استكمالا لما كنت قد طرحته حول تصنيف الجامعات (شنغهاي وغيرها)، أود التوقف هذه المرة عند تصنيف المجلات العلمية التي ” يُعتد” بالاقتباس منها كمؤشر على مستوى المجلة، ويتم تصنيف المجلات استنادا لمؤشرين( بشكل رئيسي) وهما :

 

1 impact factor (معامل التاثير) وهو أحد معايير التقييم ، لكني أرى فيه بعض الظلم لبعض الباحثين، فهذا المعيار يعتمد بشكل كبير على عدد مرات الاقتباس(citation) كما تعرضهWeb of Science citation index ، وهو أمر فيه مشكلات مثل:

أ‌- يرتبط معامل التأثير ارتباطاً وثيقاً بالمجال العلمي للمجلة التي يعبر عنها، فمثلاً تتراوح نسبة الاستشهاد في أول سنتين من تاريخ نشر البحث بين 1-3 بالمئة في المجلات المتخصصة في الرياضيات والفيزياء، بينما تتراوح بين 5-8 بالمئة في المجلات المتخصصة في علوم الأحياء، ونفس التباين نجده في العلوم الاجتماعية والانسانية

ب‌- يعبر معامل التأثير عن معدل الاستشهادات التي يتلقاها البحث الواحد، مما يعني إنه لا يتبع توزيعاً احتمالياً طبيعياً ، لذا فإن استخدام المتوسط الحسابي لا يعبر بشكل صحيح عن هذا التوزيع الاحتمالي.

ت‌- يمكن للعديد من الأبحاث -خاصة ذات معامل التأثير المنخفض- أن تكون الكثير من استشهاداتها لأبحاث كتبت من قبل نفس مؤلف البحث (وهو ما يعرف بالاستشهاد الذاتي،أي ان الباحث يعيد الاقتباس من نفسه( ، ويدور جدل حول مدى تأثير ذلك على صحة مدلول معامل التأثير بشكل عام .

ث‌- يمكن للمجلة أن تقوم بنشر عدد أكبر من الأبحاث ذات الطابع المسحي، والتي تقوم بتصنيف الأبحاث في مجال معين دون تقديم إضافة علمية جديدة، وعادة ما يتم الاستشهاد بهذا النوع من الأبحاث بشكل أكبر بكثير من غيرها من الأبحاث التي تقدم إضافة علمية جديدة مما يرفع من معامل التأثير لهذه المجلة ويرفع ترتيبها ضمن المجلات في مجالها العلمي.

ج‌- عند حساب معامل التأثير تتم قسمة مجموع الاستشهادات على عدد المواد القابلة للاستشهاد بها، ويمكن لبعض المجلات أن تقلل من عدد المواد التي تعتبرها قابلة للاستشهاد من أجل تضخيم معامل التأثير، فهناك جدل حول ما يمكن اعتباره قابلاً للاستشهاد وما لا يمكن اعتباره كذلك، كافتتاحية المجلات التي تقوم بعض البحوث بالاستشهاد بها مع أنها قد لا تعتبر مادة قابلة للاستشهاد عند حساب معامل التأثير.

ح‌- آلية احتساب الاقتباس، فعلى سبيل المثال تقوم الجامعات السعودية بتقديم منح لباحثين غربيين مشهورين للتشارك مع باحثين سعوديين في بحوث مشتركة، وهو ما يقود إلى زيادة عدد الإشارات لتلك الاقتباسات وتحسين نقاط الجامعة التي ينتمي لها الباحث السعودي.

2-الترتيب:Ranking – ويتم الترتيب للمجلات استنادا لعدد من المعايير وهي:

أ- Eigenfactor: وتعني عدد الاقتباسات الواردة في مجلة مشهورة.

ب- impact factor : عدد الاقتباسات بشكل عام نسبة لما يصلح للاقتباس أو الاستشهاد به

ت- h-index : عدد من يتم تصنيفهم في رتبة العلماء من الذين يكتبون في المجلة.

ث- Expert survey: إجراء استطلاعات رأي للخبراء لتحديد مكانة(رتبة) المجلة.

هـ- Publication power approach:عدد المرات التي نشر فيها العلماء البارزون.

و- Altmetrics : الإشارة لها من قبل صفحات العلماء في مواقع التواصل الاجتماعي.

وأعتقد أن المعيار الثاني أكثر دقة وشمولية رغم تحفظي على بعض جوانبه، ولكن اعتماده يغير كثيرا من تصنيف الجامعات وتصنيف المجلات خلافا لما هو سائد في Thomson Reuters Web of Science أو غيره.