اقرأ أيضا:
لقد خطّط القطريون تخطيطاً متميّزاً، ووضعوا لكل سؤال جواباً، وأصرّوا على الفوز ففازوا، هذه هي كل القصّة، ليست هناك معجزات ولا خوارق للعادات، ولو استخدمنا هذه المنهجية في أي مجال من مجالات الحياة لتميّزنا وتفوّقنا كذلك.
إن الفريق الذي يعمل بروح الفريق، ويمتلك التدريب العالي، ويتمتع بالدعم المطلوب رسمياً وشعبياً سيفوز، لنجرّب هذا في حياتنا كلها، في التعليم، وفي الطب، وفي الصناعة …الخ.
إذا كنّا مثلاً نجعل الكفاءة شرطاً في وصول اللاعب إلى المنتخب بلا مؤثّرات جانبية، ولا “واسطة” ولا محسوبيّة، فلنجرّب هذا في أي مؤسسة نريد منها أن تتقدم وتنجح وستتقدم وتنجح.
وإذا كان الفريق كله يعمل تحت الشمس فتظهر مواهبه كما تظهر معايبه، دون تستّر ولا تحرّج، ثم تجتهد الإدارة في معالجة الخلل بكل ثقة وأمانة وشفافية، فلنجرّب ذلك في أي مؤسّسة أخرى، ولننتظر النتائج. وإذا كان المجتمع كله قد وقف مع الفريق مشجعاً ومؤازراً مهما كان اسم اللاعب وأسرته أو قبيلته، ومهما كان شكله وبشرته، المهم لعبه وأداؤه، فلنجرّب ذلك أيضاً في أية مؤسسة أخرى.
هذه أيها الناس سنن الله في هذه الحياة، أخذنا بزمامها قروناً من تاريخنا، فكانت لنا الريادة، وتفلتت من أيدينا فضاع منا كل شيء، وما زالت التجارب الجزئية في حياتنا المعاصرة تمدّنا بالنماذج المختلفة، لتترسخ عندنا هذه القناعة.
لقد قرر العراق في مطلع ثمانينيات القرن الماضي أن يبني جيشاً نموذجياً، فكان له ذلك، وكانت منشآت التصنيع العسكري تتطوّر بشكل لافت وتواكب باستمرار حاجة الجيش، وأذكر أن صديقاً لي عُيّن مسؤولاً في إحدى هذه المنشآت، فاستغرب الناس لأنه لم يكن بعثياً، فشرح لهم كيف أن القيادة عزلت البعثي لعدم كفاءته وعينته مكانه، هكذا تقدّمت الكفاءات، وهكذا أصبح العسكري -مهما كانت رتبته- مهاباً ومحبوباً في مجتمعه، ولو طُبّق هذا النهج في المجالات الأخرى لأصبح العراق شيئاً آخر.
إن دولة قطر صنعت نموذجها الرياضي وصنعت نموذجها الإعلامي -وهناك مجالات أخرى على الطريق- لتؤكّد اليوم أننا مثل شعوب العالم إذا أردنا أن نفوز فإننا سنفوز.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين