أخي العزيز: شكرًا على ثقتك، وعلى أسئلتك المختصرة المفاجئة، وقبل كل ذلك على شجاعتك وصراحتك مع مشاكلك.
السؤالان اللذان تفضلت بهما يكشفان عن الوضع الذي وصلنا إليه في مسألة الجنس ثقافة وممارسة.
أنت يا أخي خريج جامعة تحمل البكالوريوس مثل الآلاف من شبابنا، وأغلبهم مثلك معلوماتهم عن الجنس مشوهة وناقصة ومشوشة، هذا “إن وجدت”!! وعلاقتهم بالجنس الآخر –الفتيات- مضطربة بين الإفراط والتفريط، ورغم أن الأغلبية تدرس في جامعات مختلطة، فإن مسألة إدارة هذا الاختلاط تبدو مسكوتًا عنها “في أغلب الأحيان”، فالقول بتحريم محض الاختلاط لا يحل مشاكله – على ما فيه من اختلافات فقهية – والنتيجة أن الثقافة الموجودة في رءوس إخواننا وأخواتنا في جامعاتنا المختلطة هي ثقافة غير نافعة، ولا تعينهم على التصرف فيما هم بصدده، سواء أكانت هذه الثقافة مستندة على تحريم محض الاختلاط – كما عند البعض – أو كانت قائمة على التحلل من كل ضابط ورابط في شأن العلاقة بين الجنسين… ولا حول ولا قوة إلا بالله. والنتائج كوارث، وقليل من الناس – أو العلماء تحديدًا – يفهمون هذا الواقع وضروراته فيتعاملون معه، وليس مع خيال في رءوسهم.

أعود إلى أسئلتك فأقول لك:
هناك كتب ومراجع كثيرة تقدم لك الثقافة الجنسية بشكل علمي، الأمر الذي لن تشرحه لك الصور الجنسية بحال من الأحوال. وهناك من إخواننا من ينصح – ونحن نؤيد ذلك – بقراءة كتب مثل: الجزء السادس من موسوعة “تحرير المرأة في عصر الرسالة” للأستاذ عبد الحليم أبو شقة “رحمه الله”، وهو خاص بالأمور الجنسية.

كما ينصح آخرون بكتاب “تحفة العروس” للأستاذ محمد مهدي الإستانبولي “على ما أذكر”… هذا إلى جانب كتب كثيرة متوافرة فيها الجانب التشريحي والفسيولوجي. وكذلك أذكرك بمطالعة موضوعاتعندما يأتي المساءفي صفحة “حواء وآدم” بهذا الموقع.

أما سؤالك الثاني فأقول لك فيه:
هذا الشعور تجاه أختك هو شعور مَرَضي منحرف، ولكنه مفهوم في سياق فوضى حياتنا الجنسية، مفهوم ولكنه غير مقبول على الإطلاق يا أخي العزيز. أنت ترى من أختك ما لا تراه من الأخريات لأنك من محارمها، فتراها بملابس النوم مثلاً… إلخ.

وهذه – كما تعرف – أمانة الله وأحكامه، فاتق الله، وابحث عن فتاة تحل لك تتزوجها، فالميل الجنسي لكل الفتيات أو لفتاة بعينها حلال… حلال… وتنال وطرك بالزواج، أما أختك فمساحة محرمة أشد التحريم، وإلا عدنا إلى أيام الجاهلية السوداء قبل أن يكون للناس قيم وأعراف وأديان، ورغبتك الجنسية تجاه أختك ضد الدين، وضد الفطرة.

بنات الناس أطهر لك، وفيهن الأجمل والأصلح بالحلال أما أختك فلا تنفرد بها – ما استطعت – واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، واشغل نفسك بما ينفعك في علم أو عمل، وابحث عن زوجة المستقبل لتوجه إليها عواطفك ورغباتك، وتشبع معها – إن شاء الله – شهوتك ولا تسمح لنفسك بمجرد التفكير المنحرف في أختك.

يا أخي هل ضاقت الدنيا أمامك؟!! البنات أمامك: الشقراء والسمراء، الطويلة والمتوسطة والقصيرة، البدينة والنحيفة على كل لون، ومن كل شكل فهل تترك مائدة عليها أنواع الطعام الشهي، وتتحول إلى طبق اللحم الحرام؟!! على كل حال ستزول هذه الأفكار والهواجس والمشاعر حين تجد الفتاة الموعودة فأسرع بذلك “اعمل معروف”.

واعذرني أنني أعلنت سؤالك مع تجهيل بياناتك حتى تعم الفائدة؛ لأننا يا أخي نعيش بلاءً لم يفتح أحد ملفه بعد، وهو “زنا المحارم”، والعياذ بالله. فأردت أن تكون إجابتي تنبيهًا للوقاية، وقطعا للطريق قبل حدوث المصيبة. وأتمنى لك حياة سعيدة تميل فيها برأسك إلى الخلف وتسرح – يومًا ما – وأنت مع زوجتك ووسط أبناءك، وتقول لنفسك: يا الله… أي أحمق كنت في شبابي؟!! رعاك الله وحفظك، احفظه يحفظك، وتجده تجاهك.
د.أحمد عبد الله