اقرأ أيضا:
ثم كرر لفظ الجلالة مرتين متجاورين؛ للدلالة على جمع الوصفين من تجدد حدث المكر مقابل تجدد مكرهم، وللثبات في وصف خيرية هذا المكر واتساعه وقوته واستمراره إذ قال:
“ ويمكر الله والله خير الماكرين “
فارتفع لفظ الجلالة بالفاعلية في الفعلية، والابتدائية في الاسمية؛ ليغاير بين وصفين، وصف عارض حادث متجدد مقابلة مكرهم بمكره سبحانه، دون أن يكون ذلك وصفا ثابتا له، ثم ثبات وصف مكره بالخيرية واستمراره، “وَٱللَّهُ خَیۡرُ ٱلۡمَـٰكِرِینَ”
فالمكر بالماكرين الأشرار خير كله، و الخيرية في أفعاله وأعماله سبحانه، وصف ثابت له.
ودل ذلك أن مكره بالماكرين من خلقه الكفار والأشرار، هو قدر كوني، ومراد شرعي، دعا إليه عباده المؤمنين؛ ليكونوا ستارا لقدره، ينفذ من خلالهم، مع طلاقة قدرته لخرق نواميس الكون معجزة لأنبيائه، أو كرامة لعباده، كما حصل مع أنبيائه، من فلق البحر، وإبطال حرارة النار، وثاني اثنين إذ هما في الغار.
وهو الله المتصرف في كونه وخلقه، سبحانه العزيز الجبار.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين