وردت عدة أحاديث حول فضل سورة البقرة منها عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذى تقرأ فيه سورة البقرة” (رواه مسلم) .

ويفيد الحديث الحث على مداومة ذكر الله فى البيوت وقراءة سورة البقرة فيها لأنها تصد الشيطان وتجعله ييأس من إغوائهم وإضلالهم ببركة قراءتها.

فضل سورة البقرة مع آل عمران

عن النواس بن سمعان  رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: “يؤتى يوم القيامة بالقرآن، وأهله الذين كانوا يعملون به فى الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما” (رواه مسلم ).

ويفيد الحديث أن القرآن يأتى يوم القيامة- وقيل يصور بصورة ويراه الناس وكذا أصحابه الذين كانوا يعملون به فى الدنيا. فيأتمرون بما أمر، وينزجرون عما زجر. تتقدمه سورة البقرة وآل عمران تجادلان، وتدفعان عن العامل بما أمرتا به، والتارك ما نهتا عنه.

فضل الآيات من سورة البقرة

1-  فضل آية الكرسي (الآية 255) من سورة البقرة  : عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “يا أبا المنذر أى آية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ فضرب فى صدري، وقال: ليهنك العلم أبا المنذر” . (صحيح مسلم )

معنى القيوم: أى القائم بنفسه والمقيم لغيره سبحانه.

معنى ليهنك العلم: أى ليكن هنيئا لك ونافعا لك.

ويفيد الحديث: أن آية الكرسي أعظم آية فى كتاب الله لما تضمنته من عظيم مقتضاها من إثبات الذات والصفات والأفعال.

 وورد فى فضلها جملة أحاديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم منها ما فى الصحيحين من حديث أبي هريرة رضى الله عنه وفيه قوله : “فإذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسى من أولها حتى تختم الآية فلا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح” .

 ومنها ما ثبت بسند صحيح من حديث أبى أمامة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “من قرأ آية الكرسي فى دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت” (أخرجه النسائي وابن حبان) .

قلت: وهي أيضا من أعظم ما يستشفى به من الأمراض والأسقام وخاصة ما كان له علاقة بالجان كالسحر والمس … وغيره. فهى تؤثر فى الجن وتطردهم بإذن الله، فهى سلاح والسلاح بضاربه.

2- فضل الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة ( 285، 286 )

عن أبي مسعود البدري رضى الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: “من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه” (2).

معنى كفتاه: أى كفتاه المكروه فى تلك الليلة، وقيل كفتاه عن قيام الليل.

من آخر سورة البقرة: أي من قوله { آمن الرسول … إلى آخرها }

أفاد الحديث  بيان ما اختصت به هاتان الآيتان من حظ كبير لاشتمالهما على غاية التفويض، والتسليم لأوامر الله ولأن الدعاء بما فيهما متضمن لخيري الدنيا والآخرة . وصح من حديث ابن عباس رضى الله عنهما ما يفيد بعظيم فضل هاتين الآيتين وكونهما نورا لصاحبهما يوم القيامة يسعى أمامه لإجلاله وتعظيمه وأنه لا قرأ منهما بحرف مستعينا به على قضاء غرض لك إلا أعطيته (صحيح مسلم بشرح النووي ).

وبهذا يتضح لنا عظيم الفضل الذى اشتملت عليه سورة البقرة عامة وخاصة فى بعض آياتها كآية الكرسي والآيتين من آخر السورة ويظهر لنا جليا ما صح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم من حديث بريدة رضى الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “اقرءوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة” (صحيح مسلم ) .


المرجع :

كتاب فقه قراءة القرآن الكريم المؤلف: أبو خالد سعيد عبد الجليل يوسف صخر المصري الناشر: مكتبة القدسى – القاهرة الطبعة: الأولى، 1418 هـ – 1997 م