أهم ما ينبغي أن يحصل عليه المسلم هو الفقه في الدين وأن يعبد الله على بصيرة. العاطفة الإسلامية برهان على صدق الإيمان لكن العاطفة من غير من وعي بالمصالح والمفاسد قد توقع المسلم في غضب الله تعالى من حيث لا يشعر.
في هذا السياق أود أن أوضح الأمور التالية :
1ـ المسلم الذي يسب رسول الله ﷺ أو يستهزئ به أو يلمزه مرتد عن الإسلام ، وهل تقبل توبته أو لا تقبل فيجب قتله حتماً ؟ خلاف بين أهل العلم وأكثرهم على أن توبته غير مقبولة، وقال بعض أهل العلم : يُكتفى بتعزيره ولا يُقتل وهذا قول بعض متأخري فقهاء الشافعية والحنفية، وفرَّق بعض أهل العلم بين من سب النبي ﷺ وقال : هي هفوة مني وبين من يسب النبي بشكل منتظم ولا يبالي في ذلك فهذا لا تُقبل توبته ويُقتل .
2ـ على الناس إذا رأوا من يسب النبي ـ فداه أبي وأمي ـ أن يزجروه ويجتهدوا في تسليمه للقضاء الشرعي، وليس لهم قتله أو معاقبته حتى لا تحدث فتن ونزاعات بين الناس، كما أن إقامة الحدود من حق الدولة وليس من حق عامة الناس، والمجتمع المسلم ليس غابة يفعل فيها الناس ما يشاؤون .
3ـ الكافر إذا شتم النبي ﷺ فإنه يُقتل عند أكثر أهل العلم ويجب على الناس تسليمه للقضاء أيضاً وليس لهم قتله، وهذا إذا كان الكافر يقيم في بلاد الإسلام .
4 ـ إذا كان من يشتم النبي ﷺ مقيماً في بلد غير مسلم فإنه لا يصح قتله من عموم الناس وعلى المسلمين في ذلك البلد العمل على استصدار قانون يجرِّم ذلك ويحاسب عليه، وعليهم عدم مجالسة ذلك الشاتم عملاً بقول الله تعالى (وقد نُزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذن مثلهم ..) وكلام المفسرين سلفهم وخلفهم على وجوب اعتزال المجلس الذي يسب الله تعالى فيه أو يسب دين الإسلام أو يسب نبيه أو أحد الرسل الكرام حتى يتغير الكلام في المجلس فيمكن للمرء أن يعود إليه .
هذه هي تعاليم الإسلام وهذه هي حضارة الإسلام، وهذا هو كلام أهل العلم ومن كان لا يرى صواب هذا فليعد إلى كلامهم وليأت به وليعرضه على القراء وحياه الله .
السب والشتم والاتهام بالباطل ليس مما يتقرب به العبد إلى الله تعالى .
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .