الوثنية قد نجدها في أدغال الأمازون أو جبال التبت وغابات السفانا. وقد تكون كذلك في أرقى القصور وأفخم المكاتب وأغنى الدول وأثقف البشر.. قد نجد الوثنية في نفوس أتباع اليهودية والمسيحية والبوذية وقد نجدها في المسلمين أيضاً، ولا يمنع مانع ذلك بل وجدنا ما هو أكثر من ذلك من حيث ندري أو لا ندري!

انظر حولك الآن وتأمل قليلاً واسترجع بالذاكرة أو حتى ملاحظة حاضرك.. ستجد كماً من الأوثان حولك، بل ربما في أعماقك أو اللاوعي الخاص بك وأنت لا تدري، في الوقت الذي تعتبر نفسك تقياً نقياً مؤمناً!! لنتأمل هذا الحديث عن أبي هريرة، أن النبي قال : اللهم لا تجعل قبري وثناً.. لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.

 نحن اليوم صنعنا أوثاناً من حولنا نقدسها، وإن لم نكن نعبدها.. أقول، صنعنا أوثاناً على شكل أفكار أو مذاهب أو رجال أو كتب أو جمادات وغيرها من مفردات وتركيبات الحياة.. إن الإنسان خلقه الله حراً لا يجب أن يخضع لشيء من أمور الدنيا سواء بإرادته أو بالجبر والقهر والإكراه، ولا يجب أن يكون عبداً إلا لله الواحد القهار فقط لا غير.

 قبل الاسلام، الأوثان كانت كثيرة.. هذا خضع لصنم وآخر لشجر وثالث لكوكب ورابع لملك وهكذا حتى جاء الاسلام وحرر البشر.. كانت هناك أفكار وآراء في عهد الصحابة، وحب فطري للمادة والدنيا كسائر البشر ولكن لم يكن يصل بهم الحال الى درجة أن تتحول تلك المحبوبات إلى أوثان تلهيهم كما يحصل أو حاصل اليوم مع كثيرين، مسلمين وغيرهم.. فهل تبحث عن أوثانك فتحطمها قبل أن يحدث العكس؟ القرار بيدك الآن وقبل أن يفوت الأوان..