اقرأ أيضا:
2- السعي المستمر إلى تخفيض تكاليف المنتج، وهذا كما ينطبق على المصانع والشركات ينطبق كذلك على الأفراد، والهدف من ذلك هو النجاح في المنافسة من خلال البيع بأسعار أقل مما يعني اجتذاب المزيد من الزبائن، وهذا واضح بالنسبة إلى السلع، أما بالنسبة إلى الأفراد فإن خفض التكاليف يعني توفير الوقت والجهد من أجل الراحة وإتاحة الفرصة للممارسة النشاط الاجتماعي وصلة الأرحام وغير ذلك،وهكذا فإن الطالب الذي يذاكر دروسه ويكتب بحوثه بطريقة جيدة وحديثه يوفر بعض الوقت من أجل القيام بالعديد من الأعمال النافعة …
ولا بد هنا من الإشارة إلى أن تخفيض التكاليف يتطلب دائماً (مقاومة الهدر) هدر الوقت وهدر المواد المستخدمة وهدر الجهد، وهذا يعني العمل على تحسين أساليب العمل والإنتاج بصورة دائمة .
أنا شخصياً لا أعرف ناجحاً لا يهتم بالاستفادة من وقته ولا يهتم بتطوير أدائه.
3- تتطلب ثقافة الإنجاز من الواحد منا أن يجاهد نفسه من أجل التغلب على الضجر والملل والتعب، ومن الثابت أن العمل ضمن فريق يقضي على كثير من الملل، ولكن يجب أن نحذر من هدر الأوقات في التحدث عن أمور جانبية لا تتصل بالعمل، كما أن من الواضح أن التوقف عن العمل كل ثلاث أو أربع ساعات مدة نصف ساعة يجدد العزيمة وينشط الحوافز الداخلية، وقد قيل : إن في إمكان كتيبة عسكرية أن تمشي في اليوم عشر ساعات إذا استراحت كل ساعة عشر دقائق .
الميل إلى إنجاز الأشياء الصعبة والمثابرة في العمل من أخلاقيات وعادات الأشخاص ذوي الإنجاز العالي
4- الشخص المنجز يقاوم الرتابة، كما يقاوم الميل إلى العمل في الحيز الآمن، إنه يخاطر المخاطرة المعتدلة والمحسوبة ، وقد ثبت أن النتائج العظيمة للعمل في أي مجال تظل مقرونة بدرجة من المخاطرة ،وتجد هذا واضحاً في الفرق بين الربا والتجارة، فالمال الذي يوضع في البنوك تكون عائداته ـ مع حرمتها في كثير من الأحيان ـ ضئيلة، على حين أن المال المستخدم في التجارة قد يتضاعف في السنة مرات عديدة، والفرق هو المخاطرة في التجارة وانعدامها في الربا .
5- الميل إلى إنجاز الأشياء الصعبة والمثابرة في العمل من أخلاقيات وعادات الأشخاص ذوي الإنجاز العالي . إن من المؤسف أن المدارس والجامعات الضعيفة قد جعلت أبناءنا يدمنون الحياة السهلة، وحرمتهم من تذوق طعم العناء مع أن الوصول إلى نتائج باهرة يتطلب العمل فترات طويلة قد تصل إلى عشرين عاماً من البحث والتجريب والتطوير والأداء المتميز .
أنا أعتقد أن بناء بيئات عمل ممتازة هو أفضل طريقة لتوليد ثقافة الإنجاز وترسيخها لدى شبابنا، ومع أن بناء تلك البيئات يتطلب الكثير من الوقت والجهد، إلا أنه ليس لدينا أي خيار آخر.
والله من وراء القصد .
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين