وكان رسولاً نبيًا – لم يقل: نبيًا رسولاً (واذكرْ في الكتابِ موسى إنَّهُ كانَ مُخلَصًا وكانَ رسولاً نبيًّا) سورة مريم 51.

واذكر: يا محمد.

في الكتاب: القرآن.

مُخلَصًا: بفتح اللام، وقرئ بكسرها. أخلصه الله واصطفاه. الخلوص: التفصي من الشيء وعدم الشركة فيه.

لم يقل: (وكان نبيًّا رسولاً).

أقوال المفسرين:

– الفيروزأبادي (-817هـ): (وَكَانَ رَسُولاً) إلى بني إسرائيل، ( نَّبِيًّا) يخبر عن الله تعالى.

–  البقاعي (-885هـ): (وكان رسولاً) إلى بني إسرائيل والقبط (نبيًا) ينبئه الله بما يريد من وحيه لينبىء به المرسل إليهم، فيرفع بذلك قدره، فصار الإخبار بالنبوة عنه مرتين: إحداهما في ضمن (رسولاً) والأخرى صريحًا مع إفهام العلو باشتقاقه من النبوة، وبكون النبأ لا يطلق عليه غالبًا إلا على خبر عظيم، فصار المراد: رسولاً عاليًا مقداره، ويخبر بالأخبار الجليلة.

– أبو السعود (-951هـ): (وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا) أرسله الله تعالى إلى الخلق فأنبأهم عنه، ولذلك قُدّم (رسولاً) مع كونه أخلصَ وأعلى.

الألوسي (-1270هـ): “المراد: أرسله الله تعالى إلى الخلق، فأنبأَهم عنه سبحانه. واختار بعضهم أن المراد من كلا اللفظين معناهما اللغوي، وأن ذكر النبـي بعد الرسول لما أنه ليس كل مرسل نبيًا، لأنه قد يرسل بعطيّة أو مكتوب أو نحوهما”.

– ابن عاشور (-1393هـ): عطف (نبيًا) على (رسولاً) مع أن الرسول بالمعنى الشرعي أخص من النبي، فلأن الرسول هو المرسلَ بوحي من الله ليبلغ إلى الناس، فلا يكون الرسول إلا نبيًا، وأما النبي فهو المنبّأ بوحي من الله وإن لم يؤمر بتبليغه، فإذا لم يؤمر بالتبليغ فهو نبيء (نبي)، وليس رسولاً، فالجمع بينهما هنا لتأكيد الوصف، إشارة إلى أن رسالته بلغت مبلغًا قويًا، فقوله (نبيًا) تأكيد لوصف (رسولاً).

أقول: كلام الفيروزأبادي جيد ومختصر، وكلام البفاعي مفصل. والله أعلم بالصواب.