كل آية من القرآن هي معجزة في حد ذاتها ، و تعادل لؤلؤة لا يمكن العثور على مثلها في أي كتاب آخر غير هذا الكتاب الكريم . وكل آية من القرآن تحمل مجموعة فريدة من الدروس ..يترتب على ذلك من الفوائد و الخشوع في قلوب المسلمين ما الله به عليم.و من بين هذه السور : سورة الكهف، التي تحتفظ بمكانة متميزة بين المسلمين لكونها سورة تعطي العديد من الدروس للمسلمين وتضم أربعة دروس مختلفة، يجب على كل مسلم تعلمها.

القصة الأولى : إيمان أهل الكهف

القصة الأولى المذكورة في السورة هي قصة رجال الكهف. كانوا ناسا مؤمنين، وعاشوا في بلد ملحد.وعندما لاحظوا أن الناس تهدد حياتهم بسبب إيمانهم، تركوا المدينة وذهبوا الى كهف في سبيل الله.و هناك أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم بالنوم وعندما استيقظوا، وبحلول ذلك الوقت كان كل الناس من مدينتهم أصبحوا مؤمنين. هكذا، تظهر هذه القصة أنه عندما يتوكل شخص على الله سبحانه وتعالى ثم على إيمانه، يأتي دائما لنجدتهم ومساعدتهم في تخفيف الصعوبات التي يواجهونها.

الدرس الذي نتعلمه من هذه القصة هو أن الله سبحانه وتعالى يضع الإيمان في الشخص ليعرف المؤمن الصامد في إيمانه، ثم يساعده الله بطرق يصعب على العبد الضعيف فهمها.

علاوة على ذلك، تعطي السورة الدرس بأنه يجب على المسلم أن يبقى دائما في الشراكة مع الناس الذين هم على خير وصلاح حيث كان رجال الكهف كلهم صالحين، وبالتالي،وجودهم معا هو واحد من العوامل التي جذبت الرحمة والمساعدة من الله سبحانه وتعالى. هكذا، ينبغي أن يكون المسلم صامدا في إيمانه، مرفقا للناس الطيبين، كما هو مذكور في القرآن الكريم. قال تعالى في سورة الكهف : (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) : 28

القصة الثانية : شكر النعم

القصة الثانية في سورة الكهف هو الشخص الذي كان له حديقتان ، وكان من الأثرياء والأغنياء. ومع ذلك، ثروته أدت به للتشكيك في إيمانه، وبسبب ذلك حرمه الله سبحانه وتعالى من كل حيلة وخير دنيوي، مما جعله يدرك طبيعة زوال النعم في هذا العالم. هذه القصة في حد ذاتها تعلم للمسلم درسين منفصلين :

– الأول هو أن كل ثروة هي أيضا اختبار من الله سبحانه وتعالى. لذلك، على الأثرياء والأغنياء خصوصا أن يعلموا أن النعم التي تمنح لهم هي في الواقع اختبار لهم إذا كانوا سيشكرون عليها الله أم لا.

– ثانيا، يجب على المسلم أيضا أن يعلم أن النعم في هذا العالم كلها مؤقتة وعابرة، لذلك، عندما تصبح متاحة يجب أن يشكر الله عليها خصوصا وأن هناك ناس آخرون ليست لديهم هذه المتع الدنيوية.

فالقرآن الكريم، يوضح الله سبحانه وتعالى هذه الأمور الدنيوية وطبيعتها الزائلة. قال تعالى في سورة الكهف : (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا) : 45

 يجب على المسلم أن يعلم أن النعم في هذا العالم كلها مؤقتة وعابرة، لذلك عندما تصبح متاحة يجب أن يشكر الله عليها خصوصا وأن هناك ناس آخرون ليست لديهم هذه المتع الدنيوية.

القصة الثالثة : تواضع العالم

 القصة الثالثة المذكورة في سورة الكهف هي لنبي الله موسى مع الخضر، عليهما السلام حيث اعتقد موسى عليه السلام أن لا أحد في هذا العالم أعلم منه ، فبعث الله سبحانه وتعالى له

الخضر، الذي أثبت أنه يعرف أكثر من موسى عليه السلام في الكثير من القضايا .

الدرس الذي يمكن تعلمه من هذه القصة هو أن المعرفة دائما نسبية، وأن هناك دائما شخص أكثر دراية ولديه فهم أفضل للأشياء من المرء بذاته.

القصة الرابعة : حسن استعمال السلطة

 القصة الرابعة هي قصة الملك العظيم ذي القرنين الذي سافر في جميع أنحاء العالم لمساعدة الناس الذين كانوا في حاجة له ولينشر الخير أينما ذهب، وكان أحد الذين قدموا الإغاثة إلى قوم من خطر يأجوج ومأجوج.

الدرس الذي يمكن تعلمه من هذه القصة هو أن السلطة هي أيضا هدية واختبار من الله إلى أولئك الذين يتقلدون السلطة، الذين تجب عليهم مقارنة حالهم مع الآخرين واستخدام هذه القوة لفعل الخير وجعل حياة الناس أسهل ومحاربة الشر .

باختصار، سورة الكهف بالاضافة الى الفوائد والأجور التي تأتي من تلاوتها ، يمكن لفهم مضمونها أن يساعد المسلمين على استخراج دروس قيمة تساهم في تشكيل حياة المرء نحو طريق البر.