تقول لك الأخت هبة عمرو من فريق الاستشارات:
“أخي الكريم، لا تنزعج مما حدث، إنك لم تخطيء في مسألة اختيارك للقب، فجميع مستخدمي الإنترنت تقريبا حينما يقومون بالدردشة لا يستخدمون أسماءهم الأصلية، والكل يعرف ذلك، لذلك يسمى باللغة الإنجليزية screen name أو nick name، إذن فإن عدم ظهورك باسمك الحقيقي ليس كذبا، إنما الكذب يكون إذا قمت بإعطائها معلومات غير صحيحة عن نفسك، وهذا ما لا يستطيع الإجابة عليه غيرك.
وأنصحك أولاً أن تقرأ الاستشارتين التاليتين عن الدردشة:
غرف الدردشة: من السقوط إلى الدعوة
داعيةُ غرفِ الدردشة .. محاذير يجب أن تراعى

ولتضع في اعتبارك يا أخي أن صورة المسلمين عند كثير من الغرب ليست صحيحة، ودائما ما تُنقَل إليهم بصورةٍ سيئةٍ عبر وسائل الإعلام أو عن طريق بعض المسلمين الذين –للأسف- يسيئون إلى الإسلام ببعض تصرفاتهم.
وربما لن تستطيع أن تتكلم بصورة كافية عن الإسلام بحكم سنك وعلمك، إلا أن خير ما تقدمه لمن تتحدث معهم على الإنترنت هو أسلوب الكلام المهذب “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة”، وأن تسلح نفسك بالثقافة الدينية والمعلوماتية الشاملة حتى تستطيع أن تناقشهم بثقة وقوة، أو أن تراسل أحدهم على بريده الخاص وتبدأ معه خطوة بخطوة، وفي هذه الأثناء تكون أنت تتعلم المزيد وفي نفس الوقت تبلغ غيرك هذا العلم.
ويمكنك إحالتهم إلى العديد من المواقع المعنية بعرض الإسلام، وأنصحك في هذا السياق أن تقرأ الموجود على موقعنا الإنجليزي تحت عنوان: “Discover Islam” و “my journey to Islam” وكذلك أن تطلب منهم قراءتهما، وستجد فيهما ما يشفي غليلك وغليل من تدعوهم إن شاء الله، وهناك موضوعات قيمة أتمنى لو أطلعتهم عليها في باب: “Contemporary Issues”، وعناوين هذه الأبواب:
Discover Islam
my journey to Islam
Contemporary Issues
وفقك الله”.

هذا ما ذكرته لك الأخت هبة من فريق الاستشارات، وبقيت لدي ثلاث نقاط أو نصائح أوجهها لك:
الأولى: احذر أخطار المحادثة والدردشة على الإنترنت، فإن للشيطان فيها أبواباً واسعةً جدا، تحتاج منا أن نكون منتبهين له دائما، وأؤكد على ضرورة قراءتك للاستشارتين اللتين ذكرتهما لك الأخت هبة في أول هذه الاستشارة.

الثانية: أن لا تستعجل الدعوة مع غير المسلمين، فمن هو في مثل سنك أتمنى لو اهتم بأمرين اثنين:
1- التقرب من الله تعالى وتثقيف النفس، فهذه السن يا أخي الداعية اليافع هي سنُّ التحصيل، وهي أعلى فترة يتمكن فيها الإنسان من الفهم والحفظ والتحصيل، فحاول أكرمك الله الاستفادة منها الاستفادة القصوى، لأنها ستكون بعون الله السند والزاد الدائم لك طول عمرك، فركز فيها على التحصيل أكثر من العطاء، حاول حفظ كتاب الله، تتلمذ على أيدي العلماء في التفسير والحديث والعقيدة، اقرأ في الرقائق وفي الثقافة الإسلامية عموماً وفي التاريخ الإسلامي، وفي تاريخ الأمم الأخرى السابقة والموجودة، المهم أن تحاول الاستفادة قدر المستطاع من فترة النشاط القصوى التي أنت فيها الآن.

2- إذا أردت الدعوة فحاول ذلك على صعيد أصحابك ومن حولك، دون الدخول في أكثر من ذلك حتى تتثبت وتقوي نفسك وحجتك، هذه يا أخي الداعية الرائع ليست دعوةٌ لتثبيطك أو لمنعك من الدعوة، وإنما هي رغبةٌ في أن تخوض حرباً وأنت مستعدٌّ لها كامل الاستعداد، حتى تضمن لك بعون الله النصر والفوز.

الثالثة: مسألة مذابح اليهود في عهد النازية: أرى يا أخي الداعية أن الخوض في هذه المسألة بهذه الطريقة خطأ، وهو ما سبب فشلك في دعوتك، ولو تعرضت لمثل هذا الموقف ثانية فأرجو أن تحاول معالجته بالشكل التالي: أن تؤكد أولاً أن الإسلام ضد العنف أيًّا كان وضد من، وحبذا لو قرأت في التاريخ الإسلامي لتعرف كيف حرص ولاة المسلمين دائماً على حفظ الدماء وعدم إراقتها، ولربما يقول قائلٌ هنا: ولكن هؤلاء اليهود الذين فعلوا بإخواننا كذا وكذا، فأقول نعم هؤلاء فعلوا الكثير، والمرء منا يتمنى لو يلقى هؤلاء فيقاتلهم حتى ولو بأسنانه، فهؤلاء محاربون، ومن حاربنا نحاربه ونقضي عليه بإذن الله، ولكن هذا أمرٌ وأن ندافع عن أخطاء غيرنا –إن وجدت- خطأٌ أيضا، فهتلر إن فعل باليهود ما ادعوا –وادعاؤهم في معظمه مبالغٌ فيه- إن فعل هتلر ذلك فهو مخطئٌ ولا شك، ولا يمكن بحال أن يحرم الإسلام سفك الدماء ثم يقبله من غيره.
فيا أخي الحبيب أكد أولاً على مبدأ الإسلام في تحريم الدماء والأعراض، ثم ناقش في هدوء من المخطئ ومن المصيب في كل ما حدث، “ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى”.

ختاماً: أحيي فيك داعيتنا اليافع حماستك وحبك للدعوة وجهدك فيها، وأذكِّرك دائماً بضرورة تكوين النفس وبنائها، وانتبه لمحاذير المحادثة على الإنترنت، وفقك الله تعالى يا داعية الإنترنت وأخذ بيدك، وداوم الاتصال بنا أكرمك الله… المحرر.

فريق الاستشارات الدعوية