تدبر القرآن

هل الظنّ كلّه إثم؟ الآية تقول إن بعض الظنّ إثم، وكثير من الناس، حتى من المشايخ، يظنّون أن الظنّ كلّه إثم! فهل ظنّهم هذا صحيح؟ الظنّ في القرآن – (ومنهم أمّيون لا يَعلمون الكتابَ إلا أمانيّ وإنْ هم إلا يَظنّون) البقرة 78 – (وإنّ الذين اختلفوا فيه لَفي شكّ منه ما لهم به مِن علم

( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ ) لا يكون تغيير الله ما بقوم حتى يكون منهم العزم والإرادة الصادقة في التغيير؛ فتمتد لهم معونة الله بالتوفيق والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان. ومن دقائق نظم القرآن في هذا المقام أنه استعمل (ما) الدالة على الإبهام فهي أبهم الموصولات، فلم يقل:

عندما تحدث المولى عز وجل عن مشابهة عيسى لآدم في الخلقة من غير سابق نظير؛ لإبراز طلاقة القدرة الإلهية، وذلك في سياق التوضيح وإزالة العجب في مجيء عيسى من غير أب له، ضرب لهم المولى عز وجل مثلا على طلاقة القدرة الإلهية في إيجاد أصل البشرية وأبيها الأول آدم عليه السلام من غير أب وأم،

إن المتأمل في مدارج آيات النور في أنوار آيات القرآن يجد السر البديع في دقائق هذا البيان …! ذلك أننا نجد القرآن يتحدث عن الهداية بالنور في مواضع ثلاثة، فيعدي فعل الهداية بالباء في موضعين، وفي موضع يعديه باللام، وإليك البيان .. يقول تعالى في الشورى (,كَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي

نظرًا لارتباط مفهوم “السُّنن الإلهيَّة”، في فكر الإمام محمَّد عبده التَّجديدي، بكلٍّ من: علمي التَّاريخ والعُمران، فقد حاول الإمام إقناع الشَّيخ محمَّد الإنْبَابي – شيخ الجامع الأزهر آنذاك- بضرورة تدريس مُقدِّمة العلَّامة ابن خلدون، وإدراجها ضمن مناهج التَّعليم بالأزهر الشَّريف. لكن الشَّيخ الإنبابي رفض ذلك رفضًا قاطعا؛ ربما خوفًا من ثورة المحافظين ضدَّه. وفي الأحوال

الكلية الرابعة : منهجية “الإصلاح” وقضاياه الدعوة الأساسية لمبلغي الوحي / الرسالة وأهل النبوة هي الدعوة إلى الإصلاح، {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88]، والقرآن بالأساس هو كتاب هداية للبشر جميعًا ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن ثم فالتعرض للقرآن وتدبره، هو تعرض لتجارب