هذه المحرمات الإلهية (القيم الإنسانية المشتركة) هي الإطار العام للقيم الإنسانية التي حددها الله تعالى، ولكل واحد من هذه المحرمات الـ14 تفصيل.

فمثلا: قيمة الإحسان بالوالدين يقول فيها الله تعالى: “وبالوالدين إحسانا”. هذه تعتبر إطارا عاما للتعامل مع الوالدين كقيمة إنسانية مشتركة بين البشر، ثم بين الله تفصيلها في سور متنوعة، وقال فيها: “وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما”، وقال في سورة أخرى: “إما يبلغنَّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا”.

عشر قيم انسانية: “قلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ “- الانعام

أربع قيم انسانية مشتركة: “الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”- البقرة -275

*”قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” الاعراف- 33 “قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”. الانعام 145

*”قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ “- الانعام –152-151. فبالتالي هذه القيم الإنسانية المشتركة (المحرمات الإلهية) الفطرية مذكورة في القرآن وموجودة في الفطرة الإنسانية ومطبقة واقعيا من قبل أهل الأرض في كل مكان.

ومن وحي النقاط اعلاه نجد فلسفيا أن القيم العليا التي قدمها القرآن للبشرية تقدم “وقاية للانسان قبل وقوع الأحداث”، أما القيم الإيديولوجية الموروثة من الأقوام والآباء فتقدم “وقاية للإنسان بعد وقوع الأحداث.

فالوقاية قبل وقوع الأحداث والمشاكل الوضعية والسياقية: القيم العليا تزود الإنسان بالوسائل الأكثر صحة ودقة وفعالية، وتلقي عليه نور البصيرة والوعي الإدراكي والرؤية الاستراتيجية المسبقة مما ينمي فيه قوة توقع الأحداث والأزمات قبل حدوثها.

مما يجعلها تلعب دور “الإصلاح التحويلي للعقل البشري في أي زمان ومكان”، مما ينتج عقل مستقل فكريا في المفاهيم والوسائل ينتج طرق جديدة تصلح الواقع اليومي للمجتمع.

أما الوقاية بعد وقوع الاحداث والمشاكل: القيم الإيديولوجية الموروثة تزود الإنسان بالحلول والمعالجات بعد حدوث وبروز المشكل مما يجعلها تلعب دور ” الاصلاح التكيفي للعقل البشري مع البيئة”، مما ينتج عقلا جميع مفاهيمه ووسائله المستعملة موروثة من الأجيال السابقة.

فالقيم الإنسانية العليا هي الحكم والمعيار للعمل الإنساني في المجتمعات تاريخيا وحديثا.