يجب على المسلمين الإقتداء بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه خير قدوة لنا و نورد هنا بعض صفاته التي اكتسبناها من سيرته وننبه على التحلي بها وذلك بغاية الاختصار:

1- كان رسول الله نقي الثوب

إن النظافة من الإيمان فالمسلم يجب عليه أن يكون نظيف الثياب والأعضاء. إذ الوضوء فرض والغسل فرض. وقد قال تعالى لرسول الله “وثيابك فطهر”. هذا ما يأمرنا به ديننا. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتني بنظافة الظاهر كما يعتني بنظافة الباطن ويحث على استعمال السواك وطهارة الفم والأسنان ويتطيب ويمشط شعر رأسه ولحيته وقيم بيته بنفسه أي يكنسه. والناس الآن يستنكفون من مباشرة نظافة البيت فتأمل.

2- لا يقول هجراً ولا ينطق هذراً

وما أكثر قول الهجر والهذر عندنا. وما أكثر الماجنين والسبابين. فهلا اقتدينا برسول الله وتأدبنا بأدبه في الكتابة والقول وجانبنا الهجر والسب واللعن.

3- يتفقد أصحابه ويسأل عنهم

لا فرق في ذلك بين كبير وصغير. غني وفقير. لكن الناس يخصون الأغنياء بالسؤال عنهم ويتكبر الأغنياء على الفقراء ويتعاظمون عليه ويرون أنهم من طينة غير طينتهم ومن هذا نشأت العدواة والغضاء وتفككت روابط الأسر والأمة.وقد كان رسول الله مؤلفا للقلوب فيصل من قطعه ويعطي من حرمه ويعفو عمن ظلمه ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق والمسألة ويعود المريض ويشهد الجنائز.

4- إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس

أين هذا الحق الكريم المتواضع من الذين دأبهم التصدر في المجالس بحق وبغير حق وسواء كان المجلس خالياً أم مكتظاً. إن الناس يظنون أن التواضع ضعة وضعف لكن في التواضع رفعة. ولن يسود إنسان بالفظاظة والغلظة.

 5- كان أسخى الناس كفاً

وإنا نذكر الناس أن البخيل ممقوت وقد قال بعضهم إن البخل من سوء ظن المرء بالله ولانعلم أن بخيلا أحبه الناس واحترموهأحسن إلى الناس تستعبد قلبوهم فطالما استعبد الإنسان احسان.

6- لم ير قط ماداً رجليه بين أصحابه

لكنا الآن نفعل كل ما يخالف الآداب بلا اكتراث ظناً منا أن ذلك من الحرية لكن الحرية في المجتمع لا تكون من طرف واحد. بل يجب مراعاة احساس الأصدقاء والناس. فالأولاد يجب عليهم التأدب في حضرة آبائهم ومعلميهم وأقرانهم كما أنه على الآخرين مراعاة الأدب معهم للإقتداء بهم ومحبتهم.

 7- كان يخدم نفسه

ومن ذلك أنه كان يخصف نعله ويرقع ثوبه ويحمل حاجته ويكنس بيته وهذا اعتماد على النفس. فليؤد كل عمله غير معتمد على غيره ولا مستنكف من العمل مهما كان وإذا كان رسول الله وهو سيد الخلق والمسلمون أطوع إليه من بنانه يكنس بيته بنفسه فهل يستنكف أحد منا مزاولة أي شأن من شؤون الحياة وهل تستنكف سيدة البيت أن تخدم نفسها وزوجها وأولادها ظنا منها أن ذلك مما لا يليق بها لغناها وترفها وحسن هندامها. إن الإعتماد على النفس هو القوة والبطولة والرقي والاستقلال.

8 – قال صلى الله عليه وسلم “إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه”

لما سوى جدث ابنه إبراهيم رأى حجراً في جانب الجدث فجعل يسويه بأصبعه ويقول “إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه فإنه مما يسلى بنفس المصاب”الإتقان أيها المسلمون الإتقان. فلا تستهينوا بالأعمال ولا يستصغرن أحدكم أمراً مهماً قل شأنه. فالعلم يحتاج إلى الإتقان والصناعة تحتاج إلى الإتقان والتجارة تحتاج إلى الإتقان. والنظام الذي هو أساس الحضارة والعمران ما هو إلا الإتقان؟ وما سوى ذلك فهو إهمال وتقصير يؤديان إلى الإنحاط والأرتباك والخراب.

9 – كان رسول الله يستشير أصحابه

قال تعالى {وشاورهم في الأمر} . إن الله سبحانه وتعالى أمر رسوله وهو سيد الخلق وأرجح الناس عقلا وأغزرهم علماً وأسدهم رأيا أن يستشير أصحابه ولا ينفرد برأيه. قال الضحاك “أمره بمشاورتهم لما علم فيها من الفضل” ، وقال الحسن البصري “أمره بمشاورتهم ليستن به المسلمون ويتبعه فيها المؤمنون وإن كان عن مشورتهم غنياً” فالأستبداد في الرأي مناف للإسلام كما رأيت وهو من علمات الكبر والغطرسة وليس في الاستشارة أي ضعف بل إنها دليل على العقل وبعد النظر والرغبة في الإصلاح والإسلام من مبدئه يقدر فوائد الشورى ويعمل بها.

10 – الثبات على المبدأ

إن من تصفح سيرة الرسول يتضح له أنه صلى الله عليه وسلم لم يتحول عن مبدئه قيد أنملة واحتمل إيذاء المشركين بكل صبر ولم يذق للراحة طعماً في سبيل الدين ولم يقبل ما عرضته عليه قريش من ملك ومال وجاه. فماذا كانت نتيجة ثباته على المبدأ؟كانت النتيجة أنه هزم المشركين وفتح بلادهم وهدم الأصنام ونشر الإسلام وتوفي بعد أن بلغ رسالات ربه بكل أمانة وبعد أن قام بالواجب عليه خير قيام. فليعتبر المسلمون بنبيهم وليقتدوا به في جميع أمورهم.