للصلاة آداب كثيرة منها :

1ـ الخشوع وحضور القلب : وهي من أهم الأمور التي يجب مراعاتها ، بسكون الأطراف والجوارح، فلا يشتغل المصلي قلبه بأي شيءٍ خارج صلاته ، ولا يلتفت يميناً ولا شمالاً ، لا ببصره ولا بقلبه . قال تعالى: { قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون } سورة المؤمنون : 1 -2 .

” قد أفلح ” أي : دخل في الفلاح ، “خاشعون” أي : خاضعون متواضعون متذللون لعظمة الله عز وجل ، لا يرفعون أبصارهم عن مواضع سجودهم .

2 – تحسين الهيئة قبل الدخول في الصلاة ، وأخذ الزينة باختيار الملابس النظيفة والتعطر والتسوك.

قال تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) الأعراف :31 .

3- قضاء الحاجة ، والحوائج الهامة قبل الصلاة ، لتفريغ القلب مما سوى الله عز وجل .

عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” لا صلاةَ بحضرةِ الطعام ، ولا هو يُدافعه الأخْبثان ” رواه مسلم.

4 – لزوم السكينة والوقار، والهدوء والأناة عند الإقبال لأداء الصلاة.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ” متفق عليه.

5 – تجنّب الالتفات أثناء الصلاة .

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله عن الالتفات في الصلاة ؟ فقال : ” هو اخْتلاسٌ يختلسه الشيطان من صلاة العبد ” . رواه البخاري.

6- النظر إلى موضع السجود ، وتجنب رفع البصر إلى السماء.

فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما بال أقوام يرفعون أبصارهم الى السماء في صلاتهم ؟ فاشتد قوله في ذلك حتى قال : ” لينتهنّ عن ذلك أو لتخطفنّ أبصارهم ” رواه البخاري.

7- التفكر والتدبر لمعاني الآيات والأذكار، وتجنب الغفلة والسهو في الصلاة.

قال تعالى : ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) . الماعون.

وعن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إنّ الرجل ليَنصرفُ وما كُتِب له إلا عُشرُ صلاته، تُسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها ” رواه أحمد وأبو داود.

8 – الإطمئنان في أداء الصلاة ، وتجنب العجلة في أركانها وحركاتها.

فعن عثمان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” ما من امرئ مسلم تَحضره صلاةٌ مكتوبة ، فيُحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ، ما لم تُؤت كبيرة ، وذلك الدهر كله ” رواه مسلم.

9- مدافعة التثاؤب والسعال والعطاس والجشاء ، أثناء الصلاة ما استطاع ، وخفض الصوت بها إنْ صدرت.

فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” التثاؤبُ في الصلاةِ من الشيطان ، فإذا تثاءبَ أحدُكم ، فليكظم ما استطاع ” رواه البخاري.

10-  الإسراع في أداء الصلاة أول الوقت ، وعدم تأخيرها الى آخر الوقت تكاسلاً بلا عذر ، لأنه خلاف صفات المؤمنين .

قال تعالى في وصف المنافقين : ( وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ ) التوبة : 54 .

وعن ابن مسعود قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم :أيّ الأعمال أفضل؟ قال : ” الصلاةُ على وقتها “. قلت : ثم أي ؟ قال : ” برّ الوالدين ” قلت: ثم أي؟ قال : “الجهاد في سبيل الله “. متفق عليه.

11- الجلوس في المُصلَّى عقب كل صلاة مكتوبة ، للاستغفار والذكر والدعاء .

فعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” منْ سبّح لله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين ، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين ، وكبّر الله ثلاثا وثلاثين ، وقال تمام المائة ، لا اله الا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، غُفرت خطاياه ، وإنْ كانت مثلَ زَبَد البحر ” رواه مسلم.

وعن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال : ” يا معاذ ، والله إني لأحبك . ثم قال : أوصيك يا معاذ ، لا تدعنّ في دبر كل صلاة تقول : اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” رواه أبو داود والنسائي .

12-المحافظة على أداء السنن التابعة للفرائض ، وعدم التهاون بها وتركها ، لأنها زيادة في التقرّب الى الله تعالى ، وجبران لما نقص من الفرائض .

فعن رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” ما من عبدٍ مسلم يُصلي لله تعالى كل يومٍ ثنتي عشرة ركعة ، تطوعاً غير الفريضة ، إلا بنى الله له بيتاً في الجنة ” رواه مسلم.

13- يستحب إنتظار الصلاة بعد الصلاة، كانتظار صلاة العشاء بعد أداء صلاة المغرب ، واغتنام هذا الوقت بالذكر أو قراءة القرآن وحفظه أو طلب العلم وحضور مجالسه.

فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لا يزالُ أحدُكم في صلاة ، ما دامتِ الصلاةُ تحبسه، لا يمنعه أنْ ينقلب الى أهله إلا الصلاة ” متفق عليه.