الإسلام

"ما أقلَّت الغبراء، ولا أظلت الخضراء رجلا أصدق من أبي ذر". في وادي "ودان" كانت تقيم قبيلة "غفار"، هذا الوادي الذي يصل مكة بالعالم الخارجي.وكانت تعيش على ذلك الشيء القليل الذي كانت تبذله القوافل التي تسعى بتجارة قريش ذاهبة إلى بلاد الشام أو عائدة منها.وكان "جندب بن جنادة" المكنَّى بـ "أبي ذر" واحدًا من أبناء هذه القبيلة، كان يمتاز بجرأة القلب ورجاحة العقل وبعد النظر، كان ضخم الجسم كَثَّ اللحية.

تطالعنا الأخبار صباحَ مساءَ عن حالات انتحار، وبنسبة كبيرة، وفي بلاد شتى من العالم العربي؛ في "حالة" لم نعتدها من قبل!ولعل هذا يستدعي تساؤلاً، يخص الجانب الفكري من هذه "الحالة"، التي لاشك أن لها أبعادًا متعددة.. وهو: هل الإسلام يستهين بالحياة؟ بحيث إن المرء عندما تواجهه أزمة، فإنه لا يجد مانعًا عقليًّا ونفسيًّا من التضحية بروحه؛ أم على العكس من ذلك، يعظِّم الإسلام الحياة، ويُعلي قدرها، ويحافظ عليها من الإزهاق، بل ويعاقب على ارتكاب ذلك حتى لو وقع من الإنسان بحق نفسه؟!

بحسب البيانات التي نشرها المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2019، تهيمن المسيحية على الأميركيتين وأوروبا والنصف الجنوبي من أفريقيا، بينما يعدّ الإسلام الدين الأوسع انتشارا في سلسلة من البلدان تمتد من شمال أفريقيا عبر الشرق الأوسط إلى إندونيسيا. وتبرز الهند ككتلة هندوسية ضخمة، بينما تنتشر البوذية في جنوبي شرقي آسيا واليابان، وتظهر الصين كدولة تضم أكبر عدد من "الملحدين".

على عكس ما هو معروف عن الإنسان من أنه مدني بطبعه، بما يستلزم ذلك ثباتًا في المكان نوعًا ما، واستقرارًا بالبيئة إلى حد كبير؛ حتى يمكن أن ينشأ عن هذا الثبات والاستقرار حضارة بالمكان، وتعمير له، واستثمار لموارده، وتعظيم للمواد الموجودة به.. فإن الهجرة تبدو فعلاً مهمًّا للإنسان، لا يقل عن حاجته للاستقرار.

أنشأ المهاجرون المسلمون في بريطانيا مطاعم “الحلال” التي خلقت جمهورا لها حتى من غير المسلمين. ألهمت هذه التجربة المجال المصرفي. يقول بنك الريان – أكبر بنك تجزئة متوافق مع الشريعة الاسلامية في بريطانيا – إن نسبة العملاء غير المسلمين زادت بحيث أصبحت 1 إلى 3 مسلمين بعد أن كانت 1 إلى 8 في 2010. بنك

آمن جودت باشا بأن الإصلاح ينبغي أن يراعي هوية الدولة الدينية وخصوصيتها الحضارية، فالإسلام كما يعتقد هو سر قوة العثمانيين وهم مدينون له لأنه البوابة التي دخلوا منها إلى التاريخ ..