اقرأ أيضا:
إن نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقدِّم لنا النموذج الأرفع في التماسك والتوازن في كل أحواله ، فهو إذا مزح وغشيه السرور لم يقل إلا حقاً ، وإذا غضب لا يغضب إلا لله ، إنه يغضب حين تنتهك حرمة من حرمات الله ، ولا يغضب انتصاراً لنفسه أو تعبيراً عن الانزعاج من أذى لحق به !! .
وقد علمنا ربنا ما ينبغي علينا القيام به حين نسمع ما يثيرنا ، ويدفعنا في طريق الانتقام ، فقال ـ سبحانه ـ : (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) الحجرات : 6.
التبين يعني أن نتأكد من صحة ما سمعناه ، ولو كان الراوي ثقة ، فقد يكون واهماً في تفسير ما سمعه ، وقد يكون ناقلاً عن شخص غير موثوق .. التثبت يمنحنا فرصة لتأخير رد فعلنا على ما نعتقد أنه يسيء إلينا، وحين نتريث في رد الفعل ، فإن سورة الغضب تكون قد انكسرت ، وهذا يجعل أحكامنا وتصرفاتنا عادلة ومنصفة ومتوازنة .
لو تأملنا في واقع الحياة اليومي لوجدنا أن الذي يسيِّر معظم الناس في معظم الأحيان هو مشاعرهم ، وليس عقولهم ، وفي هذا خروج على المنهج الرباني الأقوم وخروج على أدبيات التصرف المنطقي المقبول ، والأمل أن ينحسر ذلك مع تقدم الوعي وانتشار العلم.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين