الهجرة طلبا للرزق من مكان إلى مكان آخر من أجل الكسب الحلال لا مانع منها مُطلقًا وقد هاجر المسلمون من جزيرة العرب وغيرها لنشر الإسلام وابتغاء الرزق في مناطق عديدة من العالم، ولا يزال المسلمون يهاجرون من أوطانهم إلى أوطان أخرى من أجل ذلك قال تعالى: (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الأرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَة) (سورة النساء : 100) (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) (سورة الملك : 15).

والشرط في الهجرة طلبا للرزق أن يأمن المهاجر على عقيدته وشرفه ويتمتع بحريته وكرامته في حدود الدِّين، أما إذا خاف أن يُفتن في دينه عقيدة وسلوكًا حُرِّم عليه أن يهاجر إلى هذا البلد أو يستقر فيه، وعليه أن يهاجر إلى بلد آخر يجد فيه الأمان، فإذا ضاقت به السُّبل عاد إلى وطنه قانعًا بالرزق القليل ليحافظ على دينه، ومن الممكن جدًا أن يخدم وطنه وأمته بوسائل كثيرة إذا فكَّر وقدَّر واكتشف، واستفاد من خيرات الأرض التي لا ينضب معينها أبدًا فهي نِعَم المورد لكل من أقبل عليها بالفكر والعمل.

فالوجود في البلاد غير الإسلامية مرهون بالأمن على الدِّين وعدمه.

قال المحققون من العلماء: إذا وجد المسلم أن وجوده في دار الكفر يفيد المسلمين الموجدين في دار الإسلام أو المسلمين الموجودين في دار الكفر “الجاليات”بمثل تعليمهم وقضاء مصالحهم، أو يفيد الإسلام نفسه بنشر مبادئه والرد على الشُّبه الموجهة إليه كان وجوده في هذا المجتمع أفضل من تركه، ويتطلب ذلك أن يكون قوي الإيمان والشخصية والنفوذ حتى يمكنه أن يقوم بهذه المهمة.
والله أعلم.


الشيخ عطية صقر رحمه الله