لما كان من السنة شد الرحل إلى زيارة المسجد النبوي الكريم، والمسجد الأقصى، لما ورد في ذلك من الفضل والأجر، وكان الناس عادة يزورونهما قبل الحج أو بعده، وكان الكثير منهم يرتكبون في سبيل ذلك العديد من المحدثات والبدع المعروفة عند أهل العلم، مثل بدعة زيارة المدينة وقبر الرسول. لذلك رأينا من تمام الفائدة أن نسرد ما وقفنا عليه منها تبليغًا وتحذيرًا فنقول:

1- شد الرحال بقصد زيارة قبر الرسول فقط وليس زيارة المسجد: وهذا مخالف للسُّنَّة.

2- التمسح بالجدران وقضبان الحديد عند زيارة قبر الرسول- صلى الله عليه وسلم- وربط الخيوط ونحوها في الشبابيك تبركا، والبركة فيما شرع الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم.

3- الدعاء للرسول- صلى الله عليه وسلم- وطلب الحوائج منه: وهذا خطأ؛ لأن الدعاء عبادة، ولا يجوز صرفها لغير الله.

4- الذهاب إلى المغارات في جبل أُحُد، ومثلها في غار حراء، وربط الخِرَق عندها، والدعاء بأدعية لم يأذن بها الله، وتحمل المشقة في ذلك؛ فكل هذه بدع لا أصل لها في الشرع.

5- استقبال القبر عند الدعاء، وترك استقبال القبلة، أو قصد القبر فقط للدعاء عنده.

6- ترك السلام على النبي- صلي الله عليه وسلم- وصاحبيه.

7- التبرك ببعض الأماكن التي يزعمون أنها من آثار الرسول- صلى الله عليه وسلم- كمبرك الناقة، وبئر الخاتم أو بئر عثمان، أو أخذ تراب من هذه الأماكن للبركة.

8- الإصرار على الصلاة في الروضة رغم الزحام الشديد مما قد يتسبب في إيذاء الناس.

9- الدعاء للأموات عند زيارة مقابر البقيع ومقابر شهداء أحد، ورمي النقود عندها تقربا إليها وتبركا بأهلها، وهذه من الأخطاء الجسيمة؛لان العبادة لله وحده، ولا يجوز صرف شيء منها لغيره: كالدعاء والذبح والنحر ونحوه؛ لقوله- تعالى-:” وَمَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ…” ، وقوله- تعالى-: “وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا

10 -إطالة الوقوف عند القبر خاصة عند الزحام الشديد.

11 – إرسال العرائض مع الحجاج والزوار إلى النبي -صلى الله عليه وسلم.

12- الاغتسال قبل دخول المدينة المنورة.

13 – القول عند دخول المدينة: بسم الله وعلى ملة رسول الله، رب أدخلني مدخل صدق، وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا.

14 – زيارة قبره- صلى الله عليه وسلم- قبل الصلاة في مسجده.

15 – التزام صورة خاصة في زيارته- صلى الله عليه وسلم- وزيارة صاحبيه، والتقيد بسلام ودعاء خاص، مثل قول الغزالي: يقف عند وجهه- صلى الله عليه وسلم-، ويستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر على نحو أربعة أذرع من السارية التي في زاوية جدار القبر، ويقول: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله.. يا أمين الله.. يا حبيب الله “فذكر سلامًا طويلاً، ثم صلاة ودعاء نحو ذلك في الطول، قريبًا من ثلاث صفحات”، ثم يتأخر قدر ذراع ويسلم على أبي بكر الصديق؛ لأن رأسه عند منكب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم يتأخر قدر ذراع، ويسلم على الفاروق، ويقول: السلام عليكما يا وزيري رسول الله والمعاونين له على القيام.. ثم يرجع فيقف عند رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويستقبل القبلة.. “ثم ذكر أنه يحمد ويمجد ويقرأ آية (ولو أنهم إذا ظلموا.. ) ثم يدعو بدعاء نحو نصف صفحة.

16 – التزام الكثير من أهل المدينة والغرباء الصلاة في المسجد القديم، وقطعهم الصفوف الأولى التي في زيارة عمر وغيره.

17 – قصد شيء من المساجد والمزارات التي بالمدينة وما حولها بعد مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا مسجد قباء، على أنها من شعائر الحج.

18 – زيارة البقيع كل يوم، والصلاة في مسجد فاطمة -رضي الله عنها.

19 – تخصيص يوم الخميس لزيارة شهداء أحد.

20- ربط الخرق بالنافذة المطلة على أرض الشهداء.

21- التبرك بالاغتسال في البرك التي بجانب قبورهم.

22- رفع الصوت عقب الصلاة بقولهم: السلام عليك يا رسول الله.

23- تقرب البعض بأكل التمر الصيحاني في الروضة الشريفة بين المنبر والقبر.

24- مسح البعض بأيديهم النخلتين النحاسيتين الموضوعتين في المسجد غربي المنبر.

25- صلاة البعض فى المسجد القديم دون سواه

26- تلقين مَن يُعرَفون “بالمزورين” جماعة الحجاج بعضَ الأذكار والأوراد عند الحجرة أو بعيدًا عنها بالأصوات المرتفعة، وإعادة هؤلاء ما لقنوا بأصوات أشد منها.

27- تخصيص يوم الخميس لزيارة شهداء أُحُد.

28- الخروج من المسجد النبوي على السرعة عند الوداع.

تلكم بعض ما وقفنا عليه تبليغا وتحذيرا من بدعة زيارة المدينة وقبر الرسول، لعلها تكون فائدة للحجاج وغير الحجاج.