قال وليد كساب، الأديب والباحث المصري، إن مصطفى صادق الرافعي نجح في تأسيس مدرسة الأصالة؛ التي أخذت على عاتقها الدفاع عن اللغة العربية باعتبارها مقومًا من مقومات الإسلام.

وأوضح كساب أن الرافعي أديب له حجمه وثقله، ومتعدد المشارب؛ مفكرًا، وأديبًا، وشاعرًا، ومسرحيًّا، ولغويًا.

ويتأسف كساب مما رآه «مؤامرة» استهدفت أدب الرافعي، في حياته وبعد مماته، بالتجاهل أحيانًا، وبالهجوم والازدراء أحيانًا أخرى، بسبب «اتجاهه المحافظ الذي جعله في مرمى سهام التغريبيين»، على حد قوله.

في الذكرى الثمانين لوفاة الرافعي، (1 يناير 1880- 10 مايو 1937م)، التقى “إسلام أون لاين” وليد عبد الماجد كساب، الذي له اهتمام خاص بتراث الرافعي، دراسة وكشفًا وتحقيقًا؛ لنقف معه على بعض معالم الجهود الرافعية، ودورها في خدمة اللغة العربية، والذود عن الإسلام..

من كتابات كساب: (مقالات الرافعي المجهولة في اللغة والأدب)، (تأملات في أدب الرافعي)، تقديم وتعليق على مسرحية الرافعي المجهولة: (حسام الدين الأندلسي)، إضافة إلى كتب ومقالات أدبية وفكرية أخرى.

فإلى تفاصيل الحوار:

– كيف كانت بدايتكم مع عالَم الرافعي الثري؟

كانت البداية وأنا طالب في نحو السنة الأولى من المرحلة الثانوية، كنت مشغولاً وقتها بالروايات البوليسية والكتب الثقافية والعلمية، وقارئًا للصحف والمجلات المختلفة حتى الرياضية منها، لكن يبدو أن صديقي المهندس محمد تركي- وهو مهندس ميكانيكي- كان له رأي آخر، إذ أهداني أحد كتب الرافعي، فقرأته لأول وهلة وأحسست أنني دونه بكثير، ثم طرحته جانبًا لفترة، وعدت إليه متحديًا نفسي، إذ كيف لا يمكنني أن أقرأ كتابًا كهذا، والحق أنها كانت بدايتي الحقيقية مع الرافعي، وعلى يد مهندس غير متخصص في الأدب.

لقد مثَّل لي أدب الرجل في ذلك الوقت صدمة فكرية لا أستطيع وصفها؛ إذ انتقل بي من القراءة السريعة العابرة إلى نوع جديد من القراءة المتأنية؛ فكنتُ أُعيد قراءة العبارة الواحدة أكثر من مرة لأفهم مرادها وأستشعر حلاوتها، ووجدتني أُمسكُ بالقلم- على غير عادتي- لأخُطَّ خطوطًا واضحةً تحت هذه العبارات الوامضة.

وإنْ أَنس لا أنسَ يوم أن كنتُ أتجولُ في شوارع مدينة طنطا الهادئة التي عاش فيها الرافعي حينًا من الدهر؛ فإذا بي إزاء محل لبيع الأدوات المدرسية وبعض الكتب القديمة أسفل بناية موغلة في القِدَم، أو بتعبير أدق «آيلة للسقوط»؛ فدلفت إليها وسألت صاحبها- وكان قديمًا هو الآخر- عن بعض كتب الرافعي؛ فابتسم في نشوة حانية وقال: ليس عندي من كتبه شيء، لكن لديَّ شيئًا مهمًا يخُصُّه ربما تحبُّه؛ تعجبت وسألته في دهشة؛ فأشار إلى البناية ذاتها قائلاً: هنا، في هذا البيت كان يعيش الأستاذ الرافعي!

لا أدري كم مرة قصدت هذا البيت ووددتُ ولوجه والتجول في ردهاته، لا لشيء إلا لأنه كان شاهدَ عدْلٍ على كثير من تفاصيل حياة الرافعي الغائبة، لقد رآه في شِبعه وجوعه، في فرحه وحزنه، في حلمه وغضبه؛ لكن البيت كان موصدًا تمامًا، ولم يكن فيه ما ينبض بالحياة إلا ذلك الشيخ الكبير الذي ينتظر مصيره أسفل هذه البناية المتداعية!

– ما موقع الرافعي من خريطة الأدب في القرن العشرين؟

الرافعي أديب له حجمه وثقله، كان متعدد المشارب؛ مفكرًا، وأديبًا، وشاعرًا، ومسرحيًّا، ولغويًا؛ لم يأخذ حقه في زمنه لعدة أسباب، منها اتجاهه المحافظ الذي جعله في مرمى سهام التغريبيين الذين ضاقوا به وبصلابته، فضلاً عن عزلته النسبية التي فرضها على نفسه في طنطا. ولو كان الرافعي متساهلاً في أفكاره على النحو الذي يرضي هؤلاء، لكان محظيًا من المؤسسات الثقافية والأدبية المختلفة؛ لكنه اختار الصدام مع كل من يطعن في الأصالة والهوية.

رغم ذلك شهد الكثيرون للرافعي بالنبوغ؛ كالزعيم مصطفى كامل، والزعيم سعد زغلول؛ والأدباء كالأمير شكيب أرسلان، والأستاذ إبراهيم عبدالقادر المازني، والأستاذ أحمد حسن الزيات، وغيرهم.

– ما الروافد التي يمتاح منها الأديبُ، كما تدلنا تجربة الرافعي؟

كان الرافعي لصيقًا بالتراث العربي الأصيل، ولعل ذلك ما جعل الأستاذ أحمد لطفي السيد يقول عنه: “إن أسلوبه سليم من الشوائب الأعجمية؛ التي تقع لنا في كتاباتنا نحن العرب المتأخرين، فكأني وأنا أقرأ له؛ أقرأ من قلم الـمُـبَرِّد”، وكذلك قال العقاد: “إنه ليتفق لهذا الكاتب من أساليب البيان، ما لا يتفق مثله لكاتب من كتاب العربية في صدر أيامها”، بل إن المازني يقول: “كان رأيي فيه دائمًا أنه أعلم أهل العربية، وأوسع أدبائها اطلاعًا على علوم الدين، وأحسبني لا أبالغ حين أقول: إن له بين آثاره ما لا يرقى إليه قلم قديم أو حديث”، ويتفق معه الدكتور طه حسين فيقول: “وكذلك تظلم الأستاذ الرافعي إن قلت إن حظه من العلم باللغة العربية وآدابها وبدقائقها وأسرارها قليل؛ وإنما الحق أن الذين يعلمون هذه اللغة كما يعلمها الرافعي قليلون جدًّا، وأحسبهم يحصون أيضًا”.

من هنا، كان التراث العربي هو الرافد الأول من روافد الرافعي، ثم إنه كان يطلع كثيرًا على ما يكتبه الغربيون مما يتفق مع ديننا وتقاليدنا.

– كان للرافعي هدفان أساسيان، كما يذكر سعيد العريان؛ وهما أن يكون من هذه الأمةِ لسانَها العربي في هذه العجمة المستعربة، وأن يكون لهذا الدينِ حارسَه وحاميه؛ يدفع عنه أسباب الزيغ والفتنة والضلال.. إلى أي مدى أحرز الرافعي نجاحًا فيما حدَّد لنفسه من رسالة؟

نعم، لقد عاش الرافعي- رحمه الله- مدافعًا منافحًا عن الدين وشعائره، ونضح أدبه بعاطفة جياشة يدركها كل من قرأه، ولم يجد الرجل غضاضة في التأكيد على ذلك مرارًا، فمثلاً نراه يؤكد ذلك الاتجاه بجسارة لا نظير لها: »والقِبلة التي أتجه إليها في الأدب إنما هي النفس الشرقية في دينها وفضائلها، فلا أكتب إلا ما يبعثها حية، ويزيد في حياتها وسمو غايتها، ويمكِّن لفضائلها وخصائصها في الحياة؛ ولذا لا أمسُّ من الآداب كلِّها إلا نواحيها العليا؛ ثم إنه يُخيل إليَّ دائمًا أني رسولٌ لُغويٌّ بُعثتُ للدفاع عن القرآن ولغته وبيانه«.

ولعل ذلك هو ما عبَّرَ عنه أستاذنا الدكتور حلمي القاعود بقوله إن “أبرز ما يميز النثر الإسلامي لدى الرافعي هو العاطفة القوية الملتهبة، التي تكاد تتأجج بين السطور؛ فهو رجل مسلم يعنيه أمر الإسلام وما يقال عنه وحوله، وأمر المسلمين وتاريخهم وما يجري لهم وما ينتظرهم. وكان يعتبر نفسه واحدًا من حراس العقيدة الواقفين على ثغورها يدافعون عنها بكل ما يملكون”.

لقد نجح الرافعي في تأسيس مدرسة الأصالة؛ التي أخذت على عاتقها الدفاع عن اللغة باعتبارها مقومًا من مقومات الدين الإسلامي، وهل محمود شاكر والعريان ومحمد رجب البيومي إلا امتداد لمدرسة الرافعي الأصيلة، التي تأثرت بأفكار مدرسة المنار؟!

– ذكر الأستاذ محمد سعيد العريان في كتابه “حياة الرافعي” أن من الأسباب التي باعدت بين أدب الرافعي وبين الجمهور من ناشئة المتأدبين، (أن أكثر ما كان يتناوله الرافعي من شئون الأدب هو ما يتصل بحقيقة الإسلام، أو معنى من معانيه؛ وهؤلاء يفرِّقون بين الأدب والدين، ولا يرون ما ينشأ في هذا الغرض لونًا من ألوان الأدب، أو مذهبًا من مذاهبه).. هل تتفقون مع هذه الرؤية من سعيد العريان؟

نعم.. إن ما نقطع به أن الدين كان مكوِّنًا أساسًا لشخصية الرافعي الأديب؛ فقد وُلد لأسرة تمتهن القضاء الشرعي، وتتوارث العلم كابرًا عن كابر؛ وأتاح له مرضه أن يختلي بنفسه ويعيش بمعية خالقه؛ فتجلَّت له حقائق لم تكن تظهر لغيره، وأتته المعاني الدقيقة راغمة؛ ولذا لم يكن من المستغرب أن نراه يخوض معركة تلو الأخرى دفاعًا عن الهوية الإسلامية، فكانت معركته الشهيرة “تحت راية القرآن” مع الدكتور طه حسين، ومعاركه الضارية مع عباس محمود العقاد وحسن القاياتي وسلامة موسى وغيرهم، حتى إن البعض لينظر إلى الرافعي على أنه من المتطرفين في تديُّنهم، ولا ينسون له جولاته ضد أحمد لطفي السيد ومحمد حسين هيكل وسلامة موسى وغيرهم؛ ممن دعوا إلى إحلال العامية واعتبارها بديلاً عصريًّا للغة العربية، بحجة عدم مسايرتها للتقدم الذي يشهده العالم يومًا بعد يومٍ.

كل هذا جعله خارج نطاقهم، وشنوا عليه الحملة تلو الأخرى، حتى بعد أن مات؛ ولا تزال مدرسة الرافعي تعاني في بلادنا من سطوة التغريبيين الذين يتملكون مقاود الحياة الثقافية، فيصرون على معاداة الرافعي و أدبه.

إنني أُلحُّ دومًا على تأكيد مدى بشاعة المؤامرة التي استهدفت أدب الرافعيِّ في حياته وبعد مماته، إذْ هي جزءٌ لا يتجزَّأ من المؤامرة الكبرى على هويَّة الأمة ومُقدراتها الفكرية، ويكفينا هنا أن نُورد هذه العبارة التي يقول فيها ماهر شفيق فريد: “كذلك هناك كتاب (على السفود) لذلك الرجعي الكبير الذي تجري حاليًا محاولاتٌ ﻹقامته من اﻷموات (من العجب أن يشارك فيها ناقدٌ ذو ذوقٍ وبصيرةٍ كالدكتور عبد القادر القط): مصطفى صادق الرافعي”.

وربما قصد شفيق تلك الدراسة التي قدَّم بها الدكتور القط لكتب الرَّافعي الثلاثة: رسائل الأحزان، السَّحاب الأحمر، أوراق الورد؛ فهل أخطأ الدكتور القطُّ عندما أثنى على الرافعي وأدبه؟! وهل كان مطلوبًا منه أن ينظر إلى أدب الرافعيِّ بعين السُّخط التي تبدي المساويا؟! ألهذه الدرجة بلغت كراهيتهم للرجل؛ الذي وقف حارسًا أمينًا ضد رياح التغريب العاتية، وأرادوا له ولأدبه الموت الزؤام؟!

– لكم اهتمام بأعمال الرافعي غير المعروفة، فأخرجتم من تراثه: مسرحية حسام الدين الأندلسي، والجزء الأول من مقالاته المجهولة في اللغة والأدب؛ والجزء الثاني سيصدر خلال أيام.. ما الأضواء المهمة التي تلقيها هذه الأعمال على الرافعي، أدبًا وفكرًا؟

إنَّ هذه المقالات، في جزئيها الأول والثاني الذي يصدر خلال أيام، تكشفُ بجلاءٍ عن جوانب غير مأنوسةٍ من حياة هذا الأديب والمفكر، وأهمها جهوده النقدية؛ فلم يكن الرَّافعيُّ غائبًا عن ساحة النقد الأدبي كما يتصَوَّر كثيرٌ من الباحثين في الأدب الحديث؛ بل كانت له جهودٌ مبكرةٌ لا يمكن إغفالها بحالٍ من الأحوال؛ وقد جرى أغلبها في إطار المعارك الأدبية الحامية، ولما كان ذَلق اللسان شديد اللهجة؛ فقد طغت هذه الحدَّة حتى أصبحت السِّمةَ الأبرز في نقده، ومن ثَمَّ رآها بعضهم خارجةً عن إطار الموضوعية العلمية، وفي ذلك يقول تلميذه وصَفيُّهُ الأستاذ سعيد العريان: “لقد كان ناقدًا عنيفًا حَدِيدَ اللسان، لا يعرف المُداراة، ولا يصطنع الأدب في نضال خصومه، وكانت فيه غَيْرَةٌ واعتدادٌ بالنفس؛ وكان فيه حرصٌ على اللغة من جهة الحرص على الدِّين”.

ويقدِّم الكتاب في جزأيه كذلك مقالاته التي كتبها في أعلام عصره نقدًا أو ثناءً أو رثاءً، من هؤلاء: العقاد، زكي مبارك، الملك فؤاد، وسعد زغلول، وسلامة موسى، وفكري أباظة، وأمين الرافعي، وحسين شفيق المصري..

باختصار: الكتاب يكشف عن جوانب خفية من حياة الرافعي؛ الخاصة والأدبية والفكرية.

– ما أهم جوانب الإبداع الرافعي التي ما زالت بحاجة للقراءة والفحص، ولم ينتبه لها كثيرًا مَن تناولوا حياته وأدبه؟

إسهامات الرافعي النقدية ما تزال بحاجة إلى الدراسة والبحث؛ فالدراسات التي تناولت هذا الجانب قليلة لا تشفي الغليل، ولست أدَّعي السبق؛ لكن ما نشرته من مجهولات الرافعي- في الجزء الأول من الكتاب المذكور، وفي الجزء الثاني الذي سيصدر خلال أيام بمشيئة الله تعالى- يكشف كما قلت عن جوانب جديدة في جهود الرجل في مجال النقد.

وجوانب التجديد في أدب الرافعي تحتاج إلى من يتناولها بالدراسة؛ فالرافعي كان من أوائل من نادوا بتجديد الشعر وأوزانه، وله إسهامات يمكن تصنيفها على أنها قصائد نثرية بالمفهوم الحديث. كذلك جهوده في مجال المسرح تحتاج إلى باحث مسرحي جاد، يسعى سعيا حثيثًا في هذا المجال.

– لو أطلَّ الرافعي على حياتنا الأديبة الراهنة، ماذا ستكون مآخذه عليها؟

تخيل.. سألتُ نفسي هذا السؤال وأزعجتني الإجابة!!

لو عاد الرافعي إلى دنيانا لانزعج أشد الانزعاج؛ لقد قضى الرجل حياته منافحًا عن الدين الإسلامي وشعائره، واللغة العربية التي هي لسان العرب؛ فلو خرج لرأى أنصاف مسلمين، ولآذاه المسخ الذي أصابهم وما يعيشونه من الوهن، ولرأى اللغة العربية وما وصلت إليه على الألسنة والأقلام.. ولتيقن أن مخططات وزارة المستعمرات قد آتت ثمارها، وكيف أن ذيول التغريب في بلادنا قد صارت لهم الكلمة العليا..

أنا موقن تمامًا أن الرافعي لو عاد إلى حياتنا؛ لما استطاع أن يكمل قراءة صحيفة، أو سماع نشرة إخبارية؛ للغتهما الركيكة.

– في الذكرى الثمانين لوفاة الرافعي، كيف ترى حضوره وتأثيره؟

كنت قبل سنوات قلقًا على الرافعي وأدبه، فالغارة عليهما قديمة متجددة؛ أما الآن فأنا سعيد بما وصل إليه أدب الرافعي من ذيوع، انظر مثلاً إلى كتابه (وحي القلم) ستجده أكثر الكتب انتشارًا وذيوعًا.

وفي معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام كان كثافة كتب الرافعي شيئًا لافتًا للنظر. وقد وصلتني رغبات، أكثرها من خارج مصر، لباحثين جادين يسجلون دراساتهم الأكاديمية (دراسات عليا/ ماجستير/ دكتوراه) في أدب الرافعي؛ وهو مؤشر جيد على أن الأدب الجاد الهادف باق رغم الحرب عليه.

وفي رأيي، فإن وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت) قد أنصفت الرافعي كثيرًا؛ إذ إن عباراته وحِكَمه وأشعاره تظهر بشكل طاغ على هذه المواقع؛ لأن كتابات الرجل تمس الروح والوجدان، وتعالج قضايا الحياة اليومية.

فالرافعي مازال حيًّا بيننا، رغم ذكراه الثمانين، وسيظل بإذن الله ما بقي الاهتمام بالأدب الجاد، وباللغة العربية في سموها ورصانتها.

إن الرافعيَّ، الذي أُريد له أن يموت أدبُهُ وينقطع في الأمة ذكره؛ قد حظي ببعض ما يستحقه من مكانة بعد سنواتٍ عجافٍ من التجاهل، واطمأنَّ الناس إلى أن الأفكار الأصيلة لن تموت في دنيانا إذا أخلص صاحبها لها وتعهَّدها بالرِّعاية والسُّقيا، وأنَّ نفيسَ الأحجار مهما انطمر تبقى قيمته الرفيعة؛ فلا يزيدها تعاقب الأحقاب إلا بهاءً ونضارة.

– ماذا عن جديدكم القادم من مخبوء الرافعي، إضافة للجزء الثاني من مقالاته المجهولة؟

بعد صدور الجزء الثاني بمشيئة الله سيتبقى لديَّ عملان: الأول كتاب يتناول دفاع الرافعي عن الهوية الإسلامية، والثاني طبعة جديدة من كتاب (وحي القلم) أشرف عليها، ويقوم على إنجازها ثلة من الباحثين الجادين من مصر وسوريا والسعودية.

وبهذا القدر أكتفي؛ فليس من المعقول أن أظل حياتي أدور في فلك الرافعي، وهناك شخصيات أخرى تحتاج إلى إلقاء الضوء عليها، وإعطائها بعض حقوقها في مواجة المسخ الفكري والأدبي.