أصدرت السيدة اميلي هانفورد* مؤخرا وثائقيا إذاعيا عن طرق التدريس التي لا تواكب اكتشافات العلماء حول وسائل التعليم المثالية والفعالة ، وتعتبر من العقبات التعليمية المعقدة، ولم يتم ملاحظتها لفترات طويلة من الزمن .

يوضح تقييم أجراه المجلس الوطني للتقدم العلمي أن أكثر من 6 طلاب في الصف الرابع عشر لا يتقنون القراءة كما تشير الأرقام إلى أن  ثلث الطلاب لا يستطيعون القراءة في المرحلة الإبتدائية.

وجد الباحثون المتخصصون في القراءة أن جميع الأطفال يمكنهم تعلم القراءة إذا قدمت لهم بطريقة منهجية صحيحة وقائمة على أساس تفسير عمل الدماغ أثناء القراءة. المشكلة أن هذه المعلومات ” المهمة ” غائبة عن أذهان العاملين في قطاع التعليم.

ما الذي اكتشفه العلماء ؟

حين يبدأ الطفل بتعلم الكلام فمن الطبيعي أن يتأثر باللغة المنطوقة حول بيئته. بينت الدراسات المتخصصة أن الأطفال بحاجة إلى معرفة الآلية أو حلقة الوصل بين ما ينطق من كلمات مع ماهو مطبوع أمامهم من خلال تعليمات صوتية واضحة ومنتظمة.

عند سؤال مجموعة من المعلمين حول وسائل تدريس القراءة التي تعلموها في كليات التربية، أجابت جنيفر ريغني كارول  – حاصلة على درجة الماجستير في التعليم الخاص 2016 –  تعلمت أن الأطفال “يقرؤون بشكل طبيعي إذا توفرت لهم الكتب”.

وقالت المعلمة جيسيكا روت، إنها تعلمت طريقة تكوين أطفال متحمسين للقراءة بتوفير كتب خاصة باهتماماتهم.

وقالت كاثي باست مديرة مدرسة ابتدائية في ولاية بنسلفانيا “لقد كان مجرد وضع كتاب الأدب أمام الأطفال وتعليم القصة كافيا لتعليم القراءة”.

وتشير هذه الشهادات إلى أن طرق تعليم القراءة ” القديمة” مازالت راسخة في الأذهان منذ ثمانينات القرن الماضي وأطلق عليها  طريقة ” الكلمة الكاملة ” ورفض أنصار هذه الطريقة الاستعانة بعلم الصوتيات.

كتب فرانك سميث – أحد قادة تيارالكلمة الكاملة – “القراءة أكثر نشاط طبيعي في العالم، إن محاولة تعليم الأطفال القراءة بتعليمهم أصوات الحروف نشاط لا معنى له “.

في أوائل العقد الأول من القرن العشرين تم نقض تلك الأفكار القديمة ، العلم الحديث يقول : “كي تصبح قارئا جيدا يجب أن تتعلم طريقة فك الكلمات”.

ولم تستبعد أساليب تعلم القراءة منهجية ترغيب وتقديم الكتب الجيدة للأطفال لذلك سنجد وجود الدروس الصوتية في بعض الفصول الدراسية، واستمرار طريقة تعليم القراءة بالقراءة بدلا من توضيح العلاقة المباشرة بين الأصوات و الحروف في أخرى، وقيام بعض المعلمين بدفع الطلاب لقراءة كتب جديدة بهدف تعريضهم  لكلمات وصيغ الجديدة.

من الوسائل المستخدمة أيضا فكرة تعليم القراءة من خلال الذاكرة البصرية بدلا من فهم طريقة نطق الحروف، وتتطلب تخمين الكلمات الجديدة بناء على أساس سياق الصور بدلا من فك حروف الكلمات الصعبة.

وتلقى المعلمون هذه المناهج في برامج إعداد المعلمين، واستمرت هذه الأفكار عبر الناشرين، لكن مايدعوا للدهشة هو تجاهل كليات التعليم إلى حد كبير الأدلة العلمية الحديثة في مناهج القراءة!

وراجع المجلس الوطني لجودة المعلمين مناهج برامج إعداد المعلمين في الولايات المتحدة، وأفاد أن 4 من بين 10 أساتذة درسوا مكونات تعليم القراءة الفعالة التي حددتها الدراسات الحديثة.

ووجدت دراسة لتعليم القراءة والكتابة المبكرة في برامج إعداد المعلمين بجامعة نورث كارولينا أن الاستراتيجيات التعليمية القائمة على البحث قد ذكرت “بصورة عرضية ومقتضبة – ان وجدت – في معظم المناهج الدراسية” .

أجرت كيلي بتلر من معهد باركديل للقراءة أكثر من 100 مقابلة مع عمداء كليات وأعضاء هيئة التدريس في مدارس التعليم كجزء من دراستها لبرامج إعداد المعلمين ووجدت أن معظمهم لا يمكنه تفسير المبادئ العلمية الأساسية حول كيفية تعليم الأطفال القراءة.

ولم يتوقف الأمر عند مرحلة ” الجهل”  بل تعداه ووصل لمقاومة العلم نفسه.

يعلق أستاذ متخصص في محو الأمية بقوله: أن الذين يعارضون الفكرة من الناحية ” الفلسفية ” يرونها تتعارض مع علم الصوتيات ويرفضون نتائج الدراسات بسبب تدخلها في مجال “اختصاصهم”.

لا يمكن قبول الأعذارحول هذا المسألة، يجب إجبار كليات التعليم تدريس علم القراءة في أقسامها، فمستقبل الأطفال بين يديها.


* اميلي هانفورد كبيرة مراسلي شؤون التعليم لـ APM Reports