكون في قليل الكلام، أو نظرة أو إشارة، ما هو أكثر تأثيراً من محاضرة طويلة.

علِّم أبناءك استعمال الكلمات اللطيفة، كقوله لزميله: من فضلك، جزاك الله عني خيراً، آسف، أشكرك، اسمح لي، فإنَّها ذات تأثير عظيم في التحابب والسماح عن الهفوات.

وكما يقول ابن المبارك رحمه الله: إننا إلى قليل من الأدب أحوج منَّا إلى كثير من العلم.

أمانة المجالس

– عوِّد ابنك، وبخاصة البنات، عدم رواية كلّ شيء رأوه أو سمعوه أو فعلوه، إلاَّ إذا كان متعلِّقاً بهم، أو طُلب منهم ذلك.

– عوِّدهم ألاَّ يأخذوا شيئاً من بيوت الآخرين حتى ولو كان بسيطاً.

– وألاَّ يفتح أيّ مغلق، سواء كان باباً أو ثلاجة أو كتاباً أو دفتراً، مهما جلس في المكان، إلاَّ إذا أُذن له بذلك.

– وإن كان يوجد كبير أن يفسح له في المجلس، ولا يجادل، ولا يرفع عليه صوتاً.

– عوِّد ابنك ألاّ يتفاخر على أقرانه بملابسه وأدواته، علِّمه مغزى حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت

عوِّد ابنك على الذوق الرفيع :

– فلا يقاطع متحدِّثاً ولا يسخر من أحد.

– ولا يرفع صوته على من أمامه، وبخاصة الأكبر منه.

– ويعتذر عن الخطأ بسرعة.

– ولا يمدّ قدمه أمام أبويه.

– ولا يتكئ ولا ينام أمام والديه أو أمام الضيوف.

– ولا يتجشأ أمام أحد متعمداً.

– ويضع يده على فمه عند العطس أو التثاؤب.

– ويعلِّق ملابسه عندما يخلعها ولا يرمي بها في أيّ مكان.

– ويستأذن أخاه أو أخته قبل فتح دولابهما.

– يحترم المواعيد.