العجوة نوع من أنواع التمور التي اشتهرت به المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، ارتبط اسمها بالمدينة المنورة، فصارت اسمها “عجوة المدينة” وهي تمثل رمزا اجتماعيا ودينيا واقتصاديا، لاقت شهرة عالمية كونها ذكرت في السنة النبوية بوصفها ثمرة مباركة، امتثالا لحديث النبي ﷺ: (من تصبّح بسبع تمرات من عجوة المدينة لم يضره سمٌّ ولا سحر) حديث صحيح.
كما يعتبر تمر عجوة المدينة من أفضل أنواع التمور في العالم وذلك بفضل فوائده الغدائية الكثيرة بحيث يحتوي على نسبة كبيرة من النشويات والفيتامينات الشيء الذي يجعله مفيدا للصحة هذا بالإضافة إلى احتوائه على الكالسيوم والمغنيسوم بالإضافة إلى الزنك الذي يقوي المناعة.
يعتبر هذا النوع من التمر شافيا من العديد من الأمراض لذلك ينصح أخصائيو التغدية دائما به للوقاية من بعض الأمراض ومساعدة الجسم على النمو بشكل كامل وسليم. ويعتبر هذا النوع بالخصوص من الأنواع المباركة بسبب مكان تواجده بحيث يتواجد مزارع النخيل بالقرب من الحرم المدني هذا بالإضافة غلى أنه أثبت بالدراسات العلمية مدى أهمية تمور عجوة المدينة لصحة الإنسان. هذا بالإضافة إلى كونها ذكرت في أحاديث نبوية شريفة على لسان الرسول ﷺ يدعو لتناولها بالإضافة إلى أحاديث كثيرة تؤكد أنها مفيدة للصحة.
كيف تعرف عجوة المدينة؟
يتميز تمر عجوة المدينة بشكله الدائري ولونها الأسود هذا بالإضافة إلى كون طعمه مميز ورائع وهو من بين أفضل أنواع التمور التي يتوافد عليها الحجاج في موسم الحج الشيء الذي يبرر سعرها العالي لأنها من أجود التمور.
تعرف عجوة المدينة بأن لها نوعين هما: الطويل (أبو ذراع)، والمدردمة (المدور). وأن لونها يميلُ إلى السواد. وتزرع في عامة المدينة ولكن أشهرها وأجود أنواعها هي ما يزرع في بساتين عالية المدينة وهي منطقة جنوب المدينة بجوار مسجد قباء، وتمتد اليوم في أكثر من موقع باتجاه ينبع وتبوك وخيبر والثمد.
تنتج مزارع المدينة من العجوة 20- 30 طن يوميًا، وتتصدر قائمة التمور التي يتم تصديرها خارج المملكة بمعدل 100 طن سنويًا، وفي عام 2016، أنشئت جامعة طيبة أول كرسي يختص بأبحاث عجوة المدينة.
القيمة الدينية لعجوة المدينة
تمر العجوة متواتر عند أهل المدينة منذ العصر النبوي يتناقلها الأجيال، حيث قال عنها مؤرخ المدينة السمهودي قبل 500 عام: “ولم تزل العجوة معروفة بالمدينة يأثرها الخلفُ عن السلف، يَعْلَمُها كبيرُهم وصغيرُهم علماً لا يقبلُ التشكيك”، وأن مزارعها متوارثة بين أهلها حتى اليوم. وكسبت عجوة المدينة بالذات شهرة عالمية بوصفه ثمرة مباركة يحرص معظم ساكني طيبة الطيبة وزائريها على تناولها غذاء واستشفاء، وقد وردت كذلك في الحديث النبوي: ” العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم.
وورد عن النبي ﷺ في الصحيحين وغيرهما حديث يفيد أن من أكل العجوة صباحا في البكور لا يضره سم ولا سحر في يومه . فقد روى البخاري عن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ : ( من اصطبح ـ وفي رواية : تصبح ـ كل يوم تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل ) وفي رواية: ( سبع تمرات). ورواه مسلم أيضا في صحيحه ، فهو حديث متفق عليه. و: التصبح والاصطباح بمعنى التناول صباحا ، أي بين الفجر وطلوع الشمس.
وفي رواية للبخاري تحديد هذه العجوة بعجوة المدينة : (من تصبح بسبع تمرات عجوة من تمر العالية) ، والعالية القرى التي في الجهة العالية من المدينة وهي جهة نجد، ولهذه الزيادة شاهد عند مسلم عن عائشة رضي الله عنها بلفظ:(في عجوة العالية شفاء في أول البكرة) أي أول النهار .
وفي رواية لمسلم أيضا عن عامر بن سعد بلفظ:(من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح ) والمقصود : طرفي المدينة. وقد وقع مقيدا بالأكل سبعة أياما صباحا فيما أخرجه الطبري عن عائشة رضي الله عنها أنها : ( كانت تأمر بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات ). وقد أخرج النسائي من حديث جابر رفعه “العجوة من الجنة، وهي شفاء من السم” . وأما قوله : ( إلى الليل ) فمفهومه أن السر الذي في العجوة من دفع ضرر السحر والسم يرتفع إذا دخل الليل في حق من تناوله من أول النهار ، ويستفاد منه إطلاق اليوم على ما بين طلوع الفجر أو الشمس إلى غروب الشمس، ولا يستلزم دخول الليل .
القيمة الاقتصادية لعجوة المدينة
لعجوة المدينة مكانة خاصة لدى المزارعين والمستهلكين، فبعد نضوجه واستوائه يبدأ المزارعون بجني محصول تمر “العجوة” عبر تصنيف حبّاتها بحسب حجمها وجودتها، حيث تصنّف تمور العجوة إلى درجات متفاوتة فيبلغ وزن حبة تمر العجوة المصنفة كدرجة ممتازة 9 جرامات ويعادل 55 حبة لكل 500 جرام، فيما يقدّر وزن تمرة العجوة المصنّفة من الدرجة الأولى 7 جرامات بواقع 71 حبة لكل 500 جرام، في حين يبلغ وزن تمرة العجوة المصنفة كدرجة ثانية 5 جرامات بواقع 100 حبة لكل 500 جرام.
وتمثّل العجوة نسبة من عدد النخيل بمنطقة المدينة المنورة ومحافظاتها التي يقارب عدد أشجار النخيل بها 4 ملايين نخلة – تحتل المرتبة الثالثة على مستوى مناطق المملكة – وتبلغ مصانع التمور المنتجة في المدينة المنورة 14 مصنعا، تنتج ما نسبته 9% من إجمالي إنتاج المملكة.
يتمتع تمر “عجوة المدينة” بقيمة غذائية عالية، فمعظم محتواها من السكر على هيئة سكريات أحادية جلوكوز وفركتوز، ويحتوي كل 100 غرام من تمر العجوة على المواد التالية:
القيمة الغذائية لعجوة المدينة
1.81 غرام من البروتينات.
21.32 غرام من الماء.
277 سعر حراري.
6.7 غرام من الألياف الغذائية.
64 ملغرام من الكالسيوم.
66.47 غرام من السكريات.
696 ملغرام من البوتاسيوم.
0.44 ملغرام من الزنك.
1 ملغرام من الصوديوم.
0.9 ملغرام من الحديد.
62 ملغرام من الفسفور.
54 ملغرام من المغنيسيوم.
15 ميكروغرام من حمض الفوليك.
0.36 ملغرام من النحاس.
0.25 ملغرام من فيتامين ب6.
2.7 ميكروغرام من فيتامين ك.
0.3 ملغرام من المنغنيز.
كما يحتوي تمر العجوة على نسب عالية من فيتامين أ والألياف ومضادات الأكسدة المختلفة.
الفوائد الصحية لعجوة المدينة
تمر عجوة المدينة له فوائد صحية جمّة، فقد أثبتت الدراسات المختبرية الطبية ما جاء في التوجيه النبوي، والعلم يتوافق مع الإيمان في كل أحكام الشرع الحنيف، فهذا التمر مليّن طبيعي ممتاز يمنع الإمساك، ويقويّ العضلات، ويعالج فقر الدم، ويقوّي السمع والبصر، ويهدّي الأعصاب، ويحتوي على كمية عالية من الألياف الغذائية، والمعادن الضرورية لصحة الجسم، مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، وتعادل ثلاث حبات تمر حصة فاكهة واحدة.
7فوائد صحية لتمر عجوة المدينة
1- تقوية المناعة.
2- الوقاية من السرطان.
3- الوقاية من فقر الدم.
4- يساعد في تقوية العظام.
5- مساعدة السيدة في الولادة.
6- تعزيز حليب الأم.
7- الحماية من أمراض القلب.
وتعمل هذا النوع من التمور على تحسين عملية الهضم في الحد من المشاكل التي تصيب المعدة مثل عسر الهضم والاضطرابات التي تصيب المعدة. كما أن تناولها بانتظام يقوي مناعة الجسم ويحارب العديد من الأمراض والالتهابات. ويمكن أن يكون التمر فوائد هائلة في الوقاية من السرطان والأمراض المزمنة المختلفة. كما ينصح بتناول التمر بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من فقر الدم بسبب نقص الحديد، والسبب أن التمر يحتوي على مستويات عالية من الحديد التي يحتاجها الجسم لإنتاج خلايا الدم الحمراء.
وتعتبر مفيدة بشكل خاص لصحة العظام لأنها غنية بالفيتامينات والمعادن، وخاصة الفوسفور والكالسيوم، كما تساعد السيدات على الولادة، حيث يحفز تناولها عضلات الرحم بصورة كبيرة أثناء الولادة.بالإضافة إلى أنها مدرة للحليب و ينصحبها للنساء المرضعات.
وتعمل عجوة المدينة أيضا على تحسين صحة الدماغ والحماية من أمراض القلب، بل أن من فوائدها الشهيرة أنها تساعد على خفض ضغط الدم، مما له تأثير إيجابي على القلب والدورة الدموية.
ما هي فوائد عجوة المدينة على الريق؟
ومن تلك الفوائد ما يلي:
- يساعد في تحسين البصر، كما أنه يحافظ على صحة العين.
- يساعد في زيادة الوزن لمن يعانون من النحافة المفرطة.
- يعد مصدر طاقة ممتاز، وهذا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الإرهاق والتعب بشكل مستمر.
- يساعد في تقليل أعراض الحساسية الموسمية التي تصيب العديد من الأشخاص.
الفوائد الاجتماعية لعجوة المدينة
كما تتميز عجوة المدينة بالوقاية من العين والحسد، حيث توجد الكثير من الأدلة في السنة النبوية التي تفيد أن من ضمن فوائد التمر التخلص من العين والحسد، وهذا بسبب وجود العديد من الأحاديث التي تفيد بأن من يحرص على تناول التمر بصورة يومية فإن السحر لا يمكن أن يمسه. فقد جاء في الحديث الشريف “أن من اصطبح على الريق سبع تمرات عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر” صدق رسول الله ﷺ.
وللعجوة فوائد للمقبلين على الزواج في تحسين الخصوبة لدى السيدات والرجال، والمحافظة على مناعة الجسم. وأيضا لوقاية المتزوجين الجدد من السحر. وقد كشف العلماء أن كل من يأكل التمر قبل يوم الزفاف بأربعين يوما على لسان الرسول ﷺ وما جاء فيه فإنه سينجو من الفخ السحري المحتمل.