في كتابه الموسوم بـ “محاسن الإسلام.. نظرات منهجية“، يقدم لنا الكاتب السعودي أحمد بن يوسف السيد مجموعة من النظرات والقضايا المنهجية التي يمكن أن يُتوصل بها إلى إحكام الحديث عن محاسن الإسلام والكشف عنها بطريقة منطقية تصمد أمام زوابع التشكيك التي تحاول -عبثاً- أن تعصف بالدين الإسلامي الحنيف وتظهره على أساس أنه نظام لا يصلح للحياة.

إن كتاب “محاسن الإسلام.. نظرات منهجية” -الذي نحن بصدد الحديث عنه- ليس أول كتاب يسعى إلى الكشف عن محاسن الإسلام بل سبقته كتب عديدة إلى هذا الميدان، ويقارئ هذا الكتاب يلاحظ أن المؤلف قد اطلع على عدد من تلك الكتب والدراسات، ولكنه صرّح في فاتحة كتابه أنه لم يجد من تناول محاسن الإسلام “بصورة تأصيلية تعين على تكوين نظرة منهجية شمولية يُتوصل بها إلى حِجاج المخالفين على وجه متين”.

ويبدو أن غياب التأصيل في الدراسات السابقة -حسب وجهة نظر الكاتب- حول موضوع محاسن الإسلام هو الذي دفعه إلى تأليف كتابه “محاسن الإسلام.. نظرات منهجية“، الذي ركز فيه على الأصول والكليات التي ينطلق منها الحديث عن محاسن الإسلام، متجاوزاً المحاسن التفصيلية للطهارة والصلاة والنكاح والطلاق وسائر الأحكام الشرعية والأمور العقائدية، وقد أرجع المؤلف السبب في تجاوز هذه المحاسن إلى أن كتابه “ليس استقصائياً للمحاسن، وإنما هو نظرات وقضايا منهجية يُتوصل بها إلى إحكام الحديث عن محاسن الإسلام”، وسنعرض في هذه المقالة القضايا المنهجية التي اختارها المؤلف واحدة تلو الأخرى.

مسالك التعريف بمحاسن الإسلام

قبل الدخول في تفاصيل الكتاب وقضاياه المنهجية، لا بأس بالإشارة إلى أن مسالك المؤلفين في موضوع محاسن الإسلام كانت متعددة، فهناك من تناول محاسن الإسلام على طريقة أبواب الفقه، مثل أبي بكر محمد بن علي القفال (ت: 365 هـ) في كتابه “محاسن الشريعة“، وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن البخاري (ت: 546 هـ) في كتابه “محاسن الإسلام وشرائع الإسلام” الذي افتتح المؤلف كتابه باقتباس منه.

وإذا كان القفال والبخاري قد فضَّلا تناول محاسن الإسلام على طريقة أبواب الفقه، فإن هناك من فضّل تناول تلك المحاسن من خلال العرض الشمولي، مثل الشيخ عبد الرحمن بن سعدي (ت: 1376 هـ) في كتابه “الدرة المختصرة في محاسن الدين الإسلامي“، ثم إن هناك من عمد إلى إبراز محاسن الإسلام في جانب معين من جوانبه التشريعية أو الأخلاقية أو الاعتقادية، مثل: الدكتور محمد عبد الله دراز (ت: 1377 هـ) في كتابه “دستور الأخلاق في القرآن“، وفريد الأنصاري (ت: 1430 هـ) في كتابه “جمالية الدين: معارج القلب إلى حياة الروح“، والدكتور أحمد بن عثمان المزيد في رسالته المختصرة “محاسن العقيدة الإسلامية.

ولم تقتصر مسالك المؤلفين في موضوع محاسن الإسلام على المسالك السابقة، بل هناك مسلك آخر مهم يتمثل في الكتابة عن محاسن الإسلام مقارنة بغيره من الديانات أو الأفكار المعاصرة في عموم الأبواب أو في جانب معين، ولعل من أبرز من كتب في هذا المسلك: علي عزت بيجوفيتش (ت: 1424 هـ) في كتابه “الإسلام بين الشرق والغرب“، وأبو الحسن الندوي (ت: 1420 هـ) في كتابه “ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين“، ثم محمد سعيد البوطي في كتابه “المرأة بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع الرباني“.

النظرة الكلية للإنسان والكون

بعد أن أشرنا إلى مسالك المؤلفين في تناول محاسن الإسلام، أصبح من الجائز لنا أن نستعرض القضايا المنهجية التي عرضها أحمد بن يوسف السيد في كتابه “محاسن الإسلام.. نظرات منهجية“، وتتمثل القضية الأولى منها في النظرة الكلية للإنسان والكون والوجود، والحق أننا إذا أمعنّا النظر في هذه القضية المنهجية فسنجد أنها ضرورية للكشف عن محاسن الإسلام وجماليّاته، لأن “هذا الدين العظيم لا تفهم محاسنه ولا يُتوصل إلى جماليّاته إلا بإدراك نظرته الكلية للكون والوجود، وللدنيا والآخرة، وللإنسان وما وراء وجوده على هذه الأرض”.

ومما يؤكد لنا أهمية هذه القضية المنهجية أننا إذا تأملنا الاستشكالات والاعتراضات التي تُثار ضد أحكام الشريعة الإسلامية، فسنجد أنها ناشئة من تجزئة النظر إلى الإنسان أو الحياة أو الوجود، وهذا المنطلق الخاطئ المسيء للإسلام ينبغي أن يدفع المسلمين دائماً إلى التعريف بالتصور الكلي للإسلام نظراً لدوره في فهم أصول هذا الدين الحنيف.

وهنا يمكن أن نعرض رأياً قيّماً ودقيقاً للكاتب سيد قطب يؤكد هذه الحقيقة بشكل واضح، حيث يقول في كتابه “العدالة الاجتماعية في الإسلام” إن “معرفة التصور الكلي عن الإسلام تيسر للباحث فيه فهم أصوله وقواعده، وتسهل عليه أن يرد الجزئيات إلى الكليات، وأن يتتبّع في لذة وعمقٍ خطوطه واتجاهاته، ويلحظ أنها متشابكة متكاملة، وأنها كل لا يتجزأ، وأنها لا تعمل عملاً مثمراً للحياة إلا وهي متكاملة الأجزاء والاتجاهات”.

فهم حقيقة التعبّد في الإسلام

أما القضية الثانية من القضايا المنهجية للكشف عن محاسن الإسلام، فتتمثل في فهم حقيقة التعبد في الإسلام، ولا ينبغي أن يكون هناك جدال بين المسلمين في أهمية التعبد وضرورة فهمه على حقيقته، فعبادة الله هي الهدف الأسمى الذي خلق الإنسان من أجله بصريح العبارة القرآنية: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، ولهذا فليس من المبالغة القول “إن إدراك محاسن الإسلام لا يتم إلا بفهم حقيقة التعبد لله سبحانه وتعالى، ولا تُفهم هذه الحقيقة إلا بالإدراك العميق لنصوص الكتاب والسنة الواردة في ذلك، أو بالنظر في كلام العلماء”.

وهذا يعني أن النظر إلى التعبد في الإسلام على أنه ممارسات وطقوسٌ دون خضوع القلب وتذلّـله وحبه للمعبود لا يؤدي إلى الفهم الحقيقي لفضيلة التعبد في الإسلام، وهكذا فإن التأكد من فهم حقيقة التعبد يحتاج من المؤمن مراجعات شخصية لأطوار حياته، وقد قدم لنا فريد الأنصاري في كتابه “جمالية الدين: معارج القلب إلى حياة الروح” تجربة فريدة، حيث قام بمراجعة كلية لحياته اكتشف من خلالها جملة أمور مهمة، منها “أن هناك شيئاً اسمه (حلاوة الإيمان) ذوقاً لا تصوراً وحقيقة لا تخيلاً”.

وما دمنا قلنا إن الإسلام لا يُفهم ولا تُكتشف محاسنه إلا إذا فُهمت حقيقة التعبد فيه، فإننا يمكن أن نضيف هنا أمراً آخر مهماً، وهو أن محاسن الإسلام وجماله وبهاءه يمكن اكتشافه من خلال براهينه الكثيرة المثبتة لصحته ومقارنتها ببراهين أي فكرة أخرى على وجه الأرض، وهذه هي القضية المنهجية الثالثة التي أشار إليها أحمد بن يوسف السيد، وهي قضية جوهرية لا شك.

وهنا يمكننا أن نقول دون أدنى شك إن دين الإسلام جاء مبرهناً على صحة كل أصوله ببراهين تفوق الحصر وتُعيي العادِّين، وهذه خاصية تميز بها الدين الإسلامي عن بقية الأديان الأخرى، ولعل قضية إثبات صحة الكتب السماوية تصلح دليلاً حاسماً على هذا الأمر، فنسبة الصحة التي يُحظى بها القرآن الكريم لا يمكن مقارنتها بأي كتاب آخر، وقد كتب كثير من العلماء عن صحة القرآن الكريم وقدموا براهين بديعة وقاطعة يصعب حصرها.    

وضوح عقيدة الإسلام في الخالق

وغير بعيد من القضية السابقة، نجد أن القضية المنهجية الرابعة تتمثل في وضوح عقيدة الإسلام في الخالق، ونعني بهذا أن المصدر الأول في الإسلام (القرآن الكريم) تميز بأنه الكتاب الوحيد الذي فيه تعظيم للإله الخالق سبحانه وتنزيه له عن النقائص وعما لا ينبغي أن يكون عليه، والأدلة على هذا الأمر كثيرة لا تُحصى ولا تُعدُّ، فنحن نقرأ في القرآن الكريم من أوله إلى آخره تمجيداً وتعظيماً وتنزيهاً لله سبحانه وتعالى، فسورة الفاتحة التي أخبر القرآن الكريم أنها أعظم سورة قرآنية تبدأ بحمد الله، وآية الكرسي التي تعد أعظم آية في القرآن الكريم كلها متعلقة بالإله، وسورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن الكريم إذا تأملناها وجدنا أنها تعظيم وتنزيه لله سبحانه وتعالى.

والحقيقة أنه لا يمكن عقد مقارنة بين الدين الإسلامي والديانات الأخرى التي عندما ننظر إليها نجد أنها قد وصفت الإله ونسبت إليه ما لا يليق، وفي مقدمة هذه الديانات اليهودية والنصرانية، أما الديانات غير الإبراهيمية كالبوذية والهندوسية والزرادشتية والكونفوشيوعية فإنها تكشف لنا عن البون الشاسع بينها وبين الدين الإسلامي، ويتضح ذلك من خلال تعدد الآلهة والغموض في فكرة الإله في تلك الديانات، وقد كان محمد مزروعة صادقاً حين قال في كتابه “الدين وحاجة الإنسان إليه“: “إذا أردت أن تعرف صلاحية الدين عند قوم فانظر أولاً إلى عقيدتهم في الله”، ولا شك أن عقيدة المسلمين في الله تفوق عقيدة غيرهم جمالاً وكمالاً وعظمة وتعظيماً. 

النموذج العلمي والحقائق النظرية

وهناك قضية منهجية خامسة لا تقل أهمية عن القضايا السابقة، وهي وجود النموذج العلمي المطبق للحقائق النظرية الإسلام، ومفادها “أن من محاسن الإسلام أنه دين جاء بالمعرفة وبتطبيقاتها، وأوصى بالأخلاق وفرض الشرائع وقدم النموذج الذي التزمها وطبقها”، ومن السهل على المؤمن اكتشاف هذه القضية المنهجية من خلال حياة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي زكاه القرآن الكريم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}، وقالت عنه عائشة رضي الله عنها: “كان خلقه القرآن.

وقد ذهب المؤلف إلى أن وجود هذا النموذج العلمي المطبق للحقائق النظرية في حياة الناس يُعدُّ من أهم الأمور التي تسهل على النفوس تطبيق الإسلام والالتزام به، كما أنه يُبعد عنهم النظرة الأفلاطونية الخيالية، فيعيشون في كنف الله ورعايته، ويمتثلون أوامره ونواهيه، ويقتدون بنبيّه فيكون خلقهم ودستورهم القرآن الكريم.

وما دمنا في سياق الحديث عن الأخلاق، فلا بأس بالإشارة إلى القضية المنهجية السادسة المتمثلة في مقارنة الإسلام بالجاهلية، إذ لا شك أن النظر في أحوال أهل الجاهلية يعتبر من أهم ما يبرز محاسن الإسلام ويرسّخها في النفوس، فقد قدم الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجاً إصلاحياً أخلاقياً عظيماً طغى على ما كان منتشراً من العادات والأعراف والتقاليد في نفوس العرب قبل الإسلام.

وانطلاقاً من هذا النموذج النبوي الفريد، فإننا عندما نقارن الإسلام بالجاهلية لن نكتشف مجرد إصلاح عادي وحسب، بل سنكتشف حالة استثنائية في تاريخ البشرية أحدثها الإسلام من خلال كتابه القرآن ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم. وإذا أردنا الاستدلال على هذه الحقيقة من خارج البيئة العربية، فيمكن أن نستعير من المؤرخ الأمريكي “ويل ديورانت” قوله في كتابه “قصة الحضارة“: “وإذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمداً كان أعظم عظماء التاريخ، فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارةُ الجوِّ وجدبُ الصحراء، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحاً لم يدانيه فيه أيُّ مصلح آخر في التاريخ كله”.

فلسفة التجديد المتزن

إن موضوع الاتزان والتوسط والاعتدال ليس أمراً ثانوياً في الدين الإسلامي البتتة، بل مسألة مركزية وميزة أساسية من ميزات أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا فقد جعل أحمد السيد التجديد المتزن القضية المنهجية السابعة، فقال إن الاتزان والتوسط والاعتدال عند حملة الأفكار التجديدية الهادمة لما قبلها يُعد أمراً صعباً، إلا أن الإسلام -الذي جاء هادماً لأصول الجاهلية- كان مختلفاً تماماً عن كل الأنظمة التجديدية، إذ نجده يوجّه أتباعه بالاعتدال والاتزان، ويشدد في التوعد على من يخالف روح الاعتدال والاتزان، ومن الأمثلة على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والغلو”، وقوله: “ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه”، وقوله: “هلك المتنطعون”.

ولا تنحصر الأدلة على هذا الأمر في ما سبق ذكره، بل هناك الكثير من الأمثلة والنماذج العملية التي تدعو إلى الاتزان والتوسط والاعتدال في كل مجالات الحياة، ولعل من أبرز ذلك حادثة الثلاثة الذين أراد أحدهم أن يعتزل النساء فلا يتزوج، وأراد الثاني ألا يأكل اللحم، وهجر الثالث النوم على الفراش. ورغم أنهم هؤلاء الثلاثة قرروا اعتزال تلك الأمور بنية حسنة وقصدي تعبُّدي وزهد في الدنيا، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف أمام حماسهم بقوة وذكرهم بضرورة الاتزان والتوسط والاعتدال، وقال بكل صراحة ووضوح: “أما أنا فأُصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغِب عن سنتي فليس مني.   

مداخل التشكيك في الإسلام

نصل الآن إلى القضية المنهجية الثامنة والأخيرة من القضايا المنهجية التي عرضها أحمد السيد، وهي محاسن الإسلام في الأبواب التي يلج منها المشككون، حيث ذهب الكاتب إلى أن الشبهات المثارة ضد تشريعات الإسلام وأحكامه العملية تتمثل في ثلاثة أبواب، وهي: الجهاد والمرأة والحدود، وقد أخذ المؤلف الجهاد كمثال باعتباره أكثر النماذج دلالة على مداخل التشكيك في تشريعات الإسلام وأحكامه.

ففي مجال الجهاد، يَتّهِم المشككون الإسلامَ بأنه دينٌ وحشيٌّ ودينُ عنفٍ وسفكٍ للدماء لا دينَ رحمة رحمةٍ ورفقٍ وعدلٍ، وقد أكد المؤلف أن هذه التّهم والدعاوى باطلة ومردودة على أصحابها لأسباب عديدة، منها أن أصحابها يقعون في أحد إشكالين رئيسيين، الأول: تحميل الإسلام وزر بعض المنتسبين إليه المخالفين لتعليماته، والثاني: الانتقاء غير الموضوعي من نصوص الوحي ومن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم المتعلقة بالجهاد، هذا بالإضافة إلى أن هؤلاء الطاعنين يؤسّسون شكوكهم ودعاواهم الباطلة على ممارسات معاصرة يقوم بها بعض المنتسبين إلى الإسلام فيطعنون فيه بناء على هذه الأفعال.

ثم إن نصوص الوحي السماوي تدحض كل التهم الموجهة للإسلام في باب الجهاد والقتال وغيره من الأبواب، فالنصوص القرآنية والحديثية ناطقة بالقوانين الضابطة لأخلاقيات الحرب في الإسلام، الناهية عن نقض العهود والمواثيق، ويكفي هنا أن نذكر بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة”. وتأكيداً على ضرورة تبيان هذه القضية المركزية في الإسلام، كتب عدد من الكتاب والعلماء حول أخلاقيات الحرب من منظور الدين الإسلامي، حيث كتب محمود شلتوت “القرآن والقتال”، وكتب حسن الطيلوش “أخلاق الحرب في السيرة النبوية“، وكتب ناصر محمدي محمد جاد “أخلاقيات الحرب في السيرة النبوية”.. إلخ.

ومهما طال الزمان وتعددت الدعاوى والتهم والشكوك الباطلة، فإن الإسلام سيبقى شامخاً، وسيظل من يحاول النيل منه “كناطح صخرة يوماً ليوهنها”، ولن يستطيع أحد حصر محاسنه في مقالة أو كتاب، ولا شك أن الإسلام يكفيه من المحاسن أنه الدين الذي ارتضاه الله لهذه الأمة المباركة، قال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}، وقال جل جلاله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، والمؤمن الحق على يقينٍ تامٍّ بأن العقل السليم لا يحتاج -بعد الحجج القرآنية والحديثية الدامغة- أدلة على محاسن الإسلام وصلاحيته للحياة.