لتفوز بـ إجابة الدعاء لا بد أن تعلم أن هنالك أوقاتاً وأمكنة يُستجاب فيها الدعاء، وهي أوقات وأمكنة فاضلة .. ومباركة :

ليلة القدر: وهي الليلة المباركة .. {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} [الدخان: 3]. وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحصر على قيامها، ويحيى لأجلها ليالي العشر الأواخر من رمضان ..

دعاء يوم عرفة : وهو يوم المغفرة، ويوم العتق من النار لمن فاز بالوقوف بتلك الأماكن الطاهرة. قال النبي   صلى الله عليه وسلم -: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة» رواه  الترمذي.

الساعة التي في يوم الجمعة : هي ساعة أخبرنا النبي – صلى الله عليه وسلم -: أن الدعاء فيها مستجاب قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم قائم يصلي يسأل الله خيرًا إلا أعطاه إياه» وقال بيده يقللها ويزهدها . رواه البخاري ومسلم.

وقد اختلف العلماء في تحديد هذه الساعة، والذي رجحه الحافظ ابن حجر (رحمه الله) في “فتح الباري” فقد رجح قولين: الأول: ما بين الأذان إلى انقضاء الصلاة. والثاني: بعد العصر ولكن من دعا الله تعالى في هذا اليوم كله كان على أمل كبير في إدراك هذه الساعة.

إقرأ أيضا :

من فضائل يوم الجمعة

الدعاء دبر الصلوات : وهو وقت مبارك فاحرص على اغتنامه وسئل النبي – صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله أي الدعاء اسمع؟ قال: ” جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات”   رواه الترمذي.

 قال مجاهد (رحمه الله): إن الصلاة جُعلت في خير الساعات فعليكم بالدعاء خلف الصلوات.

الدعاء في جوف الليل وآخره: وهو الوقت الذي تنافس الصالحون في إحياء ساعاته ويخلو فيه العبد بمناجاة ربه تبارك وتعالى.

وأعظم ما في تلك اللحظات ما أخبرنا عنه النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما قال: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقولك من يدعوني فأستجيب له، مَنْ يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له”  رواه البخاري ومسلم.

الدعاء عند السجود : هي لحظات شريفة؛ يكون العبد فيها قريبًا من ربه تبارك وتعالى .. يناجيه مناجاة تضرع وتذلل.

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء” رواه مسلم.

الدعاء بعد الوضوء وهو أيضًا وقت فاضل؛ إذ أن العبد فرغ من طاعة لله تعالى، وتطهر من الحدثين؛ فكان الدعاء بعد ذلك أرجى للقبول والاستجابة.

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له ثمانيةُ أبواب الجنة يدخل من أيها شاء” رواه مسلم وأبو داود والترمذي.

دعاء الصائم والمسافر : الصائم إذا أفطر له دعوة لا تُرد وكذلك المسافر .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات لا تُرد دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر” رواه البيهقي.

الدعاء بين الأذان والإقامة : وهو أيضًا من الأوقات الجليلة قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة” رواه أبو داود والترمذي.

الدعاء عند النداء وعند نزول المطر: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: «ثنتان ما تُرادان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر” رواه أبو داود والحاكم.

عند الاستيقاظ من النوم : قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قُبلت صلاته” رواه البخاري.

الدعاء عند المشاعر الطاهرة: إذا قدر الله لك النزول بالبلد الأمين، حيث البيت الحرام زاده الله تشريفًا وتلك المشاعر الطاهرة؛ فلتكثر من الدعاء بلا ملل. فأنت هنالك قريب من الرحمة ..وتطل عليك تلك المشاعر: إبتداء بالكعبة المشرفة، وهناك أيضًا: مقام إبراهيم، والصفا والمروة، وزمزم .. وإذا حللت أرض منى فلا تنسى أن تكثر من الدعاء عند الجمرة الكبرى يوم النحر، والجمرة الصغرى والجمرة الوسطى أيام التشريق.

وإذا حللت مزدلفة فلا تنسى أن تذكر الله تعالى وتدعوه كثيرًا عند المشعر الحرام.

تلك الأوقات والأماكن جعلها الله تعالى علامات لعباده؛ يتزودون منها لدنياهم وآخرتهم .. فالمحروم حقًا من ضيع تلك الفرص .. وغفل عن تلك المنح الإلهية.