الوجيه قاسم درويش فخرو هو واحد من الشخصيات التي تفتخر بهم قطر، من كبار الطواويش وتجار اللؤلؤ، ومن وجهاء وأعيان قطر، رجل علم وتجارة واقتصاد. هو واحدا من أبرز رجالات الأعمال في قطر، وكان أول من ترأس لجنة إدارة التعليم والمعارف، وظل يؤم المصلين في جامع “الشيوخ” حتى أواخر حياته.

كانت للوجيه قاسم درويش فخرو  أياد بيضاء ممتدة لجميع أرجاء العالم الإسلامي حيث قام بنشر العديد من الكتب الدينية والعلمية. كما عُرِفَ بأخلاقه العالية، والتزامه الأخلاقي والدّيني إلى أبعد الحدود، وعرف بتواضعه وصدقه وطيب معشره وعلاقاته الدّولية الواسعة، وسعيه لأفعال البر والخير ومساعدة المسلمين في جميع دول العالم.

وللوجيه قاسم الدرويش أيادي بيضاء في العالم الإسلامي، حيث قام بنشر العديد من الكتب الدينية وتعتبر مجموعات شركات الدرويش واحدة من أكبر المجموعات في دولة قطر والتي تأسست عام 1911م.

نبذة عن أسرة آل فخرو

ينتمون إلى قبيلة آل فخرو التميمية، عرفوا أيضاً بـ “آل فخروه” حيث تحور الاسم إلى فخروه نسبةً إلى جدهم فاخر، القبيلة العربية ذات العراقة التي كانت وما قبل الإسلام مساكنها من وسط الجزيرة العربية إلى شرقها. وقد عرفوا باسم آل فخرو تماشياً مع لهجة عبد القيس والتي لا تزال سائدة لهجتها بين كثير من أهالي الخليج في شرقه وغربه.

استقر آل فخروه في قطر والبحرين خلال القرن السابع عشر، إثر اضطرارهم للانتقال من نجد، وذلك بسبب القحط الشديد وأحوال المنطقة في تلك الأزمنة ، مروراً بالعراق ثم إلى الشط، وأخيرا إلى قطر والبحرين حيث نزلوا في قطر بمنطقة نزوه المندثره حاليا وتمبك والظعاين وجزيرة حوار وقاموا بحفر وبناء العين المشهورة في الجزيرة منذ ثلاثة قرون، وتوزعوا على الخور والوكرة والجسرة والدوحة، بالإضافة إلى السعودية، والكويت، والإمارات العربية المتحدة.

كما كان لآل فخروه تجارة واسعة بين قطر والبحرين والقطيف ودارين والكويت والبصرة وبر فارس ومسقط وبومبي، مما ذاع صيتهم كتجار لؤلؤ وأسلحة وغير ذلك، وجعل بعض المناطق في الخليج ضمن دائرة احتكارهم التجاري.

ومن آل فخروه في قطر النوخذة محمد آل فخروه والذي قام ببناء العين وراء جزيرة حوار قبل ثلاثمائة عام.

أهل علم وتجارة

تعتبر أسرة آل فخروه من الأسر الكبيرة معروفة بـ”أهل العلم والتجارة” وذات وجاهة ومكانة، كما تحظى باحترام وتقدير الحكّام وسائر القبائل والعائلات، وهم عربٌ حنابلة من أهل السُنة والجماعة.

لعب بعض وجهائها دوراً كبيراً في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تاركين بصمات واضحة لهم وارتبطوا بعلاقات وثيقة وحميمة مع الأسر الحاكمة في كلٍ من قطر والبحرين والسعودية والإمارات العربية المتحدة. ينتسب آل فخرو إلى بني تميم وقد جاء ذكرهم في “دليل الخليج” القسم الجغرافي والذي ألفّه “لوريمر”، كما أن لآل فخرو مسجدا كبيرا وقديما في الدمّام بالمملكة العربية السعودية يسمى “مسجد الحنابلة“، عمره أكثر من مئة وعشرين عاما.

ساهم آل فخرو في بناء أسس الدولة الحديثة في قطر والبحرين والمملكة العربية السعودية، وكان كثير منهم صنّاع القرارات ومستشاري الأسر الحاكمة. عرفوا أيضا بتاريخهم الطويل في مجال العلم والتجارة، فمنهم محمد بن عبد الرحمن الحسن آل فخرو والذي لُقبّ بنص الدنيا لسعةِ علمه ومعرفته.

اتخذ آل فخروه المهن المُرتبطة بحياة البحر مهنا خاصة بهم، وذلك لكونهم تجارا وعاشوا حياتهم على السواحل بقطر والبحرين والمنطقة الشرقية والكويت. وإن من آل فخروه (مُلاًّك السفن) ومنهم (طواويش) و (نواخذة)، حيث ازدهرت تجارتهم ونمت لوجود تجارة بحرية متبادلة ما بين أقطار الخليج والهند وافريقيا.

من هو قاسم درويش فخرو؟

هو الوجيه قاسم (أو جاسم) بن درويش بن قاسم بن حسن بن محمد بن عبدالله الدرويش آل فخرو التميمي (1898 في الدوحة – 1992م). ولد – رحمه الله – في أواخر القرن التاسع عشر، وقد حفظ القرآن الكريم عندما كان في الحادية عشرة من عمره، وبعد حفظه للقرآن الكريم التحق بالمدرسة الأثرية التي افتتحها الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني (رحمه الله) عام 1917م وكان مديرها في ذلك الوقت الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع (رحمه الله)، وترأس –رحمه الله – لجنة المعارف خلال الفترة من عام 1951 م – 1956م، واستمر يؤم المصلين حتى أواخر حياته.

الوجيه قاسم درويش فخرو

كان الوجيه قاسم الدرويش فخرو  واحدا من أبرز رجالات الأعمال في قطر، وأسس العديد من الشركات وامتد نشاطه إلى عدد من دول الخليج العربي وارتبط بعلاقات جيدة مع كبار الشخصيات بدول الخليج والدول العربية والإسلامية، ويرجع ذلك إلى دراسته للفقه وترؤسه للجنة المعارف وإتقانه للثقافة العربية.

وقد بدأ حياته التجارية مساعدا لوالده بتجارة اللؤلؤ، وبرع في تصنيف اللؤلؤ الطبيعي واختلاف مستوياته وأنواعه، وأضحى مرجعا لأعيان البلاد وتجارها، وتطورت تجارته حتى أصبح من كبار طواويش المنطقة، وبعد تراجع أهمية هذه التجارة إثر ظهور اللؤلؤ الصناعي أسس مع إخوانه شركات تجارية.

ملك اللؤلؤ .. البارع في الخير

كان الشيخ قاسم درويش فخرو – رحمه الله – في حياته كلها محبا للخير لكل الناس، فعطف على الفقير، والمسكين، وآوى المحتاج وابن السبيل، واحتفى بالعلماء، واستضاف الملوك والرؤساء، فأحبته قلوب الخلق من رؤساء وعلماء وفقراء.كما بنى المساجد والمداس والجامعات، وساعد المؤسسات الخيرية الكبرى في العالم.

في مؤلفه “العز والفخرُ في ترجمة قاسم درويش فخرو” يقول الكاتب عبد الله السكرمي في مقدمة كتابه أن قاسم درويش فخرو “شخصية نادرة، فصاحبها قد جمع جوانب كثيرة من الخير وبرع فيها، فلم يطغ جانب على جانب، ففي بدايته ذهب إلى الكتاب –كعادة أطفال زمانه- فخرج من كانوا معه يحملون شيئا من كتاب الله، وخرج هو بالقرآن كله، وقد حُفظ على ظهر قلبه.

ثم هو مع هذا وقبل هذا يساعد والده في تجارته، التي كانت بسيطة بساطة ذلك الزمان، وكبيرة كِبَر الدوحة في ذلك الوقت فتعلم منه أصول التجارة، وعرف معنى الكسب الحلال. ثم تطلع إلى تجارة أهل زمانه (تجارة اللؤلؤ) الذي لا شك أن والده قد حصل على نصيب منها، فرافق التجار وركب معهم البحار، حتى عَرف هذه التجارة وأدرك خباياها، وتمكن من معرفة أسرارها، فصارت له منزلة بين هؤلاء التجار.

وأحب اللؤلؤ حبه بخلق الله، فحرص على أن يقتني أفضل أنواعه، وأجود مستوياته، فامتلك أنواعا فريدة منه، حتى صار لقبه في منطقة الخليج “ملك اللؤلؤ”.

بين التجارة والفقه الشرعي

الشيخ قاسم درويش فخرو وبجوار اهتمامه بالتجارة والاقتصاد، كان يدرس العلم الشرعي، من سيرة وفقه وحديث في المدرسة الأثرية، فكان من أنجب تلاميذها، ومن أحب طلابها إلى شيخها، العلامة محمد بن مانع.

وصار من أهل الثقة عند الحكام وكبار الشخصيات في بلاده، فلما أراد شيخ البلاد الشيخ حمد آل ثاني أن يبني أول مدرسة إصلاحية، كبداية لانطلاق عصر النهضة العلمية الحديثة، لم يجد أفضل من الوجيه قاسم ليسند إليه أمر إنشائها. وهو ما كان فعلا.

ثم تبعتها عمليات تطوير علمية أخرى، كان هو رئيس اللجنة المعنية بالتطوير هذه، فجدَّ في افتتاح المدارس، واستقطاب المعلمين الأكْفاء، حتى تفيأت البلاد ظلال حركته المباركة.

قاسم درويش والتعليم في قطر

قالت صحيفة “الوطن” القطرية أن الوجيه قاسم درويش فخرو هو من أسس التعليم النظامي في قطر. ويقول يوسف بن قاسم الدرويش في حوار له بصحيفة “الشرق” القطرية: ترأس الوالد جاسم الدرويش لجنة لتسيير التعليم في قطر من سنة 1954 حتى 1956، وأحضر مدرسين من مصر، لأن الحاكم طلب معلمين ذوي خبرة وبشروط معينة، وقد عيّن الوالد عبدالبديع صقر مديراً لدائرة المعارف وقت إشراف الوالد وكان ذلك في مقر إدارة المعارف في بيت جلمود وبجوار بيت محمد العثمان بمنطقة اليسرة (….)، وبعد مرور سنتين تقريباً، شعر والدي بالتعب من رئاسة اللجنة واعتذر عن مواصلته تسيير أمور التعليم. وبعد اعتذار الوالد تسلم وزارة المعارف الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الذي بدوره سلمها للشيخ جاسم بن حمد آل ثاني ، وهو أول وزير قطري قام بتطوير التعليم وعمل على توسعه في قطر”.

ويضيف يوسف بن قاسم الدرويش “كان هناك مدرسة للكتاتيب، بالإضافة إلى القرآن الكريم تدرس الخط العربي والإملاء، كما دخلت المدرسة المشهورة التي أسسها الوالد، وهي الإصلاح المحمدية، وكان أغلبية الطلبة من اليسرة، وقد أحضر الوالد مدرسين من الشارقة، لأنها كانت عاصمة الثقافة في تلك الفترة، أذكر منهم الرجل الفاضل رحمه الله محمد بن علي المحمود الذي عُيّن مديراَ للمدرسة.

قيل في الشيخ قاسم درويش فخرو

كان الشيخ قاسم درويش فخرو رجل من النماذج النادرة في هذا الزمان، حتى أنه قيل فيه بعض الشعر :

وجه الجزيرة قاسمٍ وبني العروبة والبشر

في وجهه الوضـاح آيات النبالةِ والوقر

شهم يفديه الجلال ويستجيب له القدر

فهو الملاذ لمن يلوذ وعوذ زائغة البصـر

وله على مر الدهور بقاء ترديد السيـر

سير الشهامة والكرامةِ والبطولة والظفر

عقـم الزمان فلم يجيء بمثله لمن انتظـر

وبعيدا عن مبالغات الشعراء أو غيرهم، تُحدثنا أعمال الشيخ قاسم فخرو المنتشرة في البلاد والمتنوعة الميادين عن هذه الشخصية التي حق لقطر أن تفخر به، كما افتخر بها.

أهمية شخصية الوجيه قاسم درويش

كان للوجيه قاسم درويش مكانته الاجتماعية المرموقة في قطر، حيث عُدّ من أبرز رجالاتها، ووجيها من وجهائها، عاصر خمسة حكام لقطر، وكان على صلة حسنة بهم جميعا، وترأس لجنة المعارف بتكليف من الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، التي تقوم بالإشراف على تطوير التعليم في قطر. وهو يعادل منصب وزير المعارف. ولا يمكن لباحث أن يكتب عن نهضة التعليم في قطر، دون أن يذكر أثر الوجيه قاسم في هذه النهضة. كما ارتبط بعلاقات جيدة مع كثير من ملوك ورؤساء وعلماء دول الخليج والوطن العربي والإسلامي، وقد عُرف لدى صغار قطر قبل كبارها، وفقرائها قبل أغنيائها، وامتدت شهرته إلى أقصى البلاد، وكانت أعماله الخيرية شاهدة له عند الله والناس.

ومن الجوانب العديدة التي جمعتها شخصية الوجيه قاسم درويش :

  1. في مجال التعليم: كان قائدا لمسيرة الإصلاح التعليمية في البلاد.
  2. في مجال الاقتصاد: أسس مع أخويه مجموعة مراكز تجارية أثرت في نهضة الاقتصاد القطري، وغطت مساحات كبيرة في دول الخليج العربي.
  3. في مجال العمل الخيري: ساهم في كثير من الأعمال الخيرية في نواحي قطر كلها، كما شارك في دعم المؤسسات الخيرية في جميع أنحاء العالم، وكان بذلك من ممثلي الجانب الخيري لقطر في العالم.

أهم سمات شخصية الوجيه قاسم درويش

اجتهد الكاتب عبد الله السكرمي في مؤلفه “العز والفخرُ في ترجمة قاسم درويش فخرو” ووضع عشر سمات لشخصية الوجيه قاسم درويش فخرو، نوردها مختصرة كالتالي:

1- الالتزام بالمنهج السلفي في الفكر والسلوك:

وهو المنهج الذي يُعني باتباع الدليل لا اتباع الرجال، والإقتداء بالرسول، في أقواله وأفعاله وتقريراته، والإقتداء بمنهج صحابته الكرام، تحكيما لقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب:21]. وقوله تعالى: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا}[البقرة:137]. وهو ليس قولا يقال، بل هو تطبيق وممارسة، وكان يغضب لله ورسوله. وأجمع أولاده على أن والدهم كان قليل الغضب، إلا فيما يتعلق بأمر من أمور الدين، فإنه يشتد غضبه.

2- التحلي بمنظومة من الأخلاق:

جعلته محبوبا لدى العامة والخاصة، وجذبت القلوب نحوه، حتى تمنى الناس التحدث معه، والقرب منه، وتمنى العمال العمل معه في شركاته.

3- الثقة بالنفس:

فقد كان يتميز بالمشاركة مع الآخرين والقدرة على الاحتكاك والمناقشة معهم بدون عامل ارتباك أو خوف، فكانت لأقواله قيمة أينما تواجد وعند من يجالس، ولم تتعدَّ هذه الثقة إلى الغرور.

4- التواضع وعدم الاغترار بالدنيا:

وهو مفتاح شخصيته، فإنك تراه عظيما في بلده، صاحب نفوذ قوي فيها، وثيابه ليست بالفارهة، ولا تحوطه تلك الدائرة المغلقة التي تحيط أصحاب النفوذ، ولا شخصيته تلك الشخصية المعقدة، التي يتهيب الناس من القرب منها، بل كان الإنسان الودود ذا الشخصية البسيطة، القريب من الناس، أبوابه مفتوحة لهم، يشعر بآلامهم، ويحزن لأحزانهم، ويشاركهم أفراحهم، حتى تشعر بأنه واحد من بينهم بل هو كذلك.

ومن تواضعه رحمه الله أنه كان يكره الإسراف في المديح، ولا يحب التصوير لظنه أن الصور تعظيم للشخص، وأن أي شخص مهما كان لا يستحق التعظيم.

5- العقلية التجارية:

فقد استطاع هو وإخوته أن يطوروا تجارتهم البسيطة، حتى تمتد لتصبح مراكز تجارية، عمت عددًا من بلاد الخليج، وساهمت في عدد من المشاريع الكبيرة.

6- الخبرة الحياتية:

فقد ولد قبل عصور نهضة قطر، حيث كانت قطر أرض قاحلة جرداء، ولكن كان الناس فيها قريبين من بعضهم، لا يفرقهم نسب ولا حسب. ربط بينهم الحب والمودة، والترابط والتآلف، في تلك الصحراء الحافلة بغريب من الظواهر، ومباغتات الأخطار، ولد قاسم الدرويش ونشأ وتفاعل وصبر على مكاره الحياة كلها، عاش تجارة والده البسيطة، فنمت عقليته التجارية، وعاش حياة التجار -وحياتهم كلها أخبار- وسافر كثيرا، كما أنه تعلم القرآن ودرس في المدرسة الأثرية، فنمت شخصيته الثقافية، وجالس الكبار والصغار، العلماء والجهلاء، كما أنه شارك في الحروب.

7- الصدق مع النفس:

فقد كان من القليل الذين تخلوا عن ذواتهم، وذابوا في الجميع من فقراء وبسطاء، ولم ير نفسه، ولا تكلم عن أعماله، ولا عن إنجازاته رغم ما صنع وأنجز، وهذا ما صعَّب أمر البحث، وجمع المعلومات عنه، إذ أن أهله حتى لا يعلمون عن طفولته أو حياته مع والده كثيرا، ولم يعرفوا عن مشاريعه إلا القليل، فلم يتكلم في هذا. بل كان حريصا على أن لا يمدح نفسه، أو يظهر عمله، ليُذم نفسه بذمام من التقوى.

8- الصدق مع الناس:

فكان يأتمنه الناس، ويثقون فيه، فشهد على معاملات كثيرة، وتدخل للصلح في مشكلات خاصة وكبيرة.

9- سخَّر حياته في خدمة الإسلام:

فقد عاش داعية لله بأقواله وأعماله، وكان قدوة لمن حوله، أمَّ الناس في الصلاة، ووعظ في المساجد، وكان مصلحا اجتماعيا، كما حرص على سلامة عقيديته، وعقيدة من حوله، فجنَّب المعارف كل فاسد الأخلاق مخدوش العقيدة. وكان يرى ذلك واجبًا دينيًّا تقتضيه المصلحة الشخصية له ولهم، وتتطلبه المصلحة العامة للوطن. إذ كيف يخرِّج قليل التدين شبابا نافعين لوطنهم وأمتهم.

10- سخر ماله ونفوذه في خدمة الإسلام:

فاستغل ماله في نشر العلم، وطباعة الكتب، والإنفاق على طلبة العلم المحتاجين، الذين نفعوا بلادهم وأمتهم بعد ذلك، كما أعطى الفقراء فأغناهم، وساعد المساكين فكفاهم، وآوى المعذَّبين في الأرض. كما ساهم في بناء كثير من المساجد، والمعاهد الدينية، والجامعات والكليات الإسلامية في قطر وخارجها. على نفقته أحيانا وبمساهمته أحيانا، وبمجهوده أحيانا أخرى.