بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:
فلا يجوز رفع الأذان في المساجد عن طريق المذياعونحوه من الوسائل الحديثة، فهذا لا يحصل به الأذان المشروع، بل يجب على المسلمينمباشرة الأذان لكل وقت من أوقات الصلوات في كل مسجد ، وهذا ما قرره المجمع الفقهيالإسلامي –التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة- وإليك قرار المجمع في هذهالمسألة:
إن مجلس المجمعالفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي المنعقد بدورته التاسعة في مكة المكرمة منيوم السبت 12/7/1406هـ إلى يوم السبت 19/7/1406هـ قد نظر في الاستفتاء الوارد منوزير الأوقاف بسوريا برقم 2412/4/1 في 21/9/1405هـ بشأن حكم إذاعة الأذان عن طريقمسجلات الصوت «الكاسيت» في المساجد، لتحقيق تلافي ما قد يحصل من فارق الوقت بينالمساجد في البلد الواحد حين أداء الأذان للصلاة المكتوبة.
وعليه فقد اطلع المجلس على البحوثالمعدة في هذا من بعض أعضاء المجمع، وعلى الفتاوى الصادرة في ذلك من سماحة المفتيسابقًا بالمملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ- رحمه اللهتعالى- برقم 35 في 3/1/1378هـ، وما قررته هيئة كبار العلماء بالمملكة في دورتهاالثانية عشرة المنعقدة في شهر ربيع الآخر عام 1398هـ وفتوى الهيئة الدائمة بالرئاسةالعامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة برقم 5779 في 4/7/1403هـ، وتتضمن هذه الفتاوى الثلاث عدم الأخذ بذلك وأن إذاعة الأذان عند دخولوقت الصلاة في المساجد بواسطة آلة التسجيل ونحوها لا تجزئ في أداء هذه العبادة.
وبعد استعراض ما تقدم من بحوثوفتاوى، والمداولة في ذلك فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي تبين له ما يلي:
1-أن الأذان من شعائر الإسلام التعبدية الظاهرة، المعلومة منالدين بالضرورة بالنص وإجماع المسلمين، ولهذا فالأذان من العلامات الفارقة بين بلادالإسلام وبلاد الكفر، وقد حكي الاتفاق على أنه لو اتفق أهل بلد على تركهلقوتلوا.
2-التوارث بينالمسلمين من تاريخ تشريعه في السنة الأولى من الهجرة وإلى الآن، ينقل العمل المستمربالأذان لكل صلاة من الصلوات الخمس في كل مسجد، وإن تعددت المساجد في البلدالواحد.
3-في حديث مالك بنالحويرث، رضي الله عنه، أن النبي قال: “إذا حضَرت الصلاةُفلْيُؤذِّنْ لكم أحدُكم ولْيَؤمَّكم أكبرُكم”.متفق عليه.
4-أن النية من شروط الأذان، ولهذالا يصح من المجنون ولا من السكران ونحوهما، لعدم وجود النية في أدائه فكذلك فيالتسجيل المذكور.
5-أن الأذان عبادة بدنية، قال ابن قدامـةرحمـــه الله تعالى- في المغني 1/425 : (وليس للرجل أن يبني على أذان غيره لأنهعبادة بدنية فلا يصح من شخصين كالصلاة)ا.هـ.
6-أن في توحيد الأذان للمساجد بواسطة مسجل الصوت على الوجهالمذكور عدة محاذير ومخاطر منها ما يلي:
أ‌-أنه يرتبط بمشروعية الأذان أن لكل صلاة في كل مسجد سننًاوآدابًا، ففي الأذان عن طريق التسجيل تفويت لها وإماتة لنشرها مع فوات شرط النيةفيه.
ب‌-أنه يفتح على المسلمينباب التلاعب بالدين، ودخول البدع على المسلمين في عباداتهم وشعائرهم، لما يفضي إليهمن ترك الأذان بالكلية والاكتفاء بالتسجيل.
وبناء على ما تقدم فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي يقرر مايلي:
أنالاكتفاء بإذاعة الأذان في المساجد عند دخول وقت الصلاة بواسطة آلة التسجيل ونحوهالا يجزئ ولا يجوز في أداء هذه العبادة، ولا يحصل به الأذان المشروع، وأنه يجب علىالمسلمين مباشرة الأذان لكل وقت من أوقات الصلوات في كل مسجد على ما توارثهالمسلمون من عهد نبينا ورسولنا محمد إلى الآن.والله الموفق.وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اقرأ ما يلي:

هل يجوز توحيد الأذان بالتحكم الآلي ؟

توحيد الأذان عبر شبكة الكترونية
توحيد الأذان في المدينة الواحدة
والله أعلم.

المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة