أعلنت جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي الفائزين في الدورة الثامنة للجائزة في حفل أقيم في الدوحة، حيث قام الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني بتكريم الفائزين نيابة عن الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وتسعى هذه الجائزة إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تقوية أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب ودول العالم.

في إطار عملها الدؤوب منذ تأسيسها قبل سبع سنوات، تأمل جائزة الشيخ حمد للترجمة في مكافأة الجدارة والتميز، وتشجيع الإبداع، والتمسك بأعلى المعايير الأخلاقية والأخلاقية، ونشر قيم التنوع والتعددية والانفتاح.

وكانت جائزة الشيخ حمد للترجمة قد تأسست في الدوحة – قطر عام 2015، بالتعاون مع منتدى العلاقات العربية والدولية، وهي جائزة عالمية يشرف عليها مجلس أمناء مستقل، ولجان تحكيم محايدة، ولجنة تسيير احترافية تشكلت لهذا الغرض. وهي جائزة تسعى إلى ومكافأة التميز، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح.كما تطمح إلى غرس ثقافة المعرفة والحوار، وتعزيز الثقافة العربية والإسلامية، وتطوير التفاهم الدولي، وتشجيع التفاعل الناضج بين الثقافات بين اللغة العربية ولغات العالم الأخرى من خلال وسيلة الترجمة والتعريب.

2مليون دولار والتركية لغة رئيسة ثانية

قيمة جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تبلغ مليوني دولار أميركي، وقد اعتمدت في دورتها الثامنة لعام 2022 اللغة التركية لغة رئيسة ثانية بعد الإنجليزية، و5 لغات في فئات الإنجاز، لتكون فئات الجائزة لهذا الموسم: فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى العربية، فئة الترجمة من اللغة العربية إلى التركية، فئة الترجمة من اللغة التركية إلى العربية، وجائزة الإنجاز في اللغتين الرئيستين (الإنجليزية والتركية)، فضلا عن فئات جوائز الإنجاز في ترجمات اللغات المختارة من العربية وإليها، وهي: الرومانية والكازاخية والسواحلية وبهاسا إندونيسيا والفيتنامية كلغات فرعية.

“تفسير ما بعد الطبيعة” لابن رشد

فاز بالمركز الأول في فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة التركية محيي الدين ماجد عن ترجمة كتاب “تفسير ما بعد الطبيعة” لابن رشد، في حين حل في المركز الثاني كل من محمد أمين مشالي ومنتهى مشالي عن ترجمة كتاب “روح الحداثة” لطه عبد الرحمن، وبالمركز الثاني (مكرر) نعمان قوقلي عن ترجمة كتاب “المثقفون في الحضارة العربية” لمحمد عابد الجابري.

أما المركز الثالث فذهب إلى كل من عثمان بايدر وأزجان أقداغ عن ترجمة كتاب “دلالة الحائرين” لموسى بن ميمون، كما حصل على المركز الثالث (مكرر) صونر دومان عن ترجمة كتاب “السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية” لابن تيمية.

“تاريخ فن الخط” و”موت صغير”

وفي فئة الترجمة من اللغة التركية إلى اللغة العربية، فاز بالمركز الأول صالح سعداوي عن ترجمة كتاب “تاريخ فن الخط” لمحيي الدين سرين، وجاء في المركز الثالث هفال دقماق عن ترجمة كتاب “بربري عصري متحضر” لإبراهيم كالينو، في حين حجب المركز الثاني.

أما فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، فقد فاز بالمركز الثاني ويليام هوتشينس عن ترجمة رواية “موت صغير” لمحمد حسن علوان، وبالمركز الثالث ليري برايس عن ترجمة كتاب “المشاءة” لسمر يزبك، بينما تم حجب المركز الأول.

وفي فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى العربية، فاز بالمركز الثاني محمد عبد السلام حمشي عن ترجمة كتاب “الشعبوية والسياسة العالمية” لديفيد ماكدونالد وآخرين، كما فاز بالمركز الثاني (مكرر) أيمن حداد عن ترجمة كتاب “غزة.. بحث في استشهادها” لنورمان فينكلستاين، وجاء في المركز الثالث مصطفى محمد عبد الله قاسم عن ترجمة كتاب “البحر المفتوح” لجوزيف مانينغ، وفي المركز الثالث (مكرر) عامر شيخوني عن ترجمة كتاب “السرقة من المسلمين” لديانا دارك، وقد تمّ حجب المركز الأول في هذه الفئة.

جائزة تشجيعية لهيئة العلماء المسلمين في تنزانيا

كما توج الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في فئة الإنجاز، وفاز بها كل من الشبكة العربية للأبحاث والنشر من لبنان في الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، وكل من إنسان ياينلاري ومعنى ياينلاري من تركيا عن دورهما في الترجمة من العربية إلى التركية والعكس، كما فاز بالجائزة أيضا المترجمون محمد حقي صوتشين وبرهان كور أوغلو من تركيا، ومحمد حرب وعبد الله أحمد إبراهيم العزب (مصر)، ومن رومانيا نيقولا دوبريشان وجورج غريغوري، ومن كازاخستان اختيار بالتوري، ومن إندونيسيا عبد الحي الكتاني. وفي فئة المعاجم فاز معجم “لغة البهاسا” لمحمد منصور حمزة.

كما منحت الجائزة عددا من الجوائز التشجيعية لكل من هيئة العلماء المسلمين في تنزانيا- اللغة السواحلية، ودار الكرمة (مصر)، ومؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، والمترجم المصري أحمد شكري مجاهد.

حسن النعمة: الجائزة إسهام حضاري في رعاية الترجمة

أكد الدكتور حسن النعمة، رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، أن الجائزة تمثل إسهاما حضاريا من دولة قطر لرعاية الترجمة بين اللغة العربية ومختلف لغات العالم.

الدكتور حسن النعمة، رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ حمد للترجمة

وقال الدكتور حسن النعمة في كلمة له في الحفل الختامي للجائزة في دورتها الثامنة: “أزجي للفائزين وجميع المترجمين الأماني الطيبات، حيث نحتفل بالجائزة في ختام دورتها الثامنة وهو يوم الجائزة الأغر”. وتقدم الدكتور النعمة بالشكر الجزيل إلى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على رعايته للجائزة.. موضحا أن أهم ما يميز جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي أنها اختارت التنويع في حقول الترجمة وفي مختلف لغات العالم، وصولا إلى مختلف الآثار الحضارية والفكرية المترجمة من آثار العديد من الأمم ولغاتها، وكذلك المترجمة من اللغات الأخرى إلى العربية.

حنان الفياض: اعتماد الكازاخية والرومانية والفيتنامية

وقالت المتحدثة الإعلامية باسم الجائزة الأكاديمية والروائية حنان الفياض إن الجائزة احتفت في موسمها الثامن بمجموعة من اللغات التي تعتمد لأول مرة مثل الكازاخية والرومانية والفيتنامية، وكررت بعض اللغات مثل بهاسا إندونيسيا والسواحلية في فئة الإنجاز، وكررت التركية في فئة الكتب المفردة.

تحدثت الفياض عن الفائزين، وأشارت إلى تنوع جنسياتهم، إذ فاز مترجمون عرب وغير عرب من الدول المعتمة لغاتها، وقد كرم في حفل الجائزة فائزون من الترجمة من التركية على مستوى الأفراد والمؤسسات، كما كرم في فئة الإنجاز مترجمون في اللغات التالية: السواحلية، وبهاسا إندونيسا، والكازاخية والرومانية.

وقد شمل تكريم الفائزين، بحسب المتحدثة باسم الجائزة، في فئة الإنجاز مؤسسات وأفرادا، كما كرم فائزون في الترجمة بين اللغتين العربية والإنجليزية في موضوعات متنوعة في مجال الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، وتنوعت الموضوعات بين الأدبية والفكرية والدينية وغيرها.

بيك ها يون: قطر تعزز أواصر التفاهم الدولي

من جهتها، ألقت الدكتورة بيك ها يون (ليلي) من كوريا الجنوبية كلمة ضيوف الجائزة، ثمنت فيها دور دولة قطر في دعم الترجمة، وتعزيز أواصر التعايش والتفاهم الدولي، داعية إلى الاهتمام بدعم صغار المترجمين، ليكونوا خلفا لجيل الرواد في الترجمة من مختلف الأجيال.

وقالت بيك ها يون: “لقد سعدت بأن كل شعوب العالم وخاصة الشعب الكوري تعرفوا على دولة قطر بشكل أكبر خلال استضافة دولة قطر لكأس العالم 2022″، مؤكدة “أن كل محبي اللغة العربية والمترجمين من لغاتهم إلى العربية قد أحسوا بشعور فيه مزيج من الفخر والسعادة، لأنهم وجدوا في دولة قطر نموذجا للتطور الاقتصادي، كما أنها تعمل على إشاعة التفاهم الدولي ليس فقط من خلال الرياضة، ولكن من خلال الثقافة والاهتمام بالترجمة عبر هذه الجائزة التي جمعت المترجمين من مختلف أنحاء العالم على أساس قواسم مشتركة وهي محبة اللغة العربية”.

رؤية واضحة وأهداف مسطرة

للإشارة، منذ تأسيسها وضعت جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي رؤية واضحة لمشروعها بالإضافة إلى جملة من الأهداف تتمثل في الآتي:

  • تكريم المترجمين وتقدير دورهم عربيًّا وعالميًّا في مد جسور التواصل بين الأمم والشعوب.
  • تشجيع الأفراد ودور النشر والمؤسسات الثقافية العربية والعالمية على الاهتمام بالترجمة والتعريب والحرص على التميز والإبداع فيهما.
  • الإسهام في رفع مستوى الترجمة والتعريب على أسس الجودة والدقة والقيمة المعرفية والفكرية.
  • إغناء المكتبة العربية بأعمال مهمة من ثقافات العالم وآدابه وفنونه وعلومه، وإثراء التراث العالمي بإبداعات الثقافة العربية والإسلامية.
  • تقدير كل من أسهم في نشر ثقافة السلام وإشاعة التفاهم الدولي، أفرادًا ومؤسسات.

وتتكون إدارة الجائزة وهيكلتها من:

مجلس أمناء: يتألف من خمسة إلى عشرة أعضاء، يتم اخـتيارهـم من جنسيات متعددة لمدّة سنتين قابلة للتجديد، ويقدم المجلس النصح والمشورة، ويسهم في اختيار اللغات الأجنبية المخصصة للجائزة كـل عام، ويشارك في تقويم الأداء الإداري والعلمي للجائزة.

لجنة تسيير:تضطلع بمهام الإشراف على أعـمال الجائزة وضمان شفـافـيـتـها، والــفـصـل التام بين عمليات الإدارة واختيار الأعمال المرشحة وتـحـكيـمــهـا ومنـحـهـا الجوائز. ولا يحق لأي من أعضاء مجلس الأمناء أو لجان التحكيم أو لجنة التسيير الترشُّح للجائزة.

لجان تحكيم:تمـنح الجـوائـز تبعاً لتوصيات لجان تحكيم دولية مستقلة، تختارها لجنـــة تســيير الجائـــزة بالتشاور مع مجلس الأمناء. ويمكن زيادة – أو إنقاص – عدد أعضاء كل لجنة حسب الحاجة، أو الاســتــعــانة بمحـكـمـين ذوي اختصاصات محددة لتقييم الأعمال في مجـــالات اخــتـصـاصـاتـهـم.