عندما نتحدث عن جغرافية مكة المكرمة، نقول أن مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في الجهة الشمالية للمنطقة المدارية، وهي أيضًا تمثل نقطة التقاء تهامة بالجبال التي تحيط بها من جميع الجهات، وهو ما جعلها تتشكل من مجموعة من الأودية وهي منافذها في اتجاه البحر من الجهة الغربية.

تركيبها الجيولوجي:

تكونت جغرافية مكة المكرمة عمومًا بما فيها مكة المكرمة ضمن تشكيلات الدرع العربي المكون من الصخور القديمة والتي تمثلها معظم جبال مكة المكرمة. أما الأودية فتغطيها ترسبات الحصى والرمل، ومعظم هذه الأودية التي تتشكل منها مكة المكرمة تتبع في تكوينها حركات الصدوع والانكسارات التي مرّت بالدرع العربي خلال الأزمنة الجيولوجية القديمة.

تضاريس مكة المكرمة:

تتميز جغرافية مكة المكرمة باختلاف تضاريسها، حيث تتناثر التلال والجبال التي اتخذ من سفوحها أهالي مكة المكرمة مناطق عمرانية لمساكنهم.

ويبلغ ارتفاع مكة المكرمة ما بين 250 مترًا إلى 350 مترًا فوق سطح البحر من الغرب إلى الشرق، بما في ذلك المشاعر المقدسة.
ويمكن تقسيم تضاريس مكة المكرمة إلى ثلاثة أقسام تمتد من الشمال إلى الجنوب:

1 – القسم الغربي: ويتراوح ارتفاعه ما بين 200 إلى 250 مترًا، وترتفع فيه بعض قمم الجبال وتصل إلى 400 متر فوق سطح البحر.

2 – القسم الأوسط: ويتراوح فوق 300 متر وتبرز فيه عدد من الجبال التاريخية منها جبل خندمة، الذي يصل ارتفاعه إلى 420 مترًا، وجبل أبي قبيس الذي يصل ارتفاعه إلى 372 مترًا، وجبل ثور الذي ترتفع قمته إلى 759 مترًا فوق سطح البحر، وجبل قعيقعان الذي ترتفع قمته إلى 427 مترًا.

3 – القسم الشرقي: يتميز بارتفاعه الذي يزيد عن 400 متر فوق سطح البحر وبه قمم جبلية يزيد ارتفاعها عن 800 متر مثل جبل الطارقي الواقع في شرق مشعر منى، والذي يبلغ ارتفاع قمته 900 متر، وهو أعلى قمة في جبال مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

الحرارة:

سجل مكة المكرمة أعلى معدلات درجات الحرارة العظمى بين محطات شبكات الأرصاد، ويعتبر المعدل السنوي من أكبر المعدلات في العالم.
إذ سجلت المناطق الاستوائية نحو 27ْم، فإن المعدل السنوي لمكة المكرمة سجل (29.9ْم) وهذا الارتفاع الحراري جاء نتيجة بعدها عن المسطحات المائية الكبيرة وفي الوقت الذي تختلف فيه درجات الحرارة في مكة المكرمة لاختلاف مناطقها وارتفاعاتها في الوقت الذي تجد فيه بطئًا في حركة الهواء؛ وذلك لإحاطة جبال السروات بها ولوقوعها في المنطقة الجبلية الانتقالية الدافعة بين السلسلة الجبلية والسهل الساحلي للبحر الأحمر، وبشكل عام فإنها شديدة الحرارة صيفًا دافئة شتاء!.

ويمكن القول إن درجات الحرارة في مكة المكرمة على الشكل الآتي:
في الصيف تتجاوز 48ْم.. في الشتاء تنخفض إلى 18ْم.
المعدل السنوي من 29.9ْم – 31ْم.

الرياح:

إن متغيرات مراكز الضغط الجوي من أهم العوامل المؤثرة في اتجاه الرياح التي تهب على مكة المكرمة. فإذا أضفنا إليها موقع مكة المكرمة. وتشكيل تضاريسها فذلك يلعب دورًا رئيسيًّا وهامًّا في اتجاهات الرياح، وأوضحت الدراسات التي أجريت أن هبوب الرياح على مكة المكرمة يأتي من الشمال والشمال الغربي والجنوب الغربي.
قد بلغت متوسطات سرعة الرياح في مكة المكرمة كالآتي:
أقل سرعة 3 عقدات أي (5.6 كيلاً في الساعة).

أعلى سرعة 36 عقدة أي (66.7 كيلاً في الساعة).

غير أن الجدير بالملاحظة أن السرعة القصوى المذكورة لم تسجل إلا على فترات متباعدة من السنوات، أما المتوسط العادي في معظم الأوقات فهو يتراوح من 4 إلى 5ر4 عقدة في الساعة أي ما بين (7.4 كيلاً – إلى 8.5 كيلاً في الساعة)، أما معظمها فكان يقل عن 30 عقدة في الساعة، وعمومًا فإن رياح مكة المكرمة هي:
شمالية غربية – جافة صيفًا رطبة ممطرة شتاء.

شمالية شرقية – حارة جافة صيفًا وشتاء دافئة.

جنوبية غربية – رياح موسمية ممطرة.

الأمطار:

مكة المكرمة أمطارها نادرة أو قليلة وغالبًا ناتجة عن الرياح الشمالية الغربية أو الجنوبية الغربية الموسمية الممطرة.

غير أن هطولها أحيانًا بغزارة يتسبب على فترات زمنية في حدوث كوارث طبيعية في أم القرى خلال سنوات طويلة، وقد جرفت في السابق كل ما يعترضها ودخلت المسجد الحرام مرات عديدة، ولعلّ من أشهرها سيل أم نهشل الذي جرف المقام وأوصله إلى منطقة المسفلة في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في رمضان سنة 17 هجرية، عمومًا فإن معدل الأمطار الساقطة على مكة المكرمة يتراوح ما بين 80 مم إلى 25 مم.

الرطوبة:

ترتبط الرطوبة ارتباطًا عكسيًّا مع الحرارة؛ ولذلك فإن المعدل العام للرطوبة في مكة المكرمة معدل منخفض نتيجة الطبيعة الصحراوية الجافة، ومن خلال المعدلات التي أجريت في مكة المكرمة حسب المعايير المناخية نجد أن أعلى نسبة رطوبة سجلت في مكة المكرمة هي 57%، كما سجلت الدرجة الصغرى نسبة 32%.