إن حديث القرآن الكريم عن قصة الخلق، لا سيما خلق السماوات والأرض، حديث تكرّر في العديد من آياته العظيمة، وتناول الكثير من التفاصيل التي يعجز البشر عن إدراكها أو الوصول إليها؛ كالحديث عن الكون ومادة تخلّقه وأول ما خُلق منه، وترتيب خلقه، كما مرّ معنا في قوله تعالى: ﴿قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ۝ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ۝ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [سورة فصلت: 9-11].

وقد نفى الله سبحانه وتعالى أن يكون لأحد معه نصيب في شهود هذه البداية العظيمة، فقال سبحانه: ﴿مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا﴾ [سورة الكهف: 51]. يقول تعالى: هؤلاء الذين اتخذتموهم أولياء من دوني عبيد أمثالكم؛ لا يملكون شيئاً، ولا أشهدتهم خلق السماوات والأرض، ولا كانوا إذ ذاك موجودين، يقول تعالى: أنا المستقل بخلق الأشياء كلها ومدبّرها ومقدّرها وحدي ليس معي في ذلك شريك ولا وزير ولا مشير ولا نظير.

يقول الدكتور زغلول النجار في هذا المعنى: إن قضية الخلق؛ خلق الكون، وخلق الحياة، وخلق الإنسان، لا يمكن أن تخضع للإدراك أو للمشاهدة المباشرة من أي من الجن أو الإنسان، ولذلك لا يستطيع أي عالم تجريبي، بل أي إنسان، أن يتعدى فيها مرحلة التنظير، فلا يمكن لعالم يحترم نفسه أن يقول: نعم هكذا خُلق الكون أو هكذا سيفنى الكون، أو هكذا سيُعاد خلق الكون، فهذه القضايا لا تخضع للإدراك المباشر للعلماء، ولذلك لا يستطيع العالم التجريبي أن يتجاوز فيها مرحلة التنظير.

أولاً: السماء والأرض كانتا ملتصقتين

قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ [سورة الأنبياء: 30].

ومن التفاسير لهذه الآية: “أولم يرَ الذين كفروا” أي: الجاحدون لألوهيته العابدون معه غيره، ألم يعلموا أن الله هو المستقل بالخلق، المتفرد بالتدبير، فكيف يليق أن يُعبد معه غيره أو يشرك به سواه؟ ألم يروا: “أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما”؟ أي: كان الجميع متصلاً بعضه ببعض، متلاصقاً، متراكماً بعضه فوق بعض في ابتداء الأمر، ففتق هذه من هذه، فجعل السماوات سبعاً والأرض سبعاً، وفصل بين السماء الدنيا والأرض بالهواء، فأمطرت السماء وأنبتت الأرض، ولهذا قال: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾. أيّ: وهم يشاهدون المخلوقات، تحدث شيئاً فشيئاً عياناً، وذلك كله دليل على وجود الصانع الفاعل المختار القادر على ما يشاء.

وفي   كـل   شيءٍ   لـه آيـةٌ *** تـدلّ عـلى     أنّـه    واحـدُ

“كانتا رتقاً ففتقناهما” قيل: كانت السماء واحدة ففتق منها سبع سماوات، وكانت الأرض واحدة ففتق منها سبع أرضين. وقال الحسن وقتادة: كانتا جميعاً ففصل بينهما بهذا الهواء.

إن دراسات علماء الفلك والكون تؤكد أن الكون كان كتلة متماسكة حارّة، ثم بدأ بانفجار مدوٍّ عظيم أدّى إلى انفصال الكتلة الملتحمة وتفرقت أجزاؤها في أنحاء الفضاء، وكانت درجة الحرارة عالية جداً، ثم تبردت وانخفضت، هذا ما وصل إليه العلماء بعد دراسات حثيثة ومضنية.

ثانياً: السماء سقف الأرض

جعل الله السماء سقفاً للأرض، هيأها الله لعباده، وجعلها موضع عبرة ومحل تدبر وتفكر لعباد الله المؤمنين، قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۝ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [سورة آل عمران: 190-191].

ثالثاً: رفع السماوات بغير عمد

قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ۝ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [سورة الرعد: 2-3]. وقال تعالى: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ۝ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [سورة لقمان: 10-11].

وذكر المفسرون تفسيرين للآيات المتعلقة بالعمد؛ فمنهم من أثبت أن السماوات لها أعمدة إلا أنها لا تُرى، فمعنى الآية: الله الذي رفع السماوات بغير عمد مرئية، وذلك بجعل جملة “ترونها” صفة “العمد”، والضمير يعود إلى “عمد”. ومنهم من ذهب إلى أن السماوات ليس لها عمد أصلاً، ويكون معنى الآية: الله الذي رفع السماوات كما ترونها بغير عمد، وذلك بجعل جملة “ترونها” حالاً من السماوات، وبعود الضمير إلى السماوات. ويميل علماء الفلك المعاصرون إلى التفسير الأول؛ فيقولون: إن الأجرام السماوية كلها قد بناها الخالق عز وجل وجعل كل جُرمٍ بمنزلة لبنةٍ من بناء شامخ، ورفع هذه الأجرام كلها بعضها فوق بعض بقوى هي نوع القوة الطاردة المركزية، كما ربطها في نفس الوقت برباط الجاذبية العالية، والجاذبية تتعادل مع القوى الطاردة المركزية الناجمة عن الدورات في مسارات شبه دائرية، أو قطاعات ناقصة، وهي بمنزلة الأعمدة المقامة بالفعل، رغم أننا نبصرها بأعيننا فإن ذلك لا يعني أن تلك الأعمدة غير موجودة بحال من الأحوال، فنحن نستطيع أن نتصورها في مجال كل جسم مادي، وربما إذا منح شخص منا حاسة أخرى زيادة على ما لدينا من حواس يستطيع أن يرى تلك الأعمدة أو يحس بها تماماً، كما ندرك بحواسنا العادية أي جسم مادي أو عادي.

يقول الدكتور زغلول النجار: تشير الدراسات الكونية إلى وجود قوى مستترة في اللبنة الأولية للمادة، وفي كل من الذرات والجزيئات، وفي كافة أجرام السماء، تحكم بناء الكون وتُمسك بأطرافه إلى أن يشاء الله تعالى فيدمره، ويعيد خلق غيره من جديد، ومن القوى التي تعرّف عليها العلماء في كل من الأرض والسماء أربع صور يعتقد أنها أوجه متعددة لقوة عظمى واحدة تسري في مختلف جنبات الكون لتربطه برباط وثيق، وإلا انفرط عقده؛ وهذه القوى هي: القوة النووية الشديدة، والقوة النووية الضعيفة، والقوة الكهربائية “المغناطيسية والكهرومغناطيسية”، وقوة الجاذبية. وهذه القوى الأربع هي الدعائم الخفية التي يقوم عليها بناء السماوات والأرض، وقد أدركها العلماء من خلال آثارها الظاهرة والخفية في كل أشياء الكون المدركة، ويعتقد علماء الفلك والفيزياء الفلكية والنظرية أن هذه القوى الأربع لا بد أن تلتقي في شكل واحد للقوة يمثل وحدة البناء في هذا الكون، ويشهد لله الخالق بالوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه.

رابعاً: امتناع سقوط السماء على الأرض

قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [سورة الحج: 65].

وهنا “ألم تر” أي: ألم تشاهد ببصرك وقلبك نعمة ربك السابغة وأياديه الواسعة؟ ﴿أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ﴾ من حيوانات ونباتات وجمادات، فجميع ما في الأرض مسخّر لبني آدم؛ حيواناتها لركوبه وحمله وأعماله وأكله وأنواع انتفاعه، وأشجارها وثمارها يقتاتها، وقد سُلِّط على غرسها واستغلالها، ومعادنها يستخرجها وينتفع بها. “والفلك” أي: سخر الفلك، وهي السفن، “تجري في البحر بأمره”: تحملكم وتحمل تجارتكم، وتوصلكم من محل إلى آخر، وتستخرجون من البحر حلية تلبسونها، ومن رحمته بكم أنه: “ويمسك السماء أن تقع على الأرض” فلولا رحمته وقدرته لسقطت السماء على الأرض، فتلف ما عليها، وهلك ما فيها: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [سورة فاطر: 41]. “إن الله بالناس لرؤوف رحيم” أرحم بهم من والدَيهم ومن أنفسهم، ومن رحمته أنه سخر لهم ما سخر من هذه الأشياء.

لقد سخر الله ما في الأرض لهذا الإنسان، فجعل نواميسها موافقة لفطرته وطاقاته، ولو اختلفت فطرة الإنسان وتركيبه عن نواميس هذه الأرض ما استطاع الحياة عليها، فضلاً عن الانتفاع بها وبما فيها، وهو الذي خلق الكون وفق هذا النظام الذي اختاره له، وحكّم فيه تلك النواميس التي تظل بها النجوم والكواكب مرفوعة متباعدة، ولا تسقط ولا يصدم بعضها بعضاً، والله سبحانه هو الذي أنشأ الناموس المنظِّم للوضع القائم، والله سبحانه “يمسك السماء أن تقع على الأرض”، يفعل ذلك الناموس الذي يعمل فيها، وهو من صنعه، “إلا بإذنه” وذلك يوم يعطّل الناموس الذي يُعمله لحكمة ويُعطله كذلك لحكمة. وقد خلق الله السماوات على هيئةٍ حسنةٍ جميلة وزيّنها بالنجوم والكواكب ليعظُم الاعتبار بها والتفكُّر في خلقها.

فالله عز وجل أخبر عن خلق السماوات وعظمة اتساعها وارتفاعها، وأنها في غاية الحسن والبهاء والكمال والسناء، قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ [سورة الذاريات: 7]، أي: الخلق الحسن. وقال تعالى: ﴿فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ۝ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ﴾ [سورة الملك: 3-4]. أي: خاسئاً عن أن يرى فيها نقصاً أو خللاً، وهو حسير أي: كليل ضعيف، ولو نظر حتى يعي ويكلّ ويضعف لما اطلع على نقص فيها ولا عيب؛ لأنه تعالى قد أحكم خلقها، وزين بالكواكب أفقها، كما قال: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ﴾ [سورة البروج:1]، أي: النجوم، وقيل: محال الحرس التي يرمي منها بالشهب لمسترق السمع، ولا منافاة بين القولين. وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ۝ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ﴾ [سورة الحجر: 16-17]، فذكر أنه زيّن منظرها بالكواكب الثوابت والسيارات، والشمس والقمر والنجوم الزاهرات، وأنه صان حوزتها عن حلول الشياطين بها، وهو معنى: “وحفظناها من كل شيطان رجيم”، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ۝ وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ ۝ لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ﴾ [سورة الصافات: 6-8]. فسبحان المبدع العظيم الذي خلق فسوى، وقدر فهدى.

وخلق السماوات من العظمة والجلال بما لا يحيط به وصف، ولا يدركه حس، فهي من مخلوقات الله العظيمة الجليلة، وخلق الله فيها من المخلوقات ما لا يعلمه إلا الله سبحانه، ففيها من الملائكة الكرام ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، ويكفي في ذلك ما ورد عند البخاري رحمه الله في حديث المعراج؛ أن النبي قال: (… فرفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل، فقال: هذا البيت المعمور، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم). فإذا كان هذا من أول الخلق، فسبحان الله العظيم كم عدد ملائكة الله على عظمة خلقهم؟ وكم سعة هذه السماوات العظيمة التي استوعبتهم عليهم الصلاة والسلام، وقد جاء في حديث آخر: (أطّتِ السماء وحَقّ لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد…)، وإذا كان هذا واحداً من خلق الله الذي جعله في السماء، فكيف بمخلوقات الله الأخرى التي لا يعلمها إلا هو؟ ويكفي لمتأمل أن يتأمل في حديث المعراج، وما كشف للنبي مما في السماء من خلق.

ومن بديع خلق السماوات والأرض لونها الأزرق الجميل. يقول ابن القيم رحمه الله: ثم تأمل ما وضعت عليه من هذا اللون الذي هو أحسن الألوان وأشدها موافقة للبصر، وتقوية له، حتى إن من أصابه شيء أضرّ ببصره يؤمر بإدمان النظر إلى الخضرة وما قرب منها إلى السواد، فتأمل كيف جعل أديم السماء بهذا اللون ليمسك الأبصار المتقلبة فيه ولا ينكأ فيها بطول مباشرتها له.


المصادر والمراجع:

  1. ابن القيم، مفتاح دار السعادة، 1/207. دار الكتب العلمية، بيروت.

  2. ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، (3/89). تحقيق سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط 2، 1999.

  3. زغلول راغب محمد النجار، من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، دار المعرفة، ط 4، 2007، ص 37.

  4. سيد قطب، في ظلال القرآن، 4/2441. دار الشروق، القاهرة، ط17، 1412ه.

  5. علي الصلابي، المعجزة الخالدة، ص 36. قصة بدء الخلق وخلق آدم عليه السلام، ص 213- 221.

  6. محمد الخرعان، قصة الخلق، الخرعان، ص 145. دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع، الرياض، ط 1، 2008.

  7. محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة، رقم: (3207). ابن حجر، فتح الباري، 6/349.