سليم الحسيني يعمل أستاذا للهندسة الميكانيكية في معهد العلوم والتكنولوجيا بجامعة مانشستر. حصل على عدد من الجوائز لجودة أبحاثه وأهمية عمله. عمل مع 30 باحثا في مشروع ضخم يهدف لإزالة فقدان الذاكرة وإظهار مساهمة التراث الإسلامي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والطب وغيرها من المجالات، نشرت له مقالة قصيرة في عدد 369 (ربيع 2012، ص 10.) في ” Runnymede Bulletin” حول “الرياضة في التراث الإسلامي” جاء فيها :
في وقت كانت أوروبا تعيش عصورا مظلمة، شهد العالم الإسلامي ازدهارا كبير في مجالات العلوم والرياضة والفن الرفيع، وخلال هذه الفترة الطويلة، ظلت تمارس مختلف أشكال الرياضة على نطاق واسع في العالم الإسلامي ” الكلاسيكي” ، وهذه الممارسة مازالت حاضرة إلى يومنا هذا .
لكن هناك حالة من فقدان الذاكرة لـ 1000 سنة ماضية للحضارات الإسلامية والصينية والهندية وبالتحديد خلال الفترة 700-1700 م.
يهمل نظامنا التعليمي إلى حد كبير هذه الحقبة التاريخية، حيث يتم التغاضي كثيرا عن فترة العصور المظلمة أو العصور الوسطى، وبدلا من التركيز على أوروبا فإن المناهج الدراسية – خاصة مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وحتى الرياضة – تميل للقفز فوق هذه الفترة من النهضة الأوروبية إلى الرومانية وتارة تقفز إلى الحضارات اليونانية، وتتجاهل العلماء أو الاختراعات من الثقافات غير الأوروبية.
تجدر الإشارة إلى أن التنبيه عن حالة فقدان الذاكرة هذه ستفيدنا في تجنب مشاعر الاستعلاء الأوروبية، وفي ذات الوقت تفادي إشعار الآخرين بالنقص.
ويوضح الرسم البياني التالي امكانية حل هذه المشكلة، حيث تظهر الفجوة الممتدة لمدة 1001 سنة للحضارات الصينية والفارسية والهندية والإسلامية.
من أجل التماسك الاجتماعي الفعال وتكريس مبدأ الاحترام بين الثقافات، فمن الضروري أن نذهب أبعد من ذلك ونعمل على إثراء جميع المواد الدراسية الأخرى ، بما في ذلك الرياضة، ونتطرق لمساهمات الثقافات المختلفة، لا سيما من التراث الإسلامي على وجه الخصوص – أيام الحكم الإسلامي لأسبانيا – والتي أفادت النهضة الأوروبية.
لا يوجد تصور واضح لدى المسلمين عن المساهمات الواسعة التى أدخلها العالم الإسلامي “الكلاسيكي” لتطوير الرياضة.
على سبيل المثال، إقترنت لعبة الكريكيت مع “الهوية البريطانية”، ولكن هذه اللعبة نشأت في شمال الهند قبل حوالي 700 م، ثم اتجهت غربا ووصلت ذروتها بعد اعتمادها من بريطانيا كلعبة شعبية تعود ملكيتها لها !
لعبة أخرى هي البولو، لعبة رياضية قديمة كان أهل بلاد فارس وأفغانستان يستمتعون بممارستها إلى حد كبير، وتشير المخطوطات لممارسة الفنانين هذه اللعبة.
وتشير المصادر الإسلامية أن النبي محمد ﷺ كان يحب الرياضة، ومما يروى عنه أنه تسابق مع زوجته عائشة – رضي الله عنها – فسبقته وبعد سنوات تسابق معها فسبقها.
وكان الخليفة عمر بن الخطاب يشجع الآباء على تعليم الأطفال السباحة وركوب الخيل والرماية.
ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ كلمة “الرياضة” ومشتقاتها بالعربية، فهناك علم “الرياضيات” ، وأهل التصوف يستخدمونها للإشارة لمعاني التدريب الروحي. واقترنت الرياضة في التراث الإسلامي بتمارين الجسد والعقل والروح، كما ارتبط السلوك الرياضي بالأخلاق العالية مثل المروءة والأمانة والكرم.
عندما وصل المسلمون أسبانيا وصقلية واسطنبول وأجزاء أخرى من العالم، توقفت جميع الألعاب الرياضية التي تلحق الضرر باللاعبين، مثل المصارعة وما شابه ذلك. وطرح أحدهم سؤالا هل يسمح المسلمون باستخدام الضربة القاضية في لعبة الملاكمة ؟
لاحظنا في الآونة الأخيرة زيادة عدد الرياضيين من العالم الإسلامي المشاركين في الألعاب الاولمبية واكتسابها أهمية خاصة بسبب ظهور نساء مسلمات مرتديات للحجاب، ففي عام 2008، فازت البحرينية رقية الغسرة بالذهبية في سباق 100 و 200 متر وأثارت جدلا عالميا بسبب الزي الذي ترتديه.
الكونغ فو تراث إسلامي
تمثل رياضة “الكونغ فو” تراثا إسلامياً هاما في الصين وقد تم تطوير هذه اللعبة من قبل الرياضيين المهرة في لعبة “الكونغ فو” على مر التاريخ والذين دمجوا مسعاهم فى التدريب بين الكمال الجسماني والروحي، وتناول كثير من الكتاب هذا الإرث أمثال الأستاذ محمد خموش الذي بين بالتحليل هذا التراث وسلط الضوء على أبعاده التاريخية والثقافية.
من أول كاتب لدليل الرماية؟
بعد البحث في عدة كتيبات عن الرماية في كل من العالم الإسلامي والغرب بهدف تحديد أقدم دليل مفيد عن الرماية، واعتماد بعض المعايير الوظيفية لاختيار أفضل ما كتب، مثل توافر النص، وجودة الإصدار باللغة الإنجليزية (أصلية أو مترجمة) واشتماله على كافة جوانب تقنيات الرماية، ووجدنا أن أقدم دليل مفيد صدر في عام 1368 من قبل (الأشرفي البقلاميشي اليوناني) بعنوان “غنية الطلاب في معرفة رامي النشّاب” وهو عبارة عن دليل كامل لطالب العلوم العسكرية.