تعتبر شريحة المهق في إفريقيا من أكثر الشرائح عرضة للتمييز والتهميش والاستهداف الذي يصل في بعض الأحيان حد التصفية الجسدية، فمع النواحي المتعلقة بالتمييز على أساس البشرة يواجه المهق مخاطر ثقافة افريقية مشحونة بالطقوس والخرافات التي تجعل من هذه الشريحة مصدر شر و تجعل من التخلص منها طريقا للخلاص من للخطر أو للظفر بالحظوة و السلطة.

فمعظم المجتمعات الإفريقية تتشاءم بالمهق وترى فيهم شريحة جالبة للنحس  والشرور، و تسود في المعتقدات الإفريقية الكثير من الروايات المخالفة للحقيقة العلمية المتعلقة بالمهق ككونه معديا وهو ما يتعارض مع المعطيات العلمية التي تثبت أن المهق ليس معديا.

و مع أن نسبة الإصابة بالمهق على المستوي العالمي لدى الولادة تبلغ معدل شخص من كل 20 ألف شخص إلا أن هذه النسبة تعتبر مرتفعة جدا في إفريقيا حيث تصل معدلات الإصابة حوالي شخص لكل 4 آلاف شخص، و تزاداد هذه النسبة في بعض البلدان كالنيجر و تنزانيا و بوروندي.

و تحيط هالة من الخرافات حول حياة هذه الشريحة فيُقدمون كقرابين لدفع الشر وجلب الخير ويعتبر كل عضو من أعضائها البشرية ثمينا حيث تباع أعضائهم بأسعار خيالية في بيئات فقيرة لأنها تستخدم في أعمال السحر و الشعوذة.

و من بين الخرافات الشائعة في حق هذه الشريحة ما يعتقده بعض السنغاليين من أن معاشرة النساء المصابات بالمهق تشفي من مرض الإيدز، و يعتقد الكاميرونيون أن إراقة دماء المهق توقف ثورة البراكين، في حين يعتبر الروانديون أكل الأعضاء التناسلية للمهق يجلب السلطة والثروة.

و يقول ماريكا عمارو وهو متخصص في علم الاجتماع و باحث بجامعة باماكو أن الإقبال على أعضاء المهق يشتد الطلب عليه في المواسم الانتخابية باعتبار أن المرشحين والطامحين للحظوة والمناصب يلجئون للمشعوذين الذين يطلبون منهم أعضاء المهق في أعمال الشعوذة.

و يعرف أن جرائم استهداف هذه الشريحة تكون كبيرة في هذه المواسم وأن الطلب يكون مرتفعا على الأعضاء حيث تنشط عصابات الإجرام التي تستهدف قتل المهق وبيع أعضائهم بأسعار كبيرة، فمثلا حسب تصريحات ماريكا يبلغ سعر جثة الشخص الأمهق حوالي 75 ألف دولار، ويكون سعر ذراعه ألفي دولار مثلا.

و يشير إلى أن مجتمع المهق من المجتمعات التي تعيش في عزلة نفسية وعلى هامش المجتمع، مردفا في تصريح لـ”إسلام أون لاين” أن الفنان المالي الشهير ساليفو كيتا كان بمثابة عار بالنسبة لأهله عندما ولد و هو أمهق، و ذلك في مجتمع تسوده الطقوس الإفريقية التي تتشاءم بالمهق، لقد عاش ساليفو قبل أن يكون أيقونة فنية كبيرة طفولة صعبة حيث كان مثار سخرية من قبل أقرانه وأهل البلدة بسبب بشرته البيضاء وشعره الأبيض، و همً أبوه بطرده وبالانفصال عن والدته لولا تدخل إمام القرية الذي قال له “إن الإسلام يمنع هذه الأساليب و يُكرم بني آدم”، حسب قوله.

و أمام هذه الوضعية الصعبة التي تعيشها هذه الشريحة تسعى بعض الحكومات الإفريقية لتوفير الحماية للمهق من خلال تجريم ظاهرتي الشعوذة وتعاطي السحر باعتبارهما ظاهرتين أساسيتين تتغذى منهما مظاهر استهداف وقتل المهق.