هناك عدة عوامل تجعل الطالب يميل إلى إهمال الواجبات المدرسية وعدم الاهتمام بحلها ، منها فعليا ضيق الوقت وقلة الحافز، وعدم فهمه لسبب الواجب وأهميته، وعدم قدرته على الأداء بسبب ضعف أو تأخر في نقطة معينة وخاصة إذا كان هناك ضعف متراكم في مادة ما، ولعل السبب يكمن في أن المعلم شديد بدرجة زائدة أو متراخ بدرجة زائدة.

على المعلم أن يقف بدقة على أسباب طلابه وهي بكل تأكيد تختلف اختلافا كبيرا من طالب لطالب.. وكما يقول المثل : “إذا عرف السبب بطل العجب”، بل الأهم أننا سنتمكن حينها من حل المشكلة الحقيقية وراء عدم حل الواجبات.. ولدي فكرة ربما جربتها؛ في مدرسة أبنائي بدأت ظاهرة الأحاديث أثناء الدروس فأعطتهم مديرة المدرسة موضوعا للتعبير تستفسر به عن أسبابهم، والمزايا التي يحصلون عليها، والعيوب المترتبة على هذا الأمر، وأيضا سألتهم أن يعبروا عن أفكارهم لإيقاف هذه المسألة.

والحقيقة كانت هناك فعليا أسباب ربما لا نعلمها وربما لا نعطيها أهميتها، وأيضا يمكنك من هذا الأمر أن تقف مكانهم فترى الأمور بعيونهم فتقدر الأمر تقديرا أدق.. فلتجرب.. ولتقم بحوار وتفاعل وتفهم مع طلابك، وساعد من تعتقد أنه بحاجة للمساعدة وهم كلهم تقريبا إما في التنظيم أو فهم جزئية من المادة أو حتى التشجيع.. كل طلابنا بحاجة للمساعدة.

وعلينا أن نتذكر أن الواجبات والمسئوليات ليست مسألة لطيفة أو محببة، ولكنها ضرورية وحيوية جدا لتسير الحياة الدراسية، إلا أننا حينما ندرك أننا في طور الإعداد و التدريب والتعليم لتحمل هذه المسئوليات تصبح المسألة أيسر وأسهل وأكثر تقبلا من قبلنا نحن الكبار.. وهذه نقطة هامة؛ حيث إننا كثيرا ما نتخيل خطأ أن الأطفال سيقبلون على واجباتهم وهذا نادرا ما يحدث دون تدريب.

الأطفال بحاجة دائما إلى عدة أمور ليقوموا بواجباتهم :

النقطة الأولى: النظام والقواعد ومنها العمل على قاعدة حتمية تقول بأن العمل قبل المرح، ولذا لا يسمح للطفل مثلا بأن يلعب ويمرح ويخرج ويشاهد التلفاز ويزور أصحابه قبل أداء عمله، وبالطبع لا أقصد أن يؤدى الأمر بطريقة آلية إلا أنه لابد من اعتياد وقت ونظام ومكان ثابت لأداء الواجبات.

النقطة الثانية: لابد أن يساعد الطالب في تحديد المهام التي عليه بدقة، ولذا نعمل على تعليمه عمل قائمة المهام بدقة “علينا اليوم حل مسألتين.. من كتاب.. ” في الدفتر الفلاني “.. وعلينا قراءة درس .. حتى المقطع الرابع وحل أسئلة 1- 5 – 9 في دفتر الواجبات .. وهكذا بدقة حتى يمكنه إدراك الوقت الذي يحتاجه لكل مهمة بدقة.

النقطة الثالثة: محاولة جعل الواجبات مسألة لطيفة قدر الإمكان، فلا يصحبها تهديد ووعيد وإهانة بل نحبب إليه.. نبدأ بالسهل، ونثني على الأداء الجيد ولو قليلا.. ونحفز للعمل مسافة قصيرة على أن يعقبها فترة راحة خاصة للصغار.. وهكذا تسير باتجاه تعليم المسئوليات، ومما لا شك فيه أننا بحاجة لأن نغتنم كل فرصة لنثني على أداء الطفل وعلى مسئوليته وجديته وعدم إهمال الواجبات المدرسية.

    نيفين عبدالله صلاح –  2008-12-25