قبل أيام أعلنت اللجنة المشرفة على الجائزة السنوية للدكتور الكويتي الراحل عبد الرحمن حمود سميط أسماء الفائزين بالجائزة السنوية التي تحمل اسم جائزة السميط في المجال التنموي.

و قد نال الجازة التي تبلغ قيمتها 1 مليون دولار مناصفة كل من الباحث الجنوب أفريقي سليم عبد الكريم مدير مركز الأبحاث حول السيداو نائب رئيس جامعة كوازولو ناتال.الذي حصل على نصف الجائزة في حين قُسٌم النصف الباقي بين الباحثة الأوغندية شايلا كي وست و برنامج العلوم الصحية بأوغندا.

وبرر بيان اللجنة المشرفة أسباب منح الجائزة للفائزين بها إلي العمل المتميز الذي قاموا به من أجل تحسين الأبحاث في المجال الصحي.

أهداف الجائزة

وتهدف  الجائزة إلي  تقييم واختيار أفضل الدراسات والمشاريع العلمية والبحثية والمبادرات المبتكرة التي كان لها الأثر الكبير والمستدام في دفع عجلة التقدم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا. كما تمنح الجائزة لمشاريع قدمت حلولا للدول الأفريقية للتغلب على الفقر والجوع ونقص المياه الصالحة للشرب،وفقدان العدالة، أو لتحسين الرعاية الصحية ومحو الأمية والتخصيص الرشيد للموارد الاقتصادية.

وتعتبر الجائزة التي أنشأتها الحكومة الكويتية سنة 2013 وفاء من الحكومة الكويتية لتخليد المرحوم الدكتور عبد الرحمن السميط، وهوطبيب كويتي كرس حياته لجمع الأموال بغرض دعم القضايا الإنسانية والأعمال الخيرية في مشاريع الصحة والتعليم والغذاء في الدول الأفريقية والمعوزين في أفريقيا.

وتمنح الجائزة سنويا لفرد أو منظمة في مجالات ثلاث، هي:الأمن الغذائي والصحة والتعليم.

خادم الإسلام في إفريقيا

يمكن أن يطلق هذا  الوصف على المرحوم عبد الرحمن حمود السميط لجهوده الكبيرة في خدمة المسلمين بشكل مباشر، ففي الوقت الذي كانت الحكومات الخليجية تقدم معظم مساعداتها للمسلمين عن طريق الحكومات، كان المرحوم السميط يقدم للمسلمين خدمات مباشرة عن طريق التبرعات التي يجمعها من المحسنين في الخليج.

أنشأ السميط جمعية العون المباشر/ لجنة مسلمي إفريقيا التي فتحت مراكز و مكاتب في جميع الدول الإفريقية التي توجد فيها تجمعات معتبرة للمسلمين.

و حرص من خلال هذه الجمعية على مساعدة المسلمين في وجه موجات التنصير والتغريب، كما فتح قلوب الكثير من غير المسلمين حيث أسلم على يده عشرات الآلاف من الأفارقة.

قال في مقابلة قديمة مع قناة الجزيرة أنه يريد أن يعيش بقية حياته في إفريقيا  و  أن يموت في إفريقيا، و عبر فيها عن حبه الشديد للأفارقة، رغم أنه عاش ظروفا صعبة أثناء رحلاته الدعوية في إفريقيا حيث تعرض لأكثر من مرة لمحاولات الاغتيال و التضييق من طرف سلطات بعض الأنظمة

جاهد عبد الرحمن السميط، الذي يحلو للبعض بتسميته ب”رجل أفريقيا” في القارة السمراء لينير العقول والقلوب، ففتح الله له قلوب الكثير من الخلق فحتي عتاة الكنسية في إفريقيا و المنصرين الغربيين كانوا يبهرون بشخصيته و قوته و صلابته في الحق.

وقد قام ببناء ما يقارب من 1200 مسجدا، ورعاية 9500 يتيما، وحفر قرابة 2750 بئراً ارتوازية في أفريقيا، وقد حاز على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام وذلك عام 1996.

أصدر العديد من الكتب عن إفريقيا من أهمها: لبيك أفريقيا، دمعة على أفريقيا، رسالة إلى ولدي، العرب والمسلمون في مدغشقر، بالإضافة إلى العديد من البحوث وأوراق العمل ومئات المقالات التي نشرت في صحف متنوعة. و كان يشرف على تحرير مجلة الكوثر التي كانت بمثابة مرآة كاشفة لأحوال المسلمين بأفريقيا.