قسم يختص بالدراسات الإسلامية والقضايا الشرعية التي تشغل عقل المسلم.
أهم مؤسسة عمومية في الإسلام هي مؤسسة المسجد، وإذا كان الحديث النبوي الشريف قد أنبأنا عن أكثر عرى الإسلام صلابة وصمودا، وآخرها انتقاضا واختلالا، ألا وهي فريضة الصلاة، فإن هذه الفريضة تتوقف إقامتها ودوامها على إقامة المساجد ودوامها. وإلى هذا، فإن الآثار الإيجابية للمسجد تنعكس وترجع بالفائدة على الدين كله، إذ في المسجد يتعلم الناس
المتتبع للآيات التي تحدثت عن تحويل القبلة، يجد أن الله كشف للمسلمين ما سيقوله اليهود والمشركون عن التحويل، ولكنه في الوقت ذاته، لم يلقن المسلمين إجابة يجيبونهم بها! قال تعالى : {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142] فالآية
عطفا على موضوع الحيل الشائعة في كثير من المعاملات التي تجريها مؤسسات التمويل الإسلامية نتناول في هذا المقال حيلة جديدة تتعلق بالرهن “رهن المنازل” وإن لم تكن لها صلة حقيقية بالبنوك الإسلامية ومعاملاتها التمويلية وإنما يأتيها الناس فيما بينهم، لكن لشيوعها وكثرة المتعاملين بها في كثير من دول العالم الإسلامي كالمغرب والهند وغيرها، ناسب ذلك
يشد انتباهك ويدهشك كما أدهش المتدبرين فيه، والمتأملين في دقائق نظمه من أساطين البيان! ذلك هو القرآن في معارج بيانه، التي لايستطيع البيان البشري أن يرتقي فيها، فضلا أن يدانيها. (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ۖ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة إبراهيم 36] فختمت فاصلة البيان (فَإِنَّكَ غَفُورٌ
قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56]. بعد أن استهل الإمام ابن عاشور رحمه الله تفسيره لهذه الآية ببيان مناسبتها في السياق بقوله: “الأظهر أن هذا معطوف على جملة {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول} [الذاريات : 52] الآية التي هي ناشئة عن قوله: {ففروا إلى الله إلى
تاريخ الردّة: تفاصيل الحركة المعادية للإسلام عقب وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
لماذا هجوم متزايد على صحيح الإمام البخاري؟ اكتشاف غموض خلف حملة تشكيك ضد أشهر كتب السنة النبوية.
من أكثر ما يؤخذ على البنوك الإسلامية، محاولاتها المستميتة في التخلص من المخاطرة كليا، وتجلى ذلك في جنوحها إلى البحث عن الاستثمار الآمن الذي لا خسارة فيه. وهذه الرغبة في التخلص من الخسارة، ليست محرمة ولا ممنوعة في ذاتها، فليس في ديننا ما يفرض على صاحب المال أن يبحث عن المتاعب، ولا ما يوجب عليه
يعرج بنا البيان القرآني ، ويسمو بعقولنا فوق مستويات البيان البشري وقدراته؛ ليتضح لنا البون الشاسع بينهما. إن البيان الإلهي يحلق بنا في سماوات الفهم، ومقاماته العالية الراقية، ويسبح بنا في أفلاك البيان ومدارج الكمال، ويسبر أغوار النفس البشرية وأعماقها؛ ليقف بنا أمام البلاغة في أرقى صورها وأدق مقاماتها. (قَالَ مَوۡعِدُكُمۡ یَوۡمُ ٱلزِّینَةِ وَأَن یُحۡشَرَ
هناك قيم تسود الكون كله، وتنتظم الكائناتِ كلَّها، وهي التي تستحق وصف القيم الكونية. وفيما يلي نماذج منها: النظام والانتظام جميع مُشاهداتنا ومَداركنا، وكل العلوم والدراسات، وكل وسائل البحث والاستكشاف، تثبت وتؤكد أن الكون كله يقوم ويسير وفق نظام دقيق محكم، من أصغر ذراته إلى أضخم مجراته. فوجود هذا النظام واطِّرادُه عبر جميع الأكوان وجميع
اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون أعدى أعداء الإنسان هي نفسه، وأن تكون في الآن ذاته منطلق التغيير والتحرر من وصاية الجسد على الروح. وفي (الزهد الكبير) للبيهقي نقرأ حديثا مرفوعا عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:” أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك ” -354-. وضع كهذا يدفع العاقل للبحث في
لكلٍّ منا أمنيةٌ ورسالة يسعى لتحقيقها، وهذه الأمنية تختلف باختلاف هِمم الرجال؛ فهناك مَنْ تكون أمنيته الحصول على منصبٍ رفيع بأية طريقةٍ كانت، فيكد لتحقيقها ليل نهار، فالقائد أبو مسلم الخُراساني – مثلًا – استطاع بهمته العالية تحقيق ما يصبو إليه، فأصبح قائدًا لجيوش العباسيين، لكنه قُتل سنة 137هـ بأمرٍ من صاحب دعوتهم، التي أفنى
ما نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم آية هي أشد من هذه الآية، ولو كتم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيئا من الوحي لكتمها كما تقول عائشة رضي الله عنها والآية هي قوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ
جود الأبوين في حياة الإنسان عامة وفي حياة الطفل خاصة نعمة كبيرة؛ وفي طيات تلك النعمة نعم فيها؛ ففي وجود الأبوين الدفء الاجتماعي، والحنان العاطفي، والرعاية، والتربية، والقيام بحق الطفل بحب وإخلاص وتجرد دون انتظار، فرحلة الوالدين مع أبنائهم هي رحلة العطاء بلا حدود، وكما روي في الحديث القدسي:” وألقيت محبتك في قلب أبويك فلا
استكشف تاريخ نقد المتن في الحديث وأهميته في التشريع الإسلامي وطرق تثبيت الأحاديث.
حثَّ الله عزوجل الإنسان في القرآن الكريم على التفكر والتمعن في خلق السماوات والأرض وما فيهن من الخلائق بأشكالها وأنواعها؛ وذلك لترسيخ الإيمان وتعميقه في نفوس البشر، وأن يحرصوا على زيادة الإيمان بالخالق سبحانه، ثم بكتابه؛ ليتخذوه دستوراً لحياتهم، ويزخر القرآن الكريم بالآيات التي لها دلالات علمية واضحة – وإن شكك المشككون وطعن الطاعنون –
ما أكثر الكتب المؤلفة في علوم الحديث منذ بدأ التصنيف في جانب الرواية على يد ابن الصلاح رائد هذا العلم في كتابه مقدمة ابن الصلاح، فمنذ ظهور المقدمة، وعلماء الحديث لا يفتئون يدندنون حول محاور علم مصطلح الحديث. ومع هذه الكثرة في التصنيف، إلا أنه يوجد من يكتب طعنًا في حجية السنة، وفي سلامة نقلها،
وُلد المحقق السوري العلَّامة إبراهيم عمر الزِّيبق في دمشق عام 1953م، عمل في منتصف سبعينيات القرن المنصرم – أي وهو في أوائل العشرينيات من عمره – أمينًا لقاعة الباحثين في المكتبة الظاهرية، فعرف فيها المحدث الشيخ ناصر الدين الألباني، والعلامة أحمد راتب النفاخ رحمهما الله، وفي ربوعها اجتمع بالعلامة شعيب الأرنؤوط الذي غدا رأس مشايخه،
يقول الله تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) سورة الشورى 20. حرث: رزق. نزدْ له في حرثه: أضعافًا مضاعفة. قال الرازي: الآية دالّة على أن منافع الآخرة والدنيا ليست حاضرة، بل لا بد في البابين من الحرث، والحرث
كثيرا ما يتساءل بعض النخب والمثقفين: هل كل شيء في الدين يجب أن يخضع للحل والحرمة؟ هل خنق الدين الإنسان بحيث لا يستطيع أن يتحرك إلا بعدما يسأل عن الفعل الذي يريد فعله، هل هو حلال أم حرام؟ أليس من الأجدر أن يكون الإنسان حرا في تصرفاته وسلوكه وأفعاله، فلا يسأل عن كل شيء إلا
اكتشف أهمية القدوة الحسنة في الإسلام ونماذج من التراث تؤثر في السلوك وتغرس القيم عبر الأفعال لا الأقوال.
اكتشف الأسرار والحكمة وراء رحلة الإسراء والمعراج وأهميتها في تعزيز يقين النبي.
تطرقتُ من قبل إلى علاقة العلماء بالأمراء، أو علاقة العالم بالحاكم، وما يجب التزامه وما يجب اجتنابه فيها.. وفي هذه الحلقة أتناول علاقة العلماء بمجتمعاتهم ومحيطهم الاجتماعي.. مما يعتز به كل عالم من علماء الشرع: أن “العلماء ورثة الأنبياء“، وأنه يرجو ويَسعد أن يكون من هؤلاء.. وقد أوضحت في الحلقة الأولى ماذا يعني أن يكون العالم
استكشف عالم الحديث النبوي عبر صحيح البخاري: مرجع أساسي للأحاديث النبوية الشريفة، بعد دراسة مستفيضة دامت 16 سنة، جمع خلالها 7275 حديثًا مختارة بعناية من بين 600 ألف حديث، وفق ضوابط دقيقة تضمنت المعاصرة والسماع والثقة والعدالة والضبط والإتقان.
قد يظن البعض أن التحريم تضييق على النفس البشرية في سلوكها وتصرفها، والحق أن التحريم هو ضبط لهذا السلوك بما يتوافق مع تحقيق المصالح للناس في معاشهم ومعادهم، ومن الواجب إدراك فلسفة التحريم في الإسلام، ومساحته ونسبته ومناطقه وقواعده وأسسه، حتى يفعل تفعيلا إيجابيا في حياة المسلم. والتحريم هو أحد أقسام الحكم التكليفي، والحكم هو
لم يذكر المفسرون ما يستحق نقله هنا. لعل المعنى: اعدلوا عدلاً هو أقرب للتقوى. والمبدأ في التقوى: اتقوا الله ما استطعتم (سورة التغابن 16)، فكان المعنى: اعدلوا ما استطعتم. ولستم مخيّرين بين أن تعدلوا أو لا تعدلوا. اسعَوا للعدل بأعلى درجة من الاستطاعة. فأنتم محاسبون من الله بقدر استطاعتكم. العدل في الدنيا نسبي، وفي الآخرة
الهداية من المفاهيم القرآنية التي زخرت آيات القرآن بالحديث عنها، والهداية كما تحدث عنها القرآن ليست مرتبة واحدة ولا نوعا واحدا، ومن ثم يتحدد معناها حسب مرتبتها في القرآن. وهي بالاستقراء أربع مراتب: المرتبة الأولى: الهدى العام، وهو هداية كل نفس إلى مصالح معاشها وما يقيمها وهذه المرتبة أعم مراتب الهداية. قد قال سبحانه: {سَبِّحِ
الأدب في الخطاب ينم عن ذوق رفيع، وخلق عظيم، وعلم جم. يذكر النيسابوري في تفسيره غرائب القرآن 5/41 قال: “يحكى أن عجوزا تعرضت لسليمان بن عبد الملك فقالت: يا أمير المؤمنين مشت جرذان بيتي على العصا. فقال لها: ألطفت في السؤال لا جرم لأردنها تثب وثبة الفهود وملأ بيتها حبا”. وكان في دار هارون الرَّشيد
أوضحتُ في الحلقتين الأولى والثانية – من هذه الحلقات – رسالة العلماء ومسؤوليتَهم، ومكانتَهم القياديةَ في المجتمع الإسلامي، وأنّ صلاح حالِ الأمة رهين بصلاح علمائها وأمرائها، والعكس بالعكس. ومن الواضح أن مكانة العلماء وتأثيرهم اليوم، قد تراجعا كبيرا، في ظل نمط “الدولة الحديثة” المفترسة، وفي ظل التطورات والمؤثرات الاجتماعية والثقافية والإعلامية والتكنولوجية المعاصرة. ولكن أيضا
دلالة { ببطن مكة } في سياق قوله تعالى: { وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا } [الفتح : 24]. من فرائد تفسير ابن عاشور بعد أن قال: “وهذه الآية أشارت إلى كف عن القتال يسّره الله رفقاً بالمسلمين وإبقاء على قوتهم
الإيمان بالقدر هو جزء من العبودية والخضوع لله تعالى، بل هو جزء حقيقي منه لأن معناه، الإيمان بإحاطة علم الله تعالى بكل شيء وشمول إرادته لكل ما يقع في الكون، ونفوذ قدرته في كل شيء. والإيمان بالقدر، الذي جاء به الإسلام هو إيمان بمقتضى الكمال الإلهي الذي تميزت به عقيدة الإسلام، وصححت به أوهام الفلسفات،
الخلود مبتغى ينشده كل إنسان، ويتمناه كل هالك؛ لأن الأعمار يسيرة مهما طالت، وقد وسوس الشيطان لآدام وحواء بالخلود فدلاهما بغرور على شجرة في الجنة زعم أن من أكل منها فإنه يخلد، قال تعالى:{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ} سورة طه الآية ( 120). فكيف يحصل المرء
قال النبي ﷺ لأنَجَشَة الحادي: “يا أَنَجَشَة، رويدك سوقًا بالقوارير”[1]، وبهذه الكلمة البليغة وصف النبي ﷺ النساء وطبيعتهن الرقيقة وسرعة تأثرهن، وهي تشبه – على حد وصف عبدالله كنون[2] – ما يُقال الآن في النساء من وصفهن بالجنس اللطيف أو الرقيق. وتعد قصيدة الشاعر جرير بن عطية (ت 110هـ = 728م) في رثاء زوجته خالدة
قبل بضع سنين، أتيحت لي جلسة مذاكرة مطولة مع أحد علماء مصر الفضلاء، وتنقل حديثنا – بتلقائية – من موضوع إلى موضوع، حتى كان الموضوع الأخير الذي توقفنا عنده أكثر من غيره، هو غرائب بعض الأزهريين، ونماذج من مواقفهم وتصرفاتهم البعيدة كل البعد عن الأزهر ومكانته، وعن العلم وأهله، بل وعن الإسلام وأخلاقه وشريعته… كانت
القياس مصطلح أصولي، أي أن علماء أصول الفقه إذا أطلقوه، فإنهم يقصدون به معنى معينا خاصا اصطلحوا عليه فيما بينهم. لكن كلمة ( القياس) كلمة تطلق على ألسنة الناس جميعا، ويقصد بها الناس إلحاق شيء بشيء لوجود شبه بينهما. الفارق كبير جدا بين القياس الأصولي، والقياس بمعناه العام عند الناس. فالقياس عند الأصوليين هو: مساواة
أعطى الله تعالى للإنسان إرادة، ولكن إرادته تبقى محدودة بما أعطاه الله تعالى من القدرة والإمكان، وعليه أن يستعمل تلك القدرة والإمكان للخير، وإنَّ لله تعالى الإرادة الكاملة الشاملة لكل شيء، فما شاء كان وما لم يَشأ لم يكن؛ نُثبتها كما أثبتها لنفسه، ولا نخوضُ بما زاد عن ذلك، والمحققون من أهل السنة يقولون: الإرادة
ولد علم أصول الفقه في القرن الثاني الهجري، وذهب جمهور العلماء إلى أن الشافعي – رحمه الله- هو أول من دون فيه، وذهب البعض – كابن النديم في الفهرست- إلى أن أول من دون فيه هو القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة، على أن كتاب ( الرسالة) للإمام الشافعي هو أول ما وصلنا في علم
عبارة شائعة ذائعة، وإن لم يكن بهذا اللفظ فبمعناه حسب اختلاف اللهجات وتنوع العبارات. فما مدى صحتها، وهل أصل يعتمد عليه؟ أما صحة العبارة فهي صحيحة لكنها ليست على إطلاقها، ولها أصل من الكتاب، وأصل من السنة لا يقل عن درجة الحسن، وقد ذكرها بعض أهل العلم تقعيدا وتقريرا، لكن الناس أسرفوا في استخدامها والاستدلال
بينتُ في الحلقتين السابقتين المكانة العظمى للعلماء في المجتمع الإسلامي، وبينتُ مسؤوليتهم القيادية المشتركة مع الأمراء وأهل الحكم، وأن الطائفتين معاً تشكلان المنبع الأول لصلاح أحوال الأمة أو فسادها، وأن صلاح إحدى الطائفتين يقوي صلاح الأخرى ويحفظه، وأن فساد إحداهما يستدعي فساد الأخرى ويعين عليه… فالفساد مرض معدٍ، كما هو معلوم ومشاهد. وقد وردت عدة
ماذا تعرف عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع العصاة والمذنبين؟ كيف كان يعاملهم؟ إن سماحته ربما تكون صادمة لكثير من الدعاة والمتدينين.
الشجر آية من آيات الله عزّ وجل، يسجد لعظمته ويسبح بحمده ويخضع لنواميسه، خلقه تعالى بحكمته وبثّه في كل الأرض وأنبته في كل زاوية، أبدع ألوانه وأزهاره وثماره وأوراقه وبذوره، وقدر أعماره وأحجامه وتاريخ نضجه وموته، أسقاه بماء واحد وفضل بعض أصنافه على بعض ، وأخرج منه كل زوج كريم وكل زوج بهيج. ومن هذه
رغم مكانة الفقيه في التراث الإسلامي قديما، وفي الحياة المعاصرة أيضا، إلا أنه يجب إعادة النظر إلى تعريف الفقيه مرة أخرى. وقد عرف العلماء الفقيه بأنه العالم بالأحكام الشرعية، ووضعوا له شروطا حتى يتحقق فيه هذا الوصف، ومن ذلك: الاستظهار: فقد اشترط العلماء أن يكون الفقيه مستظهرا القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء، وأقوال الصحابة،
حالة الأمة بين العلماء والأمراء 1- من هم أولو الأمر؟ قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59]. في هذه الآية أمر الله تعالى (الذين آمنوا) بطاعة أولي
فصاحة القرآن وبلاغته ونظمه من أنواع الإعجاز فيه، فالمتأمل فيها يندهش لروعة ما يقف عليه، ويتبين له من مكنونات وأسرار، تأسر العقول وتهتز لها النفوس وتنتشي طربا. القرآن لا تنقضي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد ولا يشبع منه العلماء، وكيف لا وهو كلام الله جل* ومن له أمعن بالتأمل * بان له كل خفي
عمق الإمام ابن عاشور رحمه الله في دلالات هذه الآية في ضوء السياق تعمقاً لافتاً، ويتضح ذلك بما ننقله عنه تحت العناوين الخمسة التالية: أولاً: مناسبة عطف الآية على الآية التي قبلها ودلالة ذلك العطف “عَطَفَتْ الواو قصة خلق أول البشر على قصة خلق السماوات والأرض انتقالاً بهم في الاستدلال على أن الله واحد وعلى
1. حديث أبي الدرداء: العلماء ورثة الأنبياء قال الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه: “باب العلم قبل القول والعمل، لقول الله تعالى:{فاعلم أنه لا إله إلا الله} فبدأ بالعلم، وأن العلماء هم ورثة الأنبياء، ورثوا العلم، من أخذه أخذ بحظ وافر. ومن سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة. وقال
قمح على رؤوس الجبال : من المواقف المنسوبة إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز أنه لما جيء إليه بأموال الزكاة أمر بإنفاقها على الفقراء، فقالوا: ما عاد في الأمة فقراء. فأمر بتجهيز الجيش، و تزويج الشباب، ثم قضاء الدين على المدينين. ولما بقي مال قال: اشتروا به قمحا وانثروه على رؤوس الجبال، لكي لا يقال:
إن العين لتدمعُ، وإن القلب ليخشع في لحظة تأمل صادقة لما يحيط بنا من جمال الكون وروعة خلقه، يملأ القلوب بالعنفوان، يريحها بنسيم عليل، ينير الأبصار بزرقة السماء، ويقذف فينا السلام بسُحُبها البيضاء، ومروج هذه الأرض الخضراء. فمَن خلق ذلك؟ ومَن صوَّره؟ ومَن أبدعه؟ إنه الله – سبحانه وتعالى – ربّنا وربّ كل شيء، خالق
حينما يشتد الظلم، ويطول ليله البهيم على المظلومين، وهم يرون أن ظالميهم يرفلون في صولجانهم وقوتهم، وأن أنات المظلومين وجراحاتهم لا تجد من يسكنها أو يداويها، حينئذ يتجدد السؤال القديم الجديد : لماذا لا ينتقم الله من الظالمين؟ لطالما تدخلت السماء لطالما تدخلت السماء فأهلكت المكذبين الظالمين، قال تعالى : “{ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا
إنه البيان الذي يستوقف البيان! فقد استشكل بعض علماء البيان هذا التشبيه في عصرهم. إذ كيف تكون كالأعلام؟! وبلغ الأمر بإمام الإعجاز في زمانه الزملكاني – غفر الله له – أن يند به التعبير بالبيان، ويصف ذلك بالغلو في التشبيه (وقصده المبالغة الخارجة عن حد المعقول)، وما ينبغي ذلك وما هوكائن في القرآن. وها نحن
عندما يتناول القرآن الكريم مشهد الطبيعة ويتغنى بجمال الزرع، فهو يعتمد المشهد الجمالي وسيلة، ويتناوله لغرض من الأغراض تلتقي كلها حول العقيدة، ففي ذلك دلالة على الألوهية، والوحدانية، وبرهان على البعث، وتذكير بنعم الله تعالى على الإنسان، وبيان لعلاقة الطبيعة بالله الخالق وهي علاقة العبودية بالألوهية. ومع ذلك فالهدف والغاية لا ينفيان أن يكون ذلك
كثيرا ما يخطر بالبال سؤال حول العظماء والقادة والمسؤولين، كيف يكون حالهم في بيوتهم مع زوجاتهم وأبنائهم؟ هل يخلعون الألقاب وأبهة المسؤولية وتبعاتها خارج البيت؟ ويكونون في بيوتهم أزواجا وآباء بما يعنيه ذلك؟ أو يدخل أحدهم بيته بوظيفته ولقبه؟. ومن هنا كان هذا التساؤل حاضرا أيضا في أذهان كثير من التابعين، فطفقوا يسألون أزواج النبي
انتهينا في المقال السابق إلى أن الطبيب إذا حصل على عينات أدوية مجانية من مناديب شركة الأدوية مقابل إيثار أدويتهم خاصة على بقية الأدوية المشابهة، فإن هذا يكون من الرشوة المحرمة؛ لأنها خيانة واضحة للمريض، حيث عدل عن الدواء الأجدى والأرخص إلى دواء آخر ليس لشيء إلا أن بائعيه يعطون الطبيب هدايا مقابل ترشيحه للمريض.
ومن عجيب بديع متشابه نظم القرآن وفرائده لمتدبر البيان، أنه أتى بوصف ( المنشآت) في آية الرحمن، إذ قال (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ، فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) ولم يذكر هذا الوصف في الشورى إذ قال (وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ ۚ إِنَّ فِي
اكتشف مصادر أموال النبي ﷺ وكيف كان ينفقها في الخير، من تجارته إلى ميراثه وخمس الغنائم والفيء.
تٌعدّ الأخلاق الإسلامية من ركائز الإسلام العظيم ومن أعمدته الأساسية التي يُبنى عليها قوام هذا الدين، فمرتبة الأخلاق مرتبة سامية وهدف نبيل، بذل رسول الله ﷺ كل جهده لترسيخ الأخلاق وبناءها بالشكل الصحيح حتى أنه بين أن ترسيخ الأخلاق ونشرها في المجتمعات سبباً أساسياً لبعثته وهدفاً من أهداف دعوته، قال ﷺ : “إنما بعثت لأتمم
تعرف على عظمة علم الله وفهم مفهوم القدر في الإسلام من خلال القرآن والسنة.
تسرب الحيل إلى كثير من معاملات مؤسسات التمويل الإسلامي أساء للمصرفية الإسلامية؛ وفقدت بسببه بعض مصداقيتها الشرعية أمام أنصارها وعملائها حتى أضحى بعضهم ينكر وجود فارق مؤثر بين البنوك الإسلامية والبنوك الربوية. ولضرورة معالجة ذلك؛ ولأن المسؤولية هنا مركبة ليست خاصة بالمسؤولين عن تلك البنوك، أو هيئات الرقابة الشرعية فيها فحسب، بل تشمل أيضا الزبناء،
استحدثت شركات الأدوية فكرة العينات المجانية بقصد تسويق منتجاتها، إمعانا في تذكير الطبيب بالدواء وتكثيفا لحملتها الدعائية، على حد قول القائل: ” ليس راء كمن سمع” فقد يغيب اسم الدواء عن ذاكرة الطبيب فيأتي دور هذه العينات للتذكير المباشر والملح به. وإذا كان للمرض الواحد عشرات الأدوية التي تعالج منه فإن دور العينات هنا أن
الله خالق هذا الكون والمبدع في صنعه، الذي أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ، ومن هذه النعم أنه أنزل الماء على هذه الأرض، فإذا نزل الماء صاحب ذلك النزول ظواهر عديدة تعرف عليها ،
استكشف حياة الشيخ حسين الجسر وإسهاماته الإصلاحية في العلوم الإسلامية والعصرية ببلاد الشام.
مراعاة حساسية النفوس البشرية وملاطفتها بلطيف الخطاب ذوق بياني رفيع راعاه القرآن في بديع الخطاب إذ قال (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) فالتوديع يكون بين الأحبة فخاطبه به ؛ ولما كان القلى بين الأعداء تحنن في الخطاب وحذف منه ضمير المخاطبة،فقال (وما قلى) . وعندما أباح المولى عز وجل لنبيه -ﷺ – أن تهبه
اكتشف أسرار الإرث في الإسلام! تعرف على الحكمة وراء إرث الوارث البعيد وكيفية دخول الجنة بفضل العمل القليل.
ربما يتصور بعض الناس أن علم الاقتصاد الإسلامي علم وليد العصر، بل لا تعدم من يجهل أن يكون ثمة للإسلام منهج كامل في علم الاقتصاد! ليس هذا فحسب، بل كثيرا ما نسمع أن علماء المسلمين أتخموا المكتبة الإسلامية بالحديث عن فقه الطهارة والعبادات، في الوقت الذي قصَّروا فيه في علم الاقتصاد، فلا تكاد تجد لهم
تعرف على بعض المعاملات المالية الإسلامية وميزة عقد الإيجار المنتهي بالتمليك لانتشار العمل به في الصيرفة الإسلامية.
الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان الستة التي وردت في كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم ﷺ، وقد دلَّ القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع المسلمين والفطرة والعقل على وجوب الإيمان بالقدر. – مفهوم القدر: القدر لغة : يدل على مبلغ الشيء. وكنهه ونهايته. ويطلق القدر على الحكم والقضاء أيضاً ومن ذلك حديث الإستخارة “فاقْدُرُه ويسرّه
الباطنية مذاهب مختلفة، يجمعها اعتقاد باطن للقرآن يخالف ظاهره، وأن هذا الباطن هو مراد الله تعالى، والمقصد من هذا إنما هو تحريف العقيدة وإبطال الشريعة، وإشاعة الشك والفوضى، وتبديل الأحكام الواضحة بمفاهيم عائمة لا تحق حقاً ولا تبطل باطلاً، مثل قول بعضهم: إن الجنابة التي أمرنا الله بالتطهّر منها إنما هي التقرب من الأغيار، وإن
ودّع العالَمُ نظامَ الرق الذي كان قد أوجده واخترعه من قبلُ، وتعايش معه وأوجد له قوانين ولوائح لتسييره. وقد عمل الإسلام على تجفيف منابعه من ناحية، وعلى الترغيب في عتق من ابتُلي به من ناحية أخرى. ولم يكن بوسع المسلمين أن يقرروا بإرادة منفردة إنهاء نظام الرق، فهذا الإجراء يحتاج إلى توافق دولي، لأن معنى
ماذا تعرف عن غرامة التأخير على المدين؟ وهي إحدى الحيل التي تعتمدها بعض المصارف الإسلامية، وما موقف العلماء من هذه المعاملة؟
عالج الشاطبي في إحدى مقدمات الموافقات الأصل العلمي الصحيح الذي قد يعتمده المجتهد في البحث عن الأحكام، ويقع به المدلول ويلزم الفعل بمقتضاه، بل تبقى ذمة المكلف عامرة في الأوامر الدينية حتى يأتي به على الوجه المطلوب. وقد بين شروط هذا الأصل والضوابط العلمية التي يجب توفرها. وهي قاعدة تصلح أن يطبقها المسلم في مجالات
في المقال السابق قدمنا تعريفًا موجزًا لرؤية المفكر الكبير الأستاذ محمد فريد وجدي، رحمه الله، عن الأصول الحضارية التي جعلت للإسلام غلبة على ما سبقه من مدنيَّات وحضارات. وختمنا بالسؤال: إذا كانت هذه هي أصول الإسلام؛ التي هي- كما يقول وجدي- من خصوصيات الإسلام، والتي بها غالَبَ الإسلامُ جميعَ العقائد التي كانت منتشرة على عهده،
تناولنا في مقال سابق مفهوم العملات المشفرة و البيتكوين وشيئا من مزاياها وسلبياتها، وفي هذا المقال نتحدث عن أهم الإشكاليات الشرعية التي تفجرها العملات المشفرة مثل البيتكوين: مشروعية الإصدار أول الإشكالات الشرعية تكمن في مشروعية إصدار هذه العملات، فذهبت بعض الفتاوى إلى تحريم إصدارها والتعامل بها، لما يكتنفها من الغرر والجهالة، والتردد بين الثمنية والعرضية،
وصل علماء البحار بعد تقدم العلوم في هذا العصر، إلى اكتشاف يدل على وجود حاجز بين البحرين، فوجدوا أن هناك برزخاً يفصل بين كل بحرين، ويتحرك بينهما، ويسميه علماء البحار “الجبهة” تشبيهاً له بالجبهة التي تفصل بين جيشين، وبوجود هذا البرزخ يحافظ كل بحر على الخصائص التي قدرها الله له ﴿ مَرَجَ البَحْرَينِ يَلتَقِيَانِ *
من الحيل الشرعية التي تشربت إلى معاملات التمويل الإسلامي فسخ الدين في الدين، وهو ما يسمى بجدولة الدين. وهو أن يكون للمصرف الإسلامي دين في ذمة العميل ويرغب العميل في إجراء معاملة تمويلية جديدة، ولا يمكنه ذلك حتى يسدد المديونية الأولى فيتفق مع البنك على إنجاز المعاملة الجديدة، وأن يسدد الدين القديم منها لتبقى ذمته
قال ابن كثير: “اشتملت هذه السورة الكريمة (..) على حمد الله وتمجيده والثناء عليه، بذكر أسمائه الحسنى المستلزمة لصفاته العليا، وعلى ذكر المعاد، وهو يوم الدين، وعلى إرشاده عبيده إلى سؤاله والتضرع إليه، والتبرؤ مِن حولهم وقوتهم، وإلى إخلاص العبادة له وتوحيدِه بالألوهية تبارك وتعالى، وتنزيهِه أن يكون له شريك أو نظير أو مماثل، وإلى
جاء طرح مسألة تطوير قوانين الأسرة على العقل الفقهي مع اتجاه بعض البلاد الإسلامية إلى اعتماد التشريعات الغربية بديلا عن الشريعة التي تقلص حضورها القانوني واقتصر على المجال الأسري، وحتى هذا المجال المحدود لم يعد خالصا للشريعة ونازعته التشريعات الغربية فأُبطلت قوانين الأسرة الشرعية كلية في عدة بلدان وتم المزج بينها وبين القوانين الوضعية في
فقد العالم الإسلامي العلامة الهندي محمد واضح رشيد الحسني الندوي وهو شخصية علمية بارزة في الدعوة الإسلامية، اهتم بتأصيل الوعي الإسلامي في شبه القارة الهندية، وله مشاركات قيمة ومشهودة في العصر الحديث، ضمن جهود علماء الهند في تطوير اللغة العربية وآدابها وعلومها. جاءت الإشادة بمساهمات الشيخ محمد رشيد – رحمه الله – بحكم انتسابه إلى
أحدث إصدارات النقود الإلكترونية، هو النقود والعملات المشفرة ( cryptocurrency) وتعددت وتنوعت العملات المشفرة ومعظمها مبنية على مبدأ عملة البتكوين ومستنسخة منها
“عندما تخرج من مرجعية فكرية لمرجعية فكرية أخرى تمر بمرحلة لا تكون هذه فقدت وجاهتها تماما ولا تلك اكتملت جاذبيتها لك فتصبح كأنك بين جاذبية كوكبين وفي هذه اللحظة أيقنت كمؤمن أن هداية الله هي الحل والفيصل” هكذا تحدث المفكر والقاضي طارق البشري عن مراجعته الفكرية، وانتقاله من مرجعية إلى أخرى عبر رحلة طويلة من
استكشف عجائب الحرم المكي: أدلة إعجاز الله في وسط العالم، واتجاه ثابت، وكعبة مشرفة مصطفّة بدقة، وحجر أسود من السماء، ومقام إبراهيم بتبعة القدم، وبئر زمزم تتدفق منذ آلاف السنين، وحماية مطلقة لمن يدخله.
الإحسان في الاسلام ليس مجرد معنى عام الدلالة بعموم المدلول اللغوي، بل هو رتبة عالية في الدين، يبلغها العبد إن وجد وليا مربيا يوقظ همته لطلب وجه الله، وينقله من حال الغفلة إلى حال الذكر
أوضح المولى سبحانه في مقام تعداد نعمه على رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله: (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى) [الضحى: 8]
من الحيل المحرمة الأخرى التي تسربت إلى معاملة التورق -وهذه غالبا ما تكون دون علم البنك بل تقع من الآمر بالشراء- أن يدفع الآمر بالشراء بعض الثمن للبائع لأنه يريد تمويل المعاملة من البنك في حدود مبلغ ما، وسعر السلعة أعلى. فيدفع هو الزائد لصاحب السلعة دون أن يخبر البنك بذلك، فيكون كأنه اشترى السلعة
اعتدنا أن نقرأ في الأديبات الإسلامية عن أركان الإسلام الخمسة، وأركان الإيمان الستة، وغير ذلك من المفاهيم والكُلِّيات التي ترسم طريق الدخول في الإسلام، أو تصوِّر بعض معالمه الأساسية..
ظهرت فكرة شركات التأمين الإسلامي على إثر تحريم المجامع الفقهية للمبدأ الذي تنطلق منه شركات التأمين التقليدية. لم تكتف المجامع الفقهية بتحريم شركات التأمين التقليدي، فالتأمين بات ضرورة ملحة في الواقع المعاصر، فطرحت هذه المجامع فكرة شركات التأمين الإسلامي، وقامت أول شركة تأمين إسلامي في السودان عام 1977م. صحيح أن هذا التوقيت لم يكن متأخرا
أسف الإمام ابن عاشور في “أليس الصبح بقريب” على حال التآليف الإسلامية التي بقيت جامدة – حسب تشخيصه – منذ ستمائة عام، وشبهها بالأسير الذي ينتظر الفكاك والمظلوم الذي يفتقد الناصر، واعتبر جمودها من أهم أسباب تأخر التعليم، وأن إصلاح التآليف هي الخطوة الأولى في إصلاح التعليم، فقال: “أمَّلت العلوم منا إصلاحا لها، فنظرت إلينا
يقدم لنا القرآن الكريم صرخة في وجه الملحدين المشككين في كلام الله عزّ وجل، ويضيف لنا إعجازاً علمياً جديداً يثبت فيه صدق كلام الله الخالق، وأن النبي الكريم – ﷺ – الذي تلقاه كان موصولاً بالوحي، فيحدثنا عن معجزة مبهرة في عصر لم يكن باستطاعة أحد أن يقيس أخفض منطقة على سطح اليابسة، حيث يحدثنا
أن يُذكر النبي ﷺ داعيا إلى الله ، دالًّا على صفات جلاله وجماله، معرِّفا بحقوق الله على العباد، مذكِّرا بما ينبغي في حقه تعالى من الإنابة والضراعة وتوحيد العبادة… هذا كله ليس بغريب ولا مستنكر، فهذه هي الوظيفة الأولى للأنبياء عليهم السلام، قال تعالى : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا
التكييف الفقهي: معناه وفائدته “التكييف” مصطلح قانوني، تمت استعارته واستعماله في المجال الفقهي. وهكذا بدأ الحديث لدى بعض الفقهاء المعاصرين عن “التكييف الفقهي” بالمعنى الذي يتضمنه مصطلح “التكييف القانوني“. وفي الحالتين، فالتكييف الفقهي أو القانوني معناه: تحديد ماهية التصرف أو المسألة أو النازلة المعروضة على النظر الفقهي أو القانوني أو القضائي، وتصنيفُها ووضعها في بابها
شهدت مصر مع بدايات القرن العشرين ظهور طائفة من المفكرين الذين تلقوا تعليما دينيا ولكنهم تأثروا بالفكر الغربي واصطبغ مشروعهم المعرفي به، وفيما يلي نعرض لمشروع لم ينل حظه الكافي من الدرس وهو مشروع الشيخ أمين الخولي (1895-1966).
تناولنا في مقالة سابقة مفهوم المرض الاجتماعي وعلاقته بالمرض العضوي وطرق التكوين المتشابهة, وموقف القرآن من مفهوم المرض وأقسامه (عضوي واجتماعي). ونتناول هنا بعض من الظواهر المَرَضية التي يرصدها القرآن, ويكشف خطورتها الاجتماعية على أداء المجتمع لوظائفه أو حتى على بقاء المجتمع ووجوده. الإصلاح الدعيِّ أولى هذه الظواهر المَرَضية التي نتعرض لها هنا هي ظاهرة
القرآن الكريم في الأصل كتاب هداية” عبارة سمعناها ونسمعها كثيرا في المحاضرات والندوات التي يكون موضوعها القرآن الكريم، وهي تأتي عادة عقب تناول موضوع يحاول سبر أغوار القرآن الكريم، وكشف حقائقه وأسراره وما حوى من علوم ومعارف وحقائق قد تكون بعيدة -حسب فهم البعض- عن الهدف الأسمى من نزول القرآن الكريم، ألا وهو هداية الناس
هل الظنّ كلّه إثم؟ الآية تقول إن بعض الظنّ إثم، وكثير من الناس، حتى من المشايخ، يظنّون أن الظنّ كلّه إثم! فهل ظنّهم هذا صحيح؟ الظنّ في القرآن – (ومنهم أمّيون لا يَعلمون الكتابَ إلا أمانيّ وإنْ هم إلا يَظنّون) البقرة 78 – (وإنّ الذين اختلفوا فيه لَفي شكّ منه ما لهم به مِن علم
في المدونات الفقهية على اختلاف مشاربها حديث عن الخادِم وأهميته وضرورته، حيث تعُدُّ هذه المدونات الخادم واحدًا من عناصر الحياة الأساسية التي لا تقوم الحياة بدونها. الزكاة فنجد له فيها حديثا في باب الزكاة في موضعين: الموضع الأول : عند ذكر شروط وجوب الزكاة، وتحديدا عند شرط : الفضل عن الحوائج الأصلية، فالحاجات الأصلية عند
( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ ) لا يكون تغيير الله ما بقوم حتى يكون منهم العزم والإرادة الصادقة في التغيير؛ فتمتد لهم معونة الله بالتوفيق والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان. ومن دقائق نظم القرآن في هذا المقام أنه استعمل (ما) الدالة على الإبهام فهي أبهم الموصولات، فلم يقل:
يقول تعالى في سورة التغابن"فاتقوا الله ما استطعتم".فما هو تفسير هذه الآية؟فمن أسباب التخلف الذي يُعاني منه المسلمون اليوم هو المفاهيم الخاطئة التي علقت في أذهانهم.
الحيل هي: ما يُتَوصل به إلى مقصود بطريق خفي، وهذا المقصود إن كان مشروعا سميت حيلا شرعية أو مخارج شرعية، وإذ كان هذا المقصود محرما سميت حيلا محرمة، أو حيلا بإطلاق هكذا. إذ غلب إطلاق الحيل على النوع الأخير المحرم ولذلك قال الطاهر بن عاشور لما عرف الحيل هي: (إبراز عمل ممنوع شرعاً في صورة
نهضت الرسالة النبوية في مرحلتيها المكّية والمدنية على أسس وقيم روحية وخلقية ونفسية عميقة، سار على هديها الصحابة والخلفاء والتابعين وقادة المسلمين في طريقهم الدعوي، واقتدوا بها في فتوحاتهم الواسعة في جميع الأصقاع الكونية، ونشروا رسالة الدين الحنيف بروح من التسامح والأخوة، وفي إطار حفظ المصالح والمفاسد العامة والخاصة، والتعرف على نواميس وسنن بناء الأمم