اقرأ أيضا:
مضى محمد إلى مكران، فأقام بها أياماً، ثم أتى فنزبور ففتحها، ثم أتى (أرمانيل) ففتحها أيضاً، فقدم (الديبل) يوم جمعة، فوافته هناك سفنه التي كانت تحمل الرجال والسِّلاح والعتاد والمهمات، فخندق حيث نزل (الديبل)، وأنزل الناس منازلهم، ونصب منجنيقاً يقال له: العروس، الذي كان يعمل لتشغيله خمسمئة من الرجال ذوي الكفاية المدربين على استخدامه، فدكّ بقذائفه معبد الهنادكة الأكبر (البد)، وكان على هذا البد دقل عظيم، وعلى الدقل راية حمراء إذا هبّت الريح أطافت المدينة، وحاصر محمد الديبل وقاتل حماتها بشدّة، فخرجوا إليه، ولكنه هزمهم حتى ردهم إلى البلد، ثم أمر بالسلالم فنصبت وصعد عليها الرجال، وكان أولهم صعوداً رجل من بني مراد من أهل الكوفة، ففتحت المدينة عنوة، فاستباحها محمد ثلاثة أيام، ولكنّ عامل (داهر) ملك السند عليها هرب عنها سالماً، فأنزل فيها محمد بن القاسم أربعة الاف من المسلمين، وبنى عليها جامعها، فكان أول جامع بني في هذه المنطقة، وسار محمد عن الديبل إلى النيرون، وكان أهلها بعثوا إلى الحجّاج فصالحوه، فلقوا محمداً بالميرة وأدخلوه مدينتهم ووفوا بالصلح .
وسار محمد عن (نيرون)، وجعل لا يمر بمدينة إلاَّ فتحها حتى عبر نهراً دون مهران، فأتاه أهل (سربيدس)، وصالحوه، ففرض عليهم الخراج وسار عنهم إلى (سهبان)، ففتحها ثم سار إلى نهر (مهران) فنزل في وسطه، وبلغ خبره (داهر)، فاستعدّ لمجابهته، وبعث محمد إلى (سدوستان)، فطلب أهلها الأمان والصلح، فأمنهم محمد وفرض عليهم الخراج أيضاً.
ملاحظة هامة: استفاد المقال مادته من كتاب: ” تاريخ الدولة الأموية”، للدكتور على محمد الصلابي، واستفاد في كثير منها على كتاب: الحضارة الإسلامية لمحمد عاد.
المصادر والمراجع:
علي الصلابي، تاريخ الدولة الأموية، ص 102-103.
محمد النجرامي، العلاقات السياسية بين الهند والخلافة العباسية، ص 30.
محمد عاد، الحضارة الإسلامية، ص 299.
سعد الغامدي، الفتح الإسلامي لبلاد السند.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين