كيف كانت بداية الحياة في أعماق الفضاء. إذا اعتبرنا أن بداية الحياة على الأرض تطورت من امتزاج الغبار الكوني الأصلي مع الحساء الكوني البدائي، سنتساءل من أين نشأت تلك الجزيئات المولدة للحياة من الأساس؟ وهل هناك حياة في الفضاء وعلى سطح الكواكب، وهل وصل الإنسان فعلا إلى هناك؟ وهل هناك تفسيرات في القرآن الكريم لهذه الأسئلة؟

بفضل تجارب عديدة قام بها باحثون مختصون، وتحدث عنها فقهاء في الدين ومجتهدون في ميادين عدة، أصبح لدينا فكرة أفضل الآن. فقد أظهر الباحثون من معمل لورانس بيركلي بالولايات المتحدة كيف يمكن لجزيئي كربون بسيطين نسبيًا أن يتحدا حول النجوم ليشكلا مركبات حلقية تدعي الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات.

نعلم بالفعل أن الفضاء مليء بالغبار، في الواقع، تحتجز الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات ما نسبته 20% من الكربون في مجرة درب التبانة. كما أنها تحتوي بالفعل على جميع المواد الضرورية لتشكيل مواد عضوية أكبر، بما فيها الهياكل الكروية ثلاثية الأبعاد.

لذلك لا يزال إثبات بداية الحياة وظهورها من هذه الجزيئات محل جدل، كما هو الحال بالنسبة للأسئلة عن كيفية تشكل وحدات البناء الصغيرة المثيرة للفضول تلك.

القرآن الكريم و الكواكب الأخرى

السؤال الآن هل ذكر القرآن الكريم شيئا عن الكواكب الأخرى في الفضاء؟ وعن درجة حرارتها أو إمكانية الحياة فيها؟

حاول موقع “الإسلام سؤال وجواب” الإجابة على هذا السؤال. وقال أن المذكور في القرآن الكريم عن الكواكب إنما جاء في معرض بيان عظيم خلق الله عز وجل ، وبديع صنعه ، فقد خلق السماء العالية وزينها بما يضيء من النجوم والكواكب الثابتة والسيارة، المظلمة والمتوقدة، وكلها خلق عظيم من خلق الله عز وجل .يقول تعالى : ( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ) الصافات/6. وقال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) الأنعام/97. ثم أخبر عز وجل أن هذه الكواكب تنتثر وينفرط عقدها عند قيام الساعة، فقال سبحانه : ( إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ. وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ ) الانفطار/1-2.

ويقول الطاهر ابن عاشور شيخ جامع الزيتونة بتونس رحمه الله:أن الكواكب هي الكريات السماوية التي تلمع في الليل عدا الشمس والقمر، وتسمى النجوم، وهي أقسام منها العظيم، ومنها دونه، فمنها الكواكب السيارة، ومنها الثوابت، ومنها قطع تدور حول الشمس”(التحرير والتنوير- 23/10). وفي تفسير قوله تعالى : ( فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ . الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) التكوير/15-16 .

يقول العلامة السعدي رحمه الله :”أقسم تعالى ( بِالْخُنَّسِ ) وهي الكواكب التي تخنس ، أي : تتأخر عن سير الكواكب المعتاد إلى جهة المشرق، وهي النجوم السبعة السيارة : الشمس و القمر والزهرة و المشترى والمريخ وزحل وعطارد ” ( تيسير الكريم الرحمن- ص/912) .

ويؤكد موقع “الإسلام سؤال وجواب”أن هذا ما يمكن القول به من حديث القرآن الكريم عن الكواكب الأخرى، أما ما يذكره بعض الناس من تفاصيل دقيقة ، مثل موضوع الحياة على الكواكب الأخرى، أو إمكان الصعود إليها، أو غير ذلك : فليس في القرآن دلالات صريحة على شيء من ذلك، إنما هو الاجتهاد في فهم النصوص.

تربة القمر لا تسمح بالهبوط عليه

ولا يتوقف البحث في هذا الشأن، لدى الفقهاء وعلماء الدين، بل ينتقل إلى الباحثين العرب والمسلمين الذين حاولوا الكشف عن حقيقة هذه الكواكب من خلال نصوص القرآن الكريم.

فقد أكشف باحث عربي أن تربة القمر لا تمتلك خصائص مشابهة جدا لصخور الأرض كما ذكر الأمريكيين عندما أدعوا الهبوط على سطحه عام 1969، وإنما تمتلك عنصر واحد فقط وهو الكربون الزجاجي (الكربون غير المتبلر، نوع من الكربون يتحول إلى زجاجي في حال تعرضه للحرارة في عدم وجود هيدرجين وأكسجين) وقد أكتشف هذا الباحث ذلك من خلال آية قرآنية تتحدث عن الكواكب الدرية والتي منها القمر والتي تذكر بالتفصيل تركيبة الكواكب وكيف أن لها سطح زجاجي شفاف تشع نوراً من أسفله بسبب انصهار كربونها وتحوله إلى سائل لزج مثل الزيت، وذلك بسبب تعرضها لمصدر مباشر للحرارة وهو الشمس.

وعبر بعض النظريات التي ينفرد بها الباحث يوضح أن درجة الحرارة المفترضة التي يتعرض لها القمر تجعل من المستحيل الأقتراب من غلافه الخارجي ناهيك عن الهبوط على سطحه، فالحرارة التي يتعرض لها القمر تبلغ 3842 درجة مئوية وهو ما يجعل من المستحيل أن يقترب أي شيء من غلاف القمر الجوي لأنه سوف ينصهر قبل بلوغه هذا الغلاف.

الهبوط على سطح القمر..كذبة كبرى

ويذكر الباحث بعض التصريحات التي ادلى بها مسؤولين أمريكيين مثل وزيرا الدفاع الأمريكيين السابقين “دونالد رامسفيلد” و”هنري كيسنجر”وبعض كبار الشخصيات العاملة في وكالة الاستخبارات الأمريكية(C.I.A) بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تسبق أحد في الهبوط على سطح القمر، وإنما كانت خدعة من قبل الولايات المتحدة من أجل تحقيق نصر معنوي لها. وأن فيلم هبوط رائد الفضاء الأمريكي”نيل ارمسترونغ” على سطح القمر بواسطة مركبة الفضاء الأمريكية المأهولة “ابوللو11” لم يكن يصور من على سطح القمر، وإنما كان يصور من على سطح الأرض وتحديدا من صحراء نيفادا.

 

ويختتم الباحث نظرياته بسؤال هام عن هذا الاكتشاف فيقول ليست هذه آية من الآيات التي أحتفظ بها القرآن الكريم ليقولها إلى الذين لا يؤمنون به فيعلون إنه الحق من عند ربهم الذي يكفيه إنه على كل شيء خلقه شهيدا.

وقد سبق هذه التصريحات جدال كبير بين العلماء حول بعض الدلائل العلمية المهمة للغاية التي غابت عن نباهة المخرج الذي عمل على إخراج فيلم الهبوط على سطح القمر ، أهمها ظهور العلم الأمريكي في الصور وهو يرفرف بفعل الرياح المتحركة وكأنه موجود على سطح الأرض، وهذا يستحيل وجوده على سطح القمر الخالي من الهواء, بالإضافة إلى أن هذا الفيلم تم تصويره بشكل مباشر – حسب الادعاءات الأمريكية – لمدة ساعتين متواصلتين وهي مدة لا يمكن لكاميرا التصوير تحملها في الظروف القمرية مثل أشعة الشمس الحارقة والأشعة غير المرئية التي تتلف الكاميرا والفيلم، ثم أن ألوان العلم الأمريكي في الصور التلفزيونية كانت واضحة جدًا وهو ما لا يمكن حدوثه على سطح القمر، وأن فلاش الكاميرا الذي كان يضيء منطقة الهبوط كان قويًا جدًا وكانت انعكاساته عن خوذة الرائد توضح أن هنالك مصدرًا للضوء في جهة غير جهة المركبة أو الرائد الذي يلتقط الصورة، إضافة إلى ذلك, أن مكان قدم الرائد نيل ارمسترونغ الشهيرة على سطح التربة لم يكن منطقيًا، لأن الوزن الافتراضي لرائد الفضاء مع بدلة الفضاء لا يزيد وزنه على 30 كيلوغرام في الفضاء إذا كان له وزن أصلا، لكن يؤكد العلماء أن مكان خطوة رائد الفضاء الملتقطة تحتاج إلى وزن يزيد على 120 كيلوغرام لتشكلها.

ولقد أعترفت وكالة “ناسا” بشكل ضمني بدرجة الحرارة العالية التي يتعرض لها القمر في 8  سبتمبر 2013 حين أعلنت عن إطلاق مركبة فضائية مغلفة بالكربون إلى القمر لدراسة غلافه الجوي، لأن الكربون هو الوحيد على وجه الأطلاق الذي ينصهر عند درجة حرارة 3675°, أي إنه العنصر الذي قد يحتمل درجة الحرارة العالية التي يتعرض لها القمر بسبب قربه من الشمس.

نوره كَمشكَاة فيها مصباح

هذه الحقائق تزيد من غموض هذا الكوكب الفريد، وتشير إلى أن وصول الإنسان إليه أمرا مستحيلا بل ضربا من الخيال.

يقول تعالى عن كوكب القمر وما مثله من كواكب حين شبه نوره بمثل نور الكواكب “اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”(النور :35).

في هذه الآية القرآنية العظيمة، ذكر الله عز وجل نوره الذي يصدر عن ذاته العليا بشكل واضح وصريح، لكن وصفه لهذا النور جاء بشكل مسطور، أي بشكل منتظم ومتواريٍ، وإن كان يبدو للقارئ أنه وصف سهل، حيث يقول سبحانه وتعالى لبني آدم إن نوره مثل النور الذي يصدر من شعلة منيرة (المصباح) لها طبقة خارجية شفافة (الزجاجة)، وهذه الشعلة المنيرة (المصباح) تتم تغذيتها بالوقود مثل تغذية الفتيل في القنديل (المشكاة)، ووقود هذه الشعلة المنيرة (المصباح) هو شجرة مباركة لونها زيتوني (زيتونة)، وهذه الشجرة في حالة انصهار، وزيتها الناتج عن انصهارها هو وقود هذا المصباح الموجود على فتيل القنديل، ثم يصف الله عز وجل طريقة عمل هذا المصباح لكي يشع نورًا فيقول إنها مثل طريقة عمل الكوكب الدري.

وهنا يجب أن نتوقف قليلاً، لأن قول الله عز وجل في هذه الآية الكريمة هو الوصفة الدقيقة للطريقة التي تعمل بها الكواكب لكي تشع نورًا لسكان الأرض ومنها كوكب القمر الذي يكشف المولى عز وجل عن حقيقته في هذه الآية العظيمة، حيث يقول سبحانه وتعالى أن الكواكب الدرية (الكواكب التي تشع نوراً في كل إتجاه) لها طبقة زجاجية خارجية (شفافة)، وهو المقصود بقوله تعالى: }الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ{، وهذا التشبيه يعني أن الحقيقة المطلقة هي المشبه به (الكوكب) الذى لولا حقيقته المطلقة لما كان مشبه به، بمعنى أبسط، حين يثني إنسان على شخص آخر فيقول (هذا الرجل كالأسد)، فهذا يعني أن الأسد في هذه الحالة هو الحقيقة المطلقة المعلوم عنها شكلها وصفتها والتي منها القوة والشجاعة المراد تشبيه الرجل بها،وهذا هو المقصود في قوله تعالى: “الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ” وهذه الآية من الآيات قاطعة الدلالة، أي أن الكواكب الدرية مثل القمر لها طبقة زجاجية خارجية (شفافة) مثل الزجاج، وأن الكواكب تشع نورًا من داخلها من خلال زيت ناتج عن انصهار شجر (مواد عضوية “كربون”)، وهو المقصود بقوله تعالى: “كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَة”، وهذه المواد العضوية (الزيت الناتج عن الشجرة المنصهرة أو الكربون المنصهر) توجد في باطن (منتصف) الكوكب بالضبط، لأن الكوكب على شكل كرة دائرية فمن الطبيعي أن يكون وقوده من المنتصف لا من جهة الشرق ولا من جهة الغرب، وهو المقصود بقوله تعالى عن وضعية الشجرة التي يوقد منها الكوكب “لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ”، أي أن زيت الشجرة المنصهرة أو الكربون المنصهر يقع في قلب الكوكب بالضبط.

و ذكر الله عز وجل عن مكونات القمر فقال: “وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ” (يس:39).  فالعرجون القديم الذي يعود إليه القمر بعد أن يبرد سطحه الذي كان يتعرض للشمس تعريفه العلمي: هو مخلفات النبات (كربون)، التي تنتج عن عملية تبخر أو نزع الماء من المواد النباتية في عدم وجود أكسجين وهيدروجين.

وعندما يقول خالق الكواكب إنها كالزجاجة وإنها توقد من شجرة، ويقول عن كوكب القمر إنه يعود كالعرجون القديم بعد أن يبرد سطحه، فهذا يعني بشكل قاطع لا التباس فيه عند أهل العلم والمعرفة بالعناصر الكيميائية وليس عند أهل اللغة وقواعد النحو والصرف: أن القمر مكون من الكربون.

وحين نعلم بالإضافة إلى ما ذكره المولى عز وجل عن القمر أن جميع المعلومات التي رصدها الإنسان بالتلسكوبات عن تربته تنطبق على صفة الكربون، وأنه يسمى الثلج الجاف، وقد تمت رؤية هذا الثلج الجاف على سطح القمر بواسطة وكالة الفضاء “ناسا” على اعتقاد منهم أن هذا الثلج هو ماء، والحقيقة أن هذا هو الثلج الجاف، أي كربون طبقًا للحقائق التي ذكرها خالق القمر الله سبحانه وتعالى، فهذا يعني أننا أمام آية جديدة في الآفاق يقولها الحق تبارك وتعالى للذين كفروا بكتبه ورسله في زمننا هذا: “سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ” (فصلت : 53)،  فيتبين لهم أنه سبحانه هو الحق وأنه على كل شيء خلقه شهيد.