أشار النبي صلّى الله عليه وسلم في عدة أحاديث إلى  أحب الأعمال إلى الله عز وجل.

منها ما روته عائشة رضي الله عنها قالت: كان للنبي صلى الله عليه وسلم حصيرٌ، وكان يُحجرُهُ بالليل، فيُصلي فيه، ويبسطه بالنهار، فيجلسُ عليه، فجعل الناسُ يثوبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يصلون بصلاته، حتى كثروا، فأقبل، فقال: “يا أيها الناس، خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يملُّ حتى تملَّوا، وإن أحبَّ الأعمال إلى الله ما دام، وإنْ قلَّ. .

يقول الإمام ابن رجب الحنبلي:  المُشار إليها في أول الجزء من رواية عائشة إِلَى أنَّ أحبَّ الأعمال إِلَى الله عز وجل، شيئان:

أحدهما: ما داوم عليه صاحبه وإن كان قليلاً .وهكذا كان عمل النبيّ صلّى الله عليه وسلم وعمل آله وأزواجه من بعده، وكان ينهى عن قطع العمل..

والثاني: أنَّ أحبَّ الأعمال إِلَى الله ما كان عَلَى وجه السداد والاقتصاد والتيسير دون ما كان عَلَى وجه التكلف والاجتهاد والتعسير.

كما قَالَ تعالى: { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [البقرة: ١٨٥].

وقال تعالى: { مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ } [المائدة: ٦].

وقال تعالى: { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } [الحج: ٧٨].

الصلاة في وقتها

والصلاة في وقتها من أفضل الأعمال إلى الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أفضل الأعمال الصلاةُ في أول وقتها” صحيح (أبو داود والترمذي) .

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة: من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن، وصام رمضان، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلاً، وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه، وأدى الأمانة، قالوا: يا أبا الدرداء! وما أداء الأمانة؟ قال: الغسل من الجنابة” (صحيح أبي داود).

والمقصود بقوله: (مواقيتهن) أي: المحافظة عليها في أوقاتها .

قضاء الحاجات

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (أحبُ الناس إلى الله أنفعهمُ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخلهُ على مسلم، أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنهُ ديناً، أو تطرد عنه جوعاً ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجةٍ أحبُ إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كفّ غضبه، ستر الله عورته، ومن مشي مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها لهُ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخلُ العسل) (رواه الطبراني في الكبير، وابن أبي الدنيا) .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سروراً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطعمه خبزاً ” حسن (رواه البيهقي وابن أبي الدنيا) .

 ذكر الله

ذكر الله أيضا من أفضل الأعمال للعبد قال تعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } [ البقرة: ١٥٢]

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه ومن أفضل الله “أحب الأعمال إلى الله تعالى : أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله” (حديث حسن)

و سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ فقال: أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله . أخرجه البخاري

مرفوعا “ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل ” رواه الإمام أحمد .

قال ابن القيم في الوابل الصيب عن فوائد الذكر : وفي الذكر أكثر من مائة فائدة فهو مفتاح لكل خير يناله العبد في الدنيا والآخرة فمتى أعطى الله العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضله بقي باب الخير مرتجا دونه.