يحتفل باليوم العالمي للمرأة في الثامن مارس من كل سنة، منذ أكثر من قرن، ويشكل هذا اليوم رمزا للكفاح النسوي والمطالبات من أجل تعزيز حقوق النساء بمواجهة التمييز وانعدام المساواة، ويأتي احتفاء اليوم العالمي للمرأة في عام 2024 تحت شعار “الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم” من أجل تسليط الضوء على قضية ضمان حقوق النساء والفتيات ودورهن الفعال في بناء السلام وشتى مناحي الحياة هو السبيل لبناء اقتصادات مزدهرة خاصة أن العالم حاليا يواجه أزمات متعددة تمارس ضغوطا هائلة على المجتمعات.

ما هو أصل يوم المرأة العالمي؟

تعود أول مبادرة لتخصيص يوم من أجل قضايا النساء إلى عام 1909 م. غير أن مبدأ إقرار يوم عالمي للمرأة أقره المؤتمر الدولي للنساء الاشتراكيات، في أغسطس 1910م في كوبنهاغن بدفع من الألمانية كلارا زتكين، لكن من دون تحديد تاريخ.

وفي تلك الفترة، كانت أصوات النساء الرافضة للتمييز في العمل والمطالبة بحق التصويت تأخذ بعدًا أوسع في البلدان المتقدمة. وقد نشأت حركة النساء المطالبات بحق الاقتراع للنساء عام 1903 م في بريطانيا حيث نالت النسوة هذا الحق (بدءًا من سن الثلاثين) في 1918.

متى انطلق الحدث بنسخته الأولى؟

تعود النسخة الأولى من يوم المرأة العالمي إلى 19 مارس 1911م، يومها تظاهر أكثر من مليون شخص من أجل حقوق النساء في النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا.

وفي السنوات الأولى، كانت هذه الأيام مرتبطة بشدة بالتحركات العمالية ، وفي 1914، تجمّعت مجموعة نساء في الثامن من مارس للمطالبة خصوصا بحق الاقتراع للنساء، وشهد هذا التاريخ أول مظاهرة فعلية ليوم 8 مارس.

وبعد تناسي المناسبة لفترة إثر انطلاق الحرب العالمية الأولى عام 1914، شهد يوم المرأة العالمي بداية جديدة في روسيا. ففي الثامن من مارس 1917، سارت في سان بطرسبرغ (بتروغراد حينها) تظاهرات لعاملات كنّ يطالبن بالخبز وبعودة الرجال من جبهات القتال. وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبح تاريخ الثامن من مارس يوما للاحتفاء بالنساء.

من قرر جعل الثامن من مارس يوما عالميا؟

منذ مطلع سبعينات القرن العشرين، تمسكت الحركات النسوية الغربية بهذا التاريخ الرمزي وجعلته محطة رئيسية في مسيرة النضال من أجل المساواة والحقوق، ومن أجل تشريع الإجهاض والمساواة في العمل. وفي 1977م أعلنت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى الثامن من مارس “اليوم الدولي للمرأة”.

شقائق الرجال

لقد كرم الإسلام المرأة تكريما عظيما وأنصفها وحررها من ظلم الجاهلية، ومن تحكم الرجل في مصيرها بغير حق، وأعطاها حقوقها بوصفها إنساناً، وكرمها بوصفها أنثى وعضواً في المجتمع.

في ذلك يقول القرآن الكريم: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. وإذا كان الناس ـ كل الناس ـ رجالاً ونساءً، خلقهم ربُّهم من نفس واحدة، وجعل من هذه النفس زوجاً تكملها وتكتمل بها، كما قال في آية أخرى: ﴿وجعل منها زوجها ليسكن إليها﴾ [الأعراف: 2]، وبث في هذه الأسرة الواحدة رجالاً كثيراً ونساءً، كلهم عبادٌ لربٍ واحد، وأولاد لأم واحدة وأب واحد، فالأخوة تجمعهم، ولهذا أمرتُ الآية الناسَ بتقوى الله، ورعاية الرحم الواشجة بينهم: ﴿واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام﴾ [النساء: 1].

وجاءت السنة النبوية لتأكد على إنصاف المرأة، فهذه السيدة عائشة رضي الله عنها تروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إنما النساءُ شقائقُ الرجال” (رواه أبو داود والترمذي وأحمد).

وخير ما قيل عن المرأة هو ما قاله خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم :”إنما النساء شقائق الرجال” (رواه أبوداود وإسناده حسن)، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام أوصى بالرجال بالاهتمام بالزوجة والأخت والبنات والإحسان في معاملتهن وحسن معاشرتهن وإعطائهن حقوقهن حيث قال عليه أفضل الصلاة والتسليم: “استوصوا بالنساء خيرا” (رواه البخاري ومسلم) وقال صلى الله عليه وسلم: “أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم” (رواه الترمذي وهو صحيح)، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الزوجات بإطاعة أزواجهن ولكنه أمر بالرفق بهن ونهى عن تزويج الفتيات كرها وعن أكل أموالهن بالوعيد أو عند الطلاق.

من أقوال الفلاسفة والمفكرين والمشاهير في المرأة

كثير من المفكرين والفلاسفة والمشاهير قالوا كلاما مختلفا في المرأة، وقد يكون هؤلاء العظماء والفلاسفة استندوا على أقوالهم من واقعهم سواء من خلال البيئة التي كانوا يعيشون فيها، أو من خلال تجربتهم مع النساء فمنهم من كانت تجربته قاسية مع المرأة وعانى منها كثيرا فكان حكمه عليها قاسيا ومنهم من كانت تجربته مع المراة تجربة ناجحة ويملاؤها الحب فكان حكمه عليها لطيفا فهؤلاء هم بشر مثلنا فالمأساة والحياة الأليمة والمعاناة تخلق الفلاسفة والعظماء.

أما من أقوال المشاهير من العلماء والفلاسفة في فما يلي:

المرأة في نظري، خليط من الأشكال والألوان  – بيكاسو

المرأة أحلى هدية خصّ الله بها الرجل  – جويار

المرأة . . مخلوق بين الملائكة والبشر – بلزاك

المرأة كالإعلان يحقق غايته بالتكرار  – دورانت

المرأة . . زهرة الربيع . . فتنة الدنيا . . روح الحياة  – أنينا أوين”

المرأة أبهج شيء في الحياة  – كونفوشيوس

المرأة . . تاج الخليفة  – هردر

المرأة . . مثل الرقة والكمال  – فولتير

المرأة هي أكبر مربية للرجل، فهي تعلمه الفضائل الجميلة وأدب السلوك ورقة الشعور  – أناتول فرانس

المرأة كالوردة تستدرج الرجل بأريجها لتلسعه بأشواكها  – أرسطو

المرأة وحدها هي التي علمتني ما هي المرأة  – رديارد كبلنج

المرأة كتاب أبدع الله رسم غلافه فبدا فتنة للناظرين، ووضع مقدمته فجاءت باسمة كالزهر في الربيع، وكتب الشيطان فصوله فكانت خداعاً وشقاءاً وأحزاناً  – لامارتين

المرأة قلب الإنسانية . . والرجل هو الرأس  – صميلز

المرأة كوكب يستنير به الرجل، ومن غيرها يبيت الرجل في الظلام  – شكسبير

المرأة الصالحة خير للرجل من عينيه ويديه  – مسلمة بن عبدالله

المرأة الصالحة لا يعدلها شيء لأنها عون على أمر الدنيا والآخرة  – عبدالله بن المقفع