اقرأ أيضا:
نعم فهؤلاء المتدينون من الأطباء وغيرهم لم يتدرّبوا بعد على فصل المباحث العلمية المختبرية عن توجهاتهم الدينية، ومن ثم يجب الحذر في أخذ ما يقولونه أو يكتبونه في هذا المجال، فإذا قال لك أحدهم: إن السواك لا يتلوّث حتى لو امتزج بلعاب فمك، ثم وضعته في جيبك، ثم استعملته عدة مرات، فلا تأخذ بكلامه هكذا، فإنه هنا ليس بالضرورة أنه قد قام بفحص السواك، بل على الأغلب أنه ينطلق من تصوّر ديني لا علاقة له بالطب.
ليس المتدينون وحدهم، فهناك أيضاً صفحات عديدة لمن يتباهون بالإلحاد وسلطان العقل المطلق، تتناول هذه الأيام “أضرار الصوم” بصورة عامة، لكنك ترى كثيراً منهم حينما يطالبونه بالإثباتات العلمية يحيلك إلى مقال في صحيفة ما، ليس لها وزن علمي، وقد يكون الذي كتبه واحداً منهم، فيجعل محل الخلاف نفسه حجة على خصمه! وبعضهم إذا أعيته الحيلة راح يستشهد بالحالات القليلة النادرة مثل الصوم في الشمال الأوروبي الذي يتجاوز العشرين ساعة في اليوم، فيأتي الطبيب المتديّن ليرد عليهم بأن هذا الصوم فيه فوائد صحية لا تحصى، والحقيقة أنه لا الطبيب الملحد، ولا طبيبنا المتديّن، قد تكلما بالمعلومات الطبية المجردة، وهكذا تضيع الأمانة العلمية، وتختلط المعرفة بالخرافة وبالأمزجة والأهواء المختلفة، ليكون الضحية جيل من الناس تتنازعه الحيرة، وتعصف به الفوضى.
إن الطبيب الذي يحاول نصرة توجهه الفكري أو الديني بمعلومة مضللة، قد خان فكره ودينه وخان أمانته العلمية وأضرّ بمجتمعه.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين