الأخ السائل.. أقدِّر فيك حرصك على معرفة طريقة التعامل السليمة مع أخيك المشاكس العزيز! وأريد منك إشراك إخوتك ووالديك في قراءة الحل ومناقشته معهم، ويبدو أن هناك عدة أسباب تكمن وراء المشاكسة والإزعاج، لكن أريد منك أولاً أن تعرف أن الطفل في سن السابعة ينشأ ولديه خوف من فقدان محبّة واهتمام الآخرين، ويصبح قادرًا على استيعاب المفاهيم الاجتماعية وتقدير الصداقات، وكلما كانت علاقة الوالدين والأسرة دافئة، كان أكثر ثقة بنفسه، وأكثر شعورًا بالأمن، والكفاءة، والتدبير.

ودورك أيها الأخ العزيز أن تعطي أخاك الصغير جزءاً من وقتك، فيبدو أنه يحبك ويشعر أنك تعطف عليه، وتشاركه وتهتم به، ولا يريد للتلفاز أن يسرق اهتمامك ويصرفك عنه.. وبشكل عام هو بحاجة للفت النظر والاهتمام، ففي هذه السن يكون لدى الطفل أسئلة كثيرة، وأفكار تحيره، ويريد إجابة شافية وثقة أعلى في إخوته.

وسأعرض عليك بعض الاقتراحات التي يمكن أن تقوم بها مع أخيك:
– يمكنك مشاركته الطعام، أو شرب الحليب، أو تناول الحلويات معًا، أو اللعب على الحاسوب، أو الكرة، أو الخروج معك إلى البِقالة، أو المسجد، أو الحديقة، وستجد أن هذا الأسلوب سيصرفه عنك قليلاً، خاصة إذا عرَّفته بأصدقاء جدد يقضي وقته معهم، ويدعوهم إلى البيت بتشجيع منك، والخروج معهم للعب في مكان آمن.

– أما دور والدتك بالإضافة إلى دورك هو تعليمه القيام بنشاطات هادفة تساعده على تسلية نفسه بنفسه، وتحميله مسؤولية مفيدة، ومحددة، ومسلية، مثل: العناية بأرنب، أو سلحفاة، أو قطة، أو ترتيب المكتبة، ومساعدة الأم في تصفيف بعض محتويات المخزن، وشراء قصص جذَّابة له، وربطه في حلقة تحفيظ القرآن الكريم، وهي واسعة الانتشار في بلدكم الكريم.

ولي رجاء أوجِّهه إلى الوالدين الكريمين أن يقوما بقضاء وقت أطول معه، سواء بتخصيص وقت له بالبيت، أو عبر مرافقته إلى السوق والزيارات، ومنحه اهتمامًا وعطفًا يقومان خلال ذلك بالإجابة على أسئلته، ومشاركته في شراء حاجيات المنزل، والاستماع إلى أفكاره بكل صبر واحتمال، ولن تطول فترة المشاكسة المزعجة حتى تبدأ أعراض سن المراهقة بعد سنتين من هذا العمر.
وهنا يبدأ دور جديد عليكم الاضطلاع أنت والوالدة والوالد وباقي إخوته في إعداده لمراهقة ناجحة ومستقرة، عبر آليات وطرق كنا قد طرحناها في عدد من الإجابات السابقة والتي سنوردها لكم في نهاية الرد.

أهنئ أهلك على اهتمامك بأخيك الصغير، وأتمنى لأسرتك مزيدًا من الاستقرار والسعادة، وفي انتظار مزيد من أخبار أسرتك العامرة بحب أفرادها بعضهم لبعض.

من فضلك انقر هنا لمطالعة الاستشارات التي أشرنا إليها:
صاحب ابنك المراهق..ينضبط
المراهقة و عالم الأسئلة المحرجة

و لمزيد من التفاصيل المفيدة يمكن الرجوع إلى الموضوعات التالية:
الإزعاج والإحراج.. مشكلة من؟
القراءة النشطة.. العالم السحري لطفلك
الرياضة: التربية.. والتغذية

أ/أسماء جبر أبو سيف