بسم الله،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:-
إلى يومنا هذا لم يستطع الطب أن يكتشف أثر سبق ماء الرجل أو المرأة على الشبه، ولا يزال الأطباء يردون موضوع الشبه إلى قوانين الوراثة، وقد تتخلف هذه القوانين.
وبالرغم من ذلك فإن علينا أن نؤمن بهذا الحديث طالما ثبتت صحته، وهي دعوة إلى العلماء المختصين أن يواصلوا البحث العميق ، والدارسات المتلاحقة ليصلوا إلى العلاقة بين سبق المني وشبه الولد.
يقول الدكتور سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:-
الشبه جاءت به الأحاديث النبوية أيضاً، فقد يشبه الولد أباه، وقد يشبه أمه أو أخواله، وقد يشبه أحد أجداده، وقد لا يشبه أياً من آبائه.
قال الدكتور محمد علي البار في كتابه (خلق الإنسان بين الطب والقرآن) ص((164):-
الخلاصة: أن عوامل الشبه لأحد الوالدين أو للأسلاف، أو بظهور صفات جديدة كما حدث للفزاري الذي جاءته امرأته بولد أسود دون أن يكون أحد والديه أسود، أمر بالغ التعقيد،وتعمل فيه الجينات بصورة خفية ومعقدة، وبعضها يتبع قوانين مندل حسب الصفة: سائدة (DOMINANL)، أو منتحية (RECESSIVE)، وبعضها يتبعها وحتى تلك التي تعتبر خاضعة لقوانين الوراثة قد تختلف عن تلك القوانين، ويعتبر الجنين عندئذ كامل التعبير أو ناقص التعبير..
ولا يزال العلم الحديث يجهل الكثير والكثير من الحقائق التي تحدد الشبه في الولد، ولا ندري إلى الآن ما هو دور السبق في ماء الرجل أو ماء المرأة في الشبه من الناحية العلمية، وحتى يتسع مدى العلم في هذا الباب فإننا نقبل الحديث الشريف بقلوب مطمئنة واثقة بصدق المصطفى صلوات الله عليه الذي لا ينطق عن الهوى، والذي لا يقول إلا حقاً.
وينبغي أن يحفز ذلك العلماء المختصين في هذا الباب لدراسته، فقد تنفتح لهم أبواب وتكشف لهم كشوفات، وهذا معلم من معالم البحث التي ينبغي أن يدرسها العلماء المسلمون المختصون في هذا الفرع من العلم، انتهى محل الغرض منه، هذا وقد نقلت للسائل والمطلع على هذا السؤال والإجابة عليه كلام الدكتور محمد البار لعظيم فائدته وكونه في نظري كافياً في الإجابة عن استشكالات السائل، وعلينا جميعاً التسليم بما جاء عن الله، وعن رسوله – ﷺ- والإيمان بأنه الحق لأنه من عند الحكيم العليم، وصدق الله حيث يقول: “وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً”[الإسراء: من الآية8).
والله أعلم .
انتهى نقلا عن موقع الإسلام اليوم .
سليمان بن فهد العيسى