لعل من أهم الكتب المعاصرة التي تناولت موضوع المخطوطات القرآنية، كتاب “مصاحف الأمويين .. نظرة عامة أولية” للباحث الفرنسي الشهير في المخطوطات القرآنية فرنسوا ديروش. ونظرا لأهمية هذا الكتاب، فقد صدرت ترجمة له مطلع السنة الجارية عن دار “نهوض” للدراسات والبحوث، تحت عنوان “مصاحف الأمويين: نظرة تاريخية في المخطوطات القرآنية المبكرة”.

كتاب “مصاحف الأمويين: نظرة تاريخية في المخطوطات القرآنية المبكرة” هو ترجمة لكتاب الباحث الفرنسي الشهير فرنسوا ديروش “مصاحف الأمويين .. نظرة عامة أولية” (Qur’ans of the Umayyads: A First Overview).

ويعدّ هذا الكتاب من أهم الدراسات المعاصرة التي تسلّط الضوء على المخطوطات الأولى للنصّ القرآني.

ويهدف الكتاب، الذي ترجمه إلى العربية الباحث حسام صبري، إلى تقديم لمحة عامّة عن المخطوطات القرآنية التي دُوّنت خلال العصر الأموي، أي خلال القرن الأول من تدوين آيات القرآن الكريم بعد أن كانت في السابق تتناقل شفهيا عبر حَفَظتها.

وجاء في تقديم ترجمة الكتاب لمركز “نهوض” للدراسات والبحوث، أن ترجمة كتاب “مصاحف الأمويين” عبارة عن “ترجمة متخصصة على يد الدكتور حسام صبري، عضـو هيئـة التدريس بقسـم الدراسـات الإسلامية باللغـة الإنجليزية بكليـة اللغات والترجمة، جامعة الأزهر، لتقدم النص بحلة بهية وعبارة دقيقة وتثريه بهوامش تزيد النص الأصلي جلاء وغنى”. وأن هذا الكتاب “يأتي في سـياق عناية مركز نهوض باستكشاف المناهـج البحثية الجديدة في حقل الدراسـات اإلسلامية والتاريخية”.

من هو فرانسوا ديروش؟

فرانسوا ديروش عالم ومستشرق فرنسي، متخصص في دراسة المخطوطات القديمة، والباليوغرافيا (علم قراءة النصوص القديمة)، وهو أستاذ كرسي دراسة “تاريخ النص القرآني ونقله” في “الكوليج دي فرانس”(أرقى مؤسسة بحثية بفرنسا)، وأحد ألمع الأساتذة المبرّزين في علوم المخطوطات القرآنية وعلوم الكتابة القديمة عمومًا. حصل على شهادة التبريز في الآداب القديمة سنة 1976م، ثم على دبلوم الدراسات المعمّقة في علم المصريات سنة 1978م.

تولَّى ديروش التدريس في المعهد الفرنسي للدراسات الأناضولية بإسطنبول بين سنتي 1983م و1986م، ليُستدعى بعدها إلى سويسرا من أجل منحة عملٍ ضمن فريق علمي في “مؤسسة ماكس فان برشمان” بجنيف من 1986م إلى غاية 1988م. ولدى عودته إلى فرنسا، زاول عمله بصفته مديرًا للدراسات بالمدرسة التطبيقية للدراسات العليا، في قسم العصور القديمة والمخطوطات العربية بدءًا من سنة 1990م. ومنذ عام 2015 فهو أستاذ كرسيّ تاريخ القرآن، بالمكتبة الوطنية بباريس.

من أهم أعماله ومؤلفاته:

  1. دليل المخطوطات العربية  1983
  2. الكتاب العربي المخطوط: مقدمات تاريخية 2004
  3. القرآن، ضمن سلسلة: ماذا أعرف؟2004-2009
  4. النقل الكتابي للقرآن في بدايات الإسلام (المخطوط الباريزينو- بتروبوليتانوس) 2009
  5. الصوتُ والقلمُ 2016
  6. قرآن الأمويين، نظرة أولية 2013

“إنجازات” ديروش في “مصاحف الأمويين”

يهدف هذا كتاب “مصاحف الأمويين” -كما يوحي عنوانه- إلى تقديم لمحة عامّة عن المخطوطات القرآنية اللاتي أُنتجت خلال العصر الأموي، أي: خلال القرن الأول من تدوين القرآن وحضوره كوثيقة مكتوبة.

وقد جال العديد من الكتاب والباحثين في ثنايا هذا الكتاب، ومن بينهم الخبير بالمخطوطات القرآنية ياسين دتون الذي تناول أهم مفاصله وعلّق على بعض مساحاته. وهو يعتبر أن إحدى إنجازات ديروش العظيمة على مر السنين أنه قدم تقسيما زمنيا للمخطوطات المتعلقة بتلك الحقبة، وهو ما انعكس على عمله المتعلق بكتاب “مصاحف الأمويين”، الذي يهدف – كما يشير مؤلفه في مقدمته- إلى “توفير معلومات جديدة ورؤى جديدة حول تاريخ المصحف خلال العصر الأموي”. ويقول دتون أن الكتاب يقوم بذلك وأكثر، ويوصي بالاطلاع عليه خاصة المهتمين بالمخطوطات القرآنية المبكّرة.

رحلة في تاريخ المخطوطات القرآنية

ويعد حفظ النص القرآني كما هو منزّل على النبي محمّد عليه الصلاة والسلام، حقيقةً مُسلّمة لدى كل المسلمين. إلَّا أن البحث التاريخي الذي يعرضه الكتاب لا يقف عند هذه الحقيقة المعلومة، بل يأخذنا في رحلة مشوّقة في تاريخ المخطوطات القرآنية المبكّرة، والتي تعود إلى العصر الأموي، وربما إلى ما قبله.

فيدرس ديروش في بحثه أساليب كتابة تلك المخطوطات، وإعجام الحروف واختلاف شكلها بحسب الأقاليم والكُتّاب. كما يستدل من المخطوطات الأولى على أنواع الحبر والورق ومختلف المواد المستعملة في النسخ، ومراحل تطور فنون الكتابة عبر الأجيال، مؤكداً بذلك دور المخطوطات في إثبات مصداقية ما ورد في النص القرآني والتراث الإسلامي عبر المرويات والنقل الشفوي.

كما يقارن المؤلف بين العديد من المخطوطات القرآنية المبكّرة، وما مرّ بها من تغيّرات في حقبة زمنية وجيزة، من ناحية أسلوب إخراج الصفحة وتسطيرها وزخرفتها، والخط المستخدَم في كتابة النص القرآني، بالإضافة إلى نوع المادة التي يُسطّر عليها النصّ كالجلود والرَقّ وغيرها.

وتتيح مقدمة الكتاب تلخيصًا للخطوط العريضة والمواضيع الرئيسة التي سيتم تناولها، مع التركيز بشكلٍ خاصٍّ على مسألة التأريخ؛ بمعنى آخر، كيف يكون المرءُ واثقًا مِن أنّ مخطوطة كتابيّة ما تنتمي فعلًا للعصر الأموي، وحيث إنّ الهوامش غالبًا ما تكون غير موجودة، خاصّة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الوريقات الأولى والأخيرة من المخطوطات عادة ما تكون مفقودة، فإنّ المرء بصدد البحث عن علامات توضيحية أخرى للاعتماد عليها، مثل: علم المخطوطات القديمة، فقه اللغة، تاريخ الفنّ، والتأريخ باستخدام تقنية الكربون المُشِعّ.

نسخ القرآن في الحقبة الأموية

في الفصل الأول من الكتاب، يتناول ديروش موضوع “نسخ القرآن في بواكير الحقبة الأموية كأقدم مجموعة مخطوطات قرآنية”. حيث يركّز على واحدة من أوائل المخطوطات الأموية، إن لم تكن الأولى على الإطلاق، والتي تم الاحتفاظ بمعظم أجزائها في باريس وسان بطرسبرج.

ويتناول في الفصل الثاني موضوع كتابة القرآن الكريم في مخطوطة حجازية (بالخط الحجازي). ويتأمّل فيه ديروش المصاحفَ الحجازية التي تسهم في فهم القواعد التاريخية لإنتاج المخطوطات القرآنية، ومن بين المخطوطات الواردة يركّز ديروش على ذكر ثلاث منهن باهتمام؛ واحدة محفوظة الآن في إسطنبول، وواحدة في لندن، وثالثة في سان بطرسبرج.

كما يتناول الكاتب أيضاً مناقشة مخطوطات أخريات في كل من صنعاء في اليمن والقيروان في تونس. إذ يشير المظهر العام لهذه المخطوطات، وخاصة أسلوب الكتابة اليدوية، إلى أقدم مجموعة مخطوطات قرآنية، وهي تتطابق مع أساليب التدوين في كتابة المخطوطات في الفترة الأولى. ومن المرجح أيضاً أن تلك المخطوطات تعود إلى ما قبل الربع الأخير من القرن الأول، أي إلى ما قبل عام 695 للميلاد (في عهد عبد الملك بن مروان).

تغيّر شكل المصحف

في الفصل الثالث يناقش الكاتب موضوع “تغيّر شكل المصحف”. ويدرس فيه المؤلف بشكل خاص مخطوطتين كبيرتين ذات تنسيق عمودي، ما يوضح مرحلة لاحقة من تطوّر ضبط وتشكيل القرآن الكريم وإصدار المخطوطات. وهاتان المخطوطتان يصفهن الكاتب على أنهن “مخطوطات دمشق الأموية”، واحدة منهما محفوظة في إسطنبول والثانية المسماة بـ “المخطوطة الأموية للفسطاط”، محفوظة في سان بطرسبرج وباريس.

وتظهر في المخطوطتين المذكورتين دوائر زخرفية واضحة جدا في الصفحات بين سور القرآن الكريم، وضمّت معظم تلك الزخارف أنماطاً نباتية من أوراقٍ منمنمة، وأنماطاً معمارية من خانات منمنمة أيضاً. ومن خلال تلك الأنماط يُمكن تأريخ تلك المخطوطات بأنها تعود إلى العصر الأموي.

ويصف ديروش أن الأمويين “أصدروا برعاية رسمية المصحف الجديد (بتلك الزخارف)، بهدف تحدّي الكتاب المقدّس المسيحي الذي كان فاخراً في مظهره”.

تعدّ المخطوطات المذكورة الأبرز من بين مخطوطات رائعة قدّمها المؤلف في هذا الكتاب، والتي أراد من خلالها أن يبيّن للقارئ بأن المخطوطات الأموية المبكّرة للمصحف كانت أكثر ضبطاً ودقّة من المخطوطات السابقة

المنسخ الإمبراطوري

ويرى المؤلف في الفصل الرابع (الأخير) الذي يناقش موضوع “المنسخ الإمبراطوري”، أن ثمة مخطوطتين كبيرتين نالتا شهرة بين المتخصصين، الأولى وهي مخطوطة ضخمة محفوظة في دبلن، والثانية أقل ضخامة ولكن ربما كانت معروفة بشكلٍ أفضل، وأشار إليها المؤلف باسم “المخطوطة الأموية في صنعاء”، وهي محفوظة في صنعاء.

ويقول ديروش في النسختين: “إن كلًّا من نسخة صنعاء ومخطوطة دبلن قد تم إنتاجهما خلال العقود الأولى من القرن الثامن، تحت حكم الأمويين وربما في سياق رسمي. وفي هذه المرحلة من إنتاج المخطوطات الأموية، كان الاهتمام بالمظهر الفاخر للكتاب المقدّس  قد انعكس على المصحف من الداخل والخارج. فكان المصحف ذا حجم كبير (المظهر الخارجي)، ونصوصه كانت مكتوبة بشكل جميل (المظهر الداخلي)  وبذلك نشأت ثقافة حقيقية لشكل المصحف”.

وتعتبر المخطوطات المذكورة سالفاً هي الأبرز من بين مخطوطات رائعة قدّمها المؤلف في هذا الكتاب، والتي أراد من خلالها أن يبيّن للقارئ بأن المخطوطات الأموية المبكّرة للمصحف كانت أكثر ضبطاً ودقّة من المخطوطات السابقة التي تم وضعها خلال حقبة الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان، على الرغم من أهمية الأخيرة بالطبع في الحفاظ على النص القرآني، وذلك لأن “علامات التشكيل كانت قليلة فيها، وكذلك حروف العلّة والضوابط اللفظية. وبذلك لم يقدّم النصّ الحلّ الذي كان يرمي إليه عثمان وفقًا للتقليد الإسلامي” وفق المؤلف ديروش الذي خَلُص في كتابه إلى أن المصحف الصادر في الحقبة الأموية أعطى ذلك الحلّ للمسلمين.

ضرورة عزو المخطوطات للعصر الأموي!

خاتمة كتاب “مصاحف الأمويين” تلخّص التوجه الرئيسي للعمل، وهو أنّ العديد من المخطوطات يمكن -بل ويجب- أن تُعْزَى إلى العصر الأموي، وأنه خلال تلك الفترة يُلاحظ وجود اثنتين من التقسيمات الرئيسة: فترة نشطة فيما قبل عبد الملك، وتتميّز بنسخٍ أقلّ تطورًا، وفترة نشطة أتت فيما بعد عبد الملك، وتتميز بأسلوب أكثر توحيدا في الكتابة بخطّ اليد وكثير من الإضاءة. أو كما يقول ديروش: “على الأرجح أنّ هناك تغييرًا قد حدث في عهد عبد الملك (من 65/685 إلى 86/705)، وقد حُسب فيها حساب (مشروع مصاحف) الحجاج (بين 84/703 و85/704)، وتعكس تلك التغيّرات قلقَ الأمويين وتدخّلهم في النصّ القرآني، ومن الواضح أن التدخّل كان له هدفان، الأول: هو تحقيق أكبر قدر من النظاميّة. والثاني: هو دعم هيبة الأسرة الحاكمة.

ويشعر المرء إزاء فهم ديروش، لاهتمام عثمان بن عفان بالوقوف على نصّ موحّد يمنع المسلمين من التقاتل حول كتبهم المقدّسة بنفس الطريقة التي قام بها اليهود والمسيحيون، أنه فهمٌ محدودٌ نوعًا ما. يقول ديروش: “مع وجودِ عددٍ قليلٍ جدًّا من علامات التشكيل، وحروف العلّة والضوابط اللفظية، فإنّ النصّ لم يكن يقدّم الحلّ الذي يرمي إليه عثمان وفقًا للتقليد الإسلامي”.

تصريحات هجومية لديروش

الحديث عن كتاب “مصاحف الأمويين”، يجرنا إلى مقابلة مع مؤلفه الدكتور فرانسوا ديروش حول المصاحف الأموية أجراه معه الدكتور كيث صمويل باسم “جمعية الدراسات القرآنية” IQSA ، حيث أطلق ديروش تصريحات هجومية بأن مصاحف الأمويين دليل على تباين النص القرآني، وتأثير ذلك في تطوير القراءات، ويدلل على أن النص لا يزال رخوا خلال العقود الأولى من الحكم الأموي.

يقول ديروش أنه أراد استكشاف سياق أوسع للعصر الأموي وتقديم تسلسل زمني للفترة ذاتها، ويؤكد أن المواد المستخدمة غير مؤرخة، وأنه كان عليه أولًا تحديد الأساس الذي يمكنه من تأريخ المخطوطات غير المنشورة إلى حد كبير لأكثر من ثلاثة عقود، مراجعته قادته إلى مراجعة وتعميق تصنيفي السابق بالنسبة لنصوص المخطوطات، وكان عليه على سبيل المثال، أن يخذ “موقفا أكثر حذرا” بالنسبة للمخطوطات المكتوبة بخط النسخ الحجازي القديم مما كانت عليه في كتالوج عام 1983 الذي جمعته المكتبة الوطنية.

ويقول ديروش أن كتابه “مصاحف الأمويين” لا يقدم تسلسلا زمنيا للمخطوطات فحسب، بل يتحدى بعض وجهات النظر حول عملية التقديس، لأنه – كما يقول -يدلل على أن تطور النص بخط اليد تطور بوتيرة سريعة، وخاصة قواعد الإملاء في القرآن، ويدلل على أن النص لا يزال رخواً خلال العقود الأولى من الحكم الأموي.

فك الغموض تجاه المصاحف الأموية

و عن سؤال:كيف ترى ذلك كاستعلام بمجالات أوسع في الدراسات الأموية وتاريخ الفن الإسلامي؟ يجيب ديروش قائلا: “يقدم الكتاب عناصر جديدة لتاريخ الكتابة العربية ويدلل على أن النهج الباليوغرافي أداة حاسمة لدراسة هذه الفترة، الأوراق السابقة، على سبيل المثال التي قدمها فون باثمر، تمكن من إدخال عناصر جديدة في تاريخ الفن الإسلامي خلال تلك الفترة ويقدم هذا الكتاب نظرة أوسع في هذه المسألة: أنه سيكون من الممكن الحديث عن الفن الأموي في الكتاب.

ويضيف “وهذه النظرة الأولى حول إنتاج المخطوطات القرآنية تحت الحكم الأموي كما توفر رؤية جديدة نحو موقف النخبة الحاكمة حول القرآن، ككل، وسوف تجلب مجموعة متنوعة من الشهود المباشرين الجدد إلى وعي هؤلاء الذين يبحثون في التاريخ المبكر للقرآن”.

وفي نهاية المقابلة يتمنى ديروش أن يكون قد تمكن من الجدال بشكل مقنع في تصويب إسناد بعض مخطوطات العصر الأموي، ويؤكد أن الفصل الأخير لا يمكن إلا أن يفتح على مسألة الانتقال من الأمويين إلى العباسيين، ويقول: “آمل أن يساعد هذا على بدء بحث جديد من هذه اللحظة، والتي لا يزال يكتنفها الغموض إلى حد كبير بقدر ما نستشعره من قلق تجاه مخطوطات المصاحف الأموية”.

ملاحظات لا بد منها

وفي الأخير، فإن كتاب “مصاحف الأمويين” على الرغم من أهميته، إلا أنه قد يتضمن بعض الاختلافات والمضللة في نظر العديد من الباحثين مثل الباحث المغربي عبدالرزاق هرماس، بدءا من ترجمة عنوانه، حيث يرى أن أنسب ترجمة له إلى العربية هي:”مخطوطات مصاحف من العصر الأموي، نظرة أولى) والكتاب يشكل الجزء الأول من مشروع يشتغل فيه المؤلف، ويتضمن العديد من المصطلحات التي يعتبر تفسيرها مختلفا، فكلمة tradition  في اللغات الغربية قاطبة لا تعني (تقاليد) بل لها معاني كثيرة تختلف باختلاف السياق، منها ما يُقصَد بالتقاليد التراث النبوي بما في ذلك القرآن الكريم حيث يعتبرونه من تأليف النبي محمد صلى الله عليه وسلم) .

أما علم الباليوغرافيا paléographie أوpaleography  فترجمته القريبة هي “علم الكتابات القديمة”و لا يعتبر نهجا “النهج الباليوغرافي paleographic”… وقد نشأ وتطور انطلاقا من دراسة نصوص التوراة والأناجيل القديمة المكتوبة بالآرمية واللاتينية والرومانية القديمة والكنعانية. كما أن علم (الباليوغرافيا)مختلف تماما عن “علم الرسم القرآني”و لا يوجد أي تقاطع بينهما، فهو يهتم فقط بالجانب المادي من الوثيقة (رقعة أو بردي…، نوع المداد،طريقة الكتابة،التزيين إن وجد، تمييز خطوط الكتابة،ختام المخطوط…).

بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الباحثين يعتبرون أن فرانسوا ديروش ينطلق في دراساته عن القرآن التي ابتدأت 1978م من منطلق لائكي، وهو يتربع على عرش الاستشراق الفرنسي المعاصر.

أما عن الفائدة من الكتاب فيرى هؤلاء بأنها تتمثل في أمرين:

  1. تكذيب ما دأب عليه المستشرقون الى عهد قريب من ادعاء أن القرآن يرجع الى القرن الرابع للهجرة.
  2. الكتاب يشجعنا على خدمة المصاحف العتيقة وما أكثرها، بل إن أحد أهم المصاحف التي اشتغل عليها ديروش وترجع الى بداية العصر الأموي سماه:(PARISIANO) أصله يرجع الى مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة قبل أن يصل الى المكتبة الوطنية في باريس خلال القرن 19 كما ذكره ديروش نفسه.

مصادر

  • قرآن الأمويين، نظرة أولية، 2013 – Qur’ans of the Umayyads: A First Overview،
  • ضبط الكتابة – حول بعض خصائص مصاحف الفترة الأموية، مقالة لفرانسوا ديروش
  • مقابلة صحفية مع فرانسوا ديروش
  • ترجمة وتقديم “مركز نهوض للدراسات والبحوث” للكتاب